نتنياهو يواجه ضغوطاً أمريكية لتجميد الاستيطان.. و«الشيوخ» ينبه أوباما ل«مخاطر» تنتظر إسرائيل

واجه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ضغوطا فى واشنطن لتجميد النشاط الاستيطانى اليهودى فى الضفة الغربية المحتلة، إزاء تأكيد جميع المسؤولين الأمريكيين الذين التقاهم فى الولايات المتحدة على «حل الدولتين»،
وجاء ذلك فى وقت عادت فيه الأوضاع الأمنية للتوتر فى قطاع غزة بعد فترة من الهدوء، بعدما شنت المقاتلات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات على الحدود الجنوبية مع مصر، قال شهود عيان إنها بهدف تدمير أنفاق تستخدم لتهريب الأسلحة.
ونسبت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية لمسؤول أمريكى قوله «إن الولايات المتحدة تنتظر من إسرائيل تقديم تنازلات ملموسة للفلسطينيين قبيل زيارة أوباما المقررة لمصر فى 4 يونيو المقبل»،
وأضافت أن واشنطن ترغب فى قيام إسرائيل باتخاذ قرار سريع من شأنه تخفيف القيود المفروضة على الواردات والصادرات من البضائع فى غزة، كما ترغب فى تخفيف القيود المفروضة على الحركة فى الضفة الغربية،
وأشار المسؤول الأمريكى إلى أن ذلك من شأنه تسهيل جهود أوباما الرامية إلى إقناع الدول العربية بالبدء فى اتخاذ خطوات نحو التطبيع دون انتظار اتفاق سلام فلسطينى إسرائيلى كامل، وهو ما رحب به نتنياهو بحسب الصحيفة معترفاً بأن ذلك سيخفف من ضغط الرأى العام الإسرائيلى عليه بشأن عملية السلام.
غير أن الصحيفة أضافت أنه، بحسب مصادر أمريكية، فإن مسؤولين سعوديين رفضوا فكرة التطبيع التدريجى برمتها، وأوضحت «هاآرتس» أنه رغم التكهنات واسعة النطاق بأن يضع أوباما الخطوط العريضة لعملية السلام فى خطابه، الذى سيلقيه من القاهرة، إلا أنها نقلت عن مسؤولين أمريكيين بارزين قولهم لنظرائهم الإسرائيليين إنه لن يقدم فى خطابه خطة سلام جديدة وإنما سيركز على مد يده للعالمين العربى والإسلامى.
من ناحية أخرى، وخلال زيارة نتنياهو لواشنطن، طلبت منه كل من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون ورئيس لجنة الشؤون الخارجية فى مجلس الشيوخ جون كيرى تجميد الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وذلك بعد يوم واحد من تأكيد أوباما عقب استقباله نتنياهو فى البيت الأبيض «أن الاستيطان يجب أن يتوقف»، وهو ما شدد عليه نائب الرئيس جو بايدن فى تصريحات له مطلع الشهر.
على صعيد متصل، حث أكثر من 75% من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكى الرئيس أوباما على الانتباه إلى «المخاطر» التى تتعرض لها إسرائيل فى أى اتفاق سلام فى الشرق الأوسط، ووجه 76 سيناتورا من أصل 100، رسالة إلى أوباما غداة لقائه نتنياهو،
جاء فيها أنه «ليس هناك أدنى شك أن حكومتينا ستوافقان على بعض المسائل وستختلفان على مسائل أخرى، ولكن صداقة الولايات المتحدة مع إسرائيل تفرض علينا العمل معا بشكل وثيق ونحن نضطلع مجددا بدورنا التاريخى كصديق وفى وكوسيط».
وميدانيا، شن طيران الاحتلال سلسلة غارات على غزة بعد سقوط صاروخ تابع للمقاومة على جنوب إسرئيل، وهو ما أدى إلى سقوط جريحين، وأفاد شهود عيان بأن مقاتلات الاحتلال قصفت مرات عدة نفقين على الأقل دون وقوع إصابات،
وأضافوا أنه تم بعد ذلك قصف جنوب مدينة غزة، مستهدفا مجموعة من المسلحين ينتمون إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) دون وقوع ضحايا.
وفى شمال القطاع، قالت مصادر فلسطينية إن الجيش أطلق بشكل كثيف صباح أمس نيران أسلحته الرشاشة على منازل سكنية ومناطق مأهولة وأخرى زراعية شرق بلدة بيت حانون، مشيرة إلى أنه لم يبلغ عن وقوع إصابات، وجاء ذلك بعد سلسلة الغارات التى شنتها الطائرات جنوبا.
وفى أعقاب ذلك، أعلنت كتائب شهداء الأقصى ولجان المقاومة الشعبية مسؤوليتهما المشتركة عن إطلاق 3 قذائف هاون عيار 60 ملم على موقع «مجين» العسكرى، شرق مخيم المغازى وسط القطاع، وقالتا فى بيان «إن القصف يأتى ردا على جرائم الاحتلال والقصف الأخير الذى تعرض له قطاع غزة».