اعترف إيمانويل ماكرون، أحد أبرز مرشحي الرئاسة الفرنسية، بارتكاب بلاده جرائم ضد الإنسانية خلال احتلالها الجزائر (1830-1962) . جاء ذلك خلال حوار لماكرون، وهو مرشح مستقل ووزير اقتصاد سابق (بين 2014 و2016) مع فضائية "الشروق نيوز" الخاصة خلال زيارته للجزائر، حيث أجرى محادثات مع كبار المسئولين فيها، بحثًا عن الدعم في الانتخابات. وقال المرشح الرئاسي إن "الاستعمار يدخل ضمن ماضي فرنسا.. إنه جريمة، بل جريمة ضد الإنسانية، وعمل وحشي، وهو جزء من هذا الماضي الذي يجب أن نشاهده أمامنا ونقدم اعتذاراتنا للذين ارتكبنا بحقهم هذه التصرفات". واستدرك: "لكن لا يمكن مسح كل شيء، ففرنسا نقلت قانون حقوق الإنسان في الجزائر، لكنها نست أن تقرأه " فى اشاره الى عدم احترام مضمونه. وحسب ماكرون، فإن "الاعتراف بوجود هذه الجرائم لا يجب أن يقودنا لتحميل المسئوليات والتوريط لأنه لا يمكن بناء أي شيء على ذلك". وتطالب الجزائر رسمياً وشعبياً منذ الاستقلال عام 1962 باعتذار رسمي لفرنسا عن "جرائمها" الاستعمارية، فيما تقول سلطات باريس إن الأبناء لا يمكن أن يعتذروا عما ارتكبه الآباء والأجداد. يعد هذا التصريح من ماكرون -الذي تضعه استطلاعات الرأي ضمن الأوفر حظًا في سباق الرئاسة- موقفًا غير مسبوق من سياسي فرنسي بهذا المستوى.