على الرغم من أنه لم يخالف سابقيه في الاعتراف بأن احتلال بلاده للجزائر كان جريمة في تاريخ هذا البلد العربي، إلا أن محتجين طلبوا من المرشح المأمول للانتخابات الرئاسية الفرنسية إيمانويل ماكرون بالاعتذار بعد هذه التصريحات. وجاءت تعليقات ماكرون في مقابلة مع قناة الشروق الإخبارية الجزائرية في وقت سابق من الأسبوع الجاري، حيث لا يزال الموضوع مصدرا للتوتر في فرنسا. وقال إن «الاستعمار جزء من التاريخ الفرنسي. إنه جريمة، جريمة ضد الإنسانية، إنه وحشية حقيقية وهو جزء من هذا الماضي الذي يجب أن نواجهه بتقديم الاعتذار لمن ارتكبنا بحقهم هذه الممارسات». وقال إن «فرنسا عرّفت الجزائر إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ولكنها نسيت أن تقرأه». وفي محاولة ضعيفة للتخفيف من حدة تصريحه الأول عن «محاسن الاستعمار»، قال ماكرون إنّ «كلاً من فرنساوالجزائر عانتا من العنف». وكما فعل الرؤساء الفرنسيون السابقون في مجيئهم إلى الجزائر لمحاولة التخلّص من لعنة الماضي الاستعماري وإعطاء دفع جديد للعلاقات بين البلدين، ينوي ماكرون ترجمة التعاون الفرنسي الجزائري اقتصادياً وثقافياً بشكل ملموس. وحسب أسوتشيدبرس، كان أغلب المحتجين الذين تجمعوا الجمعة خلال زيارة ماكرون لبلدة كاربنتراس جنوبي فرنسا من المرتبطين بالعائلات المسيحية واليهودية التي انتقلت للعيش في المستعمرات الفرنسية في شمال أفريقيا قبل أن يطردوا بعدما حصلت هذه البلدان على الاستقلال. وماكرون، مرشح الوسط في الانتخابات الفرنسية المزمع إجراؤها على جولتين في أبريل ومايو، أوضح في تسجيل مصور أن تعليقاته ترمي إلى الإقرار بمسؤولية الدولة الفرنسية في الاستعمار، ولا يقصد منها التعرض إلى أي شخص. ورزخت الجزائر تحت وطأة الاستعمار الفرنسي من 1830 وحتى استقلالها عام 1962.