انفض سوق الإنتخابات البرلمانية وقد ربح فيه من ربح وخسر من خسر والربح والخسران ليس المقصود بهما الآخرة ولكن مقاصد الدنيا التى احتلت عقول وقلوب المترشحين الذين بذلوا المال والوقت فى هذه المعركة الدنيوية تحت شعار أن ذلك كله من أجل المواطن المصرى الذى لم يسألوه أساسا هل تريد أن نمثلك فى البرلمان أم لا ؟ فى حقيقة الأمر جلست أتأمل بعض نصوص سيرة النبى عليه الصلاة والسلام وصحبه الكرام ومن سار على نهجهم كى أرى مسألة التصدى لتحمل المسئولية فوجدت البون الشاسع بيننا وبينهم فعلى سبيل المثال لا الحصر : 1. عن أبي موسى رضى الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من قومي فقال أحد الرجلين: أمرّنا يارسول الله (أى اجعلنا أمراء)، وقال الآخر مثله، فقال رسول الله إنا لانولي هذا من سأله، ولا من حرص عليه " (رواه البخارى ) 2. عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (يَا أَبَا ذَرٍّ , إنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي , وَإِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا , فَلَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ , وَلَا تَلِيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ) رواه مسلم) 3. عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة (رواه البخارى) 4. عن أبي أمامة -رضي الله عنه عن-النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " مامن رجل يلي أمر عشرة فمافوق ذلك ,, إلا أتى الله عز وجل مغلولا يوم القيامة يده إلى عنقه فكه بره أو أوبقه إثمه , أولها ملامة وأوسطها ندامة وآخرها خزي يوم القيامة "صححه الألبانى وكلما تمثل أمامى الفاروق قبيل موته وهم يقترحون عليه صدقا لا نفاقا أن يولى عبد الله بن عمر الابن الصالح فإذا بعمر ينتفض قائلا كفى بآل الخطاب أن يحاسب منهم واحد والكلام فى هذا الأمر يطول ولكن ماأردت الوقوف عليه هو مايفعله هؤلاء المساكين الذين يستحلون دم المسلم الذى قال فيه النبى عليه الصلاة والسلام " لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم " (صححه الألبانى ) بل وينفقون الأموال الطائلة من أجل تزوير إرادة الناس ويروعون الخلق بأسلحة بيضاء يحملها مناصروهم من أرباب السوابق ومن المسجلين خطر وكل هذا الإثم يبررونه بأنه "من أجلك أنت "بل ويؤكدون أنهم بمجرد دخول البرلمان سوف يتفانون فى خدمة "ولاد الدايرة " طبعا اللى هم إحنا!! ثم ماذا بعد ذلك لاتجد إلا مهازل تصدر من هؤلاء من أجل تعويض ماأنفقوه فى فترة الإنتخابات المرة فنجد نوابا بأوصاف عجيبة مثل : نواب القروض ونواب القمار ونواب الرصاص ونواب "سميحة" ونواب العلاج على نفقة الدولة ونواب لم يؤدوا الخدمة العسكرية رغم تغنيهم بحب مصر.... و نظرا لفساد البدايات حتما ستفسد النهايات ولاتبقى لدينا سوى بعض التساؤلات لمن تنبض فى عروقهم الدماء من أمثال هؤلاء : 1. ماذا ستقولون لربكم غدا حين تلقونه ؟ 2. هل تصدقون دعايتكم الكاذبة أنكم تفعلون هذا من أجل المواطن البسيط ؟ 3. إن كنتم تريدون الخير بنا فهل فعل الخير لايكون إلا عن طريق مجلس الشعب؟ 4. ألاتشعرون بذرة خجل من الله حين تخدعون البسطاء وتتاجرون بأحلامهم بل وبأقواتهم ؟ 5. ألاتتعظون بمن مات من الذين سبقوكم فى هذا البرلمان وماحملوا سوى أعمال قباح ردية قال فيها الله " وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم " ؟ أيها المغرورون بعضوية زائلة زائفة تذكروا قول الله " ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار " واعلموا أن شعب مصر ليس بساذج حتى يصدق نائبا يبذل ماله ووقته ويقتل الأبرياء ويعاون أهل الفساد ويستعين بقتلة مجرمين وكل ذلك لوجه الله وخدمة أهل دائرته !!! رائحة كذبكم تزكم الأنوف وخداعم مكشوف وزيفكم معروف وماأنفقتموه من مال من أجل باطل تلبسونه ثوب الحق سيكون عليكم حسرة يوم القيامة ..... ألا فليتق أمثال هؤلاء ربهم وليخشوا من دعاء نبيهم " اللهم من ولى من أمر أمتى شيئا فرفق بهم فارفق به ومن ولى من امر أمتى شيئا فشق عليه فاشقق عليه " ومهما فعلتم وظننتم أنكم ربحتم فإننا نفوض أمرنا لله فهو القائل " والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون " ياسادة ضاعت الأمانة واقتربت الساعة وصدق المصطفى لما قال للسائل " إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ولما سئل ماإضاعتها قال "إذا وسد الأمر لغير أهله" فياترى هل هؤلاء أهله ؟ * داعية إسلامي وإعلامي مصري .