إذن فهى الحرب .. تلك الجملة التى جرت على لسان الفنان أحمد مظهر رحمة الله عليه فى فيلم الناصر صلاح الدين هى التوصيف الوحيد الملائم لما بدأته بالفعل أجهزة الدكتور مرسى الرقابية فى توجيه راداراتها التى تعطلت كثيرًا تجاه الوسط الرياضى المصرى لتحديد المناطق الملغمة وتفجيرها .. بالمناسبة فيلم الناصر صلاح الدين يمثل من وجهة نظر العبد لله إساءة للمسلمين وللبطل صلاح الدين الأيوبى على عكس ما يطنطن له الكثيرون ولا أعلم كيف خالت اللعبة التى حاكها يوسف شاهين على المشاهدين .. لن أتطرق كثيرًا للفيلم السينمائى المضروب .. بل سأعود للفيلم الآخر الواقعى الذى نعيشه يومًا بيوم فى مشاهد متتابعة بسؤال استنكارى .. إذا كنا قد فتحنا الآن ملفات قطط سمان الرياضة المصرية بداية بملف الكابتن هانى أبو ريدة والمعروف إعلاميًا بملف كأس أمم إفريقيا 2006.. فهل سنحاسب فقط من أساء استخدام منصبه .. ؟؟ أم سيطول الحساب بالضرورة مسئولى كل جهاز رقابى تقاعس عن المهمة الموكولة له بتجاهله أى تقارير رقابية وردت له والعمل على دسها وإخفائها ..؟؟ .. وهم معروفون بالاسم والهوية لكل مصرى .. بل وكثيرًا ما شنفوا أذننا بدروس عن الشرف والفضيلة والمال الحلال ..!! مخالفات قيمتها عشرون مليون جنيه وربما أكثر كما جاء فى التقرير الذى أعده الزميل وليد الحسينى بالجمهورية ارتكبتها اللجنة المنظمة لبطولة أمم إفريقيا بالقاهرة 2006 ورغم هذا لم يسأل عنها أحد حتى بعد قيام الثورة وتشكيل وزارة خاصة للبحث والتحرى والعقاب واحدة برئاسة الدكتور عصام شرف والأخرى بقيادة الدكتور كمال الجنزورى .. ما شاء الله كلهم دكاترة..!! وسائل الإعلام المصرية وكعادتها تركت مصيبة إهدار المال العام وبدأت فى اللحن النشاذ المعروف بالتساؤل عن السبب فى فتح هذا الملف فى هذا التوقيت ..؟؟ هذا هو فى الواقع كل ما تجيده وهى تلمح بحدوتة تصفية الحسابات التى يتحدث عنها شوبير اليوم وهو يعلم أن يومه آت لا محالة .. وكأن التوقيت هو ما يعنيها فقط دون النظر لكارثية الواقعة وضرورة محاسبة كل مقصر أو مهمل أو فاسد إن صح ما جاء بتقرير الجهاز المركزى للمحاسبات .. أو الجهاز المركزى للتنويم المغناطيسى سابقًا .. أين كان المهندس حسن صقر .. أين كان السيد عماد البنانى .. الذى جاء بعد الثورة التى قامت لتطهير مصر أين كان المستشار جودت الملط وغيرهم من المسئولين فى تلك الفترة ولماذا تجاهلوا محاسبة المقصر ..؟؟ .. سؤال من الأهمية بكمان الإجابة عنه هو الآخر .. حسن حمدى رئيس الأهلى أيضا بدأت ساعة حسابه .. وهى ساعة عسيرة حقا .. لكن يبقى السؤال مطروحًا لو ثبتت إدانة حمدى .. هل سنكتفى بذلك أم سنأتى بمن كانوا سمعًا عميًا بكمًا لنحاسبهم على جرائهم فى التواطؤ المزرى والصمت ( الرهيبى ) كما جاء على لسان طيبة الأثر الست نجاة .. !المضحك أن غالبية الأجهزة الرقابية المصرية فى فترة العهد ( الحلمتنيشى) السابق كانت تتفاخر بكشفها لأكثر من 60 ألف قضية فساد سنويًا .. ولو نظرت لها ستجدها كلها من القضايا التافهة من نوعية موظف عمومى اختلس مائة جنيه .. وآخر استغل نفوذه فى تعيين أقاربه .. نعم هى وقائع تستحق المساءلة لكنها تظل مجرد ( بساريا ) صغيرة كان يتم اصطيادها لذر الرماد فى العيون .. بينما لم تتصيد تلك الأجهزة يومًا وحتى لحظة تاريخه ( حوتًا ) كبيرًا على كثرتهم من ناهبى المليارات التى كانت تسرق وترتع وتسبح تحت سمع وبصر الرقابيين العظماء .. على الأقل لنثبت صدق المثل الشعبى القائل ( ضربة مرزبة ولا 100 شاكوك ) .. لن نتعجل وسننتظر لنرى ألاما ستؤول إليه النهاية .. وستكون لنا كلمتنا الكاشفة وقتها .. حسب شكل التتر ودور كل ممثل على المسرح ..