كتبت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية اليوم الجمعة تعلقيا أبرزت فيه مدى معاناة الشعب الإيراني جراء العقوبات الدولية المفروضة على طهران، قائلة: إن الحياة اليومية للإيرانيين البسطاء تمضي من سيئ إلى أسوأ. واستهلت المجلة البريطانية التعليق الذي أوردته على نسختها الإلكترونية بالإشارة إلى وجه التشابه بين الظروف الاقتصادية التي تعانيها البلاد في الوقت الراهن وأيام الثمانينيات من القرن الماضي -إبان الحرب العراقية- عندما كان الحصول على الفاكهة والدجاج يعتبر ترفيهًا. وقالت المجلة إن الناظر إلى حال إيران -بعد مضي عقدين ونصف العقد على الحرب العراقية- يجد الانطباع بأنها في حالة حرب وإن كانت أفواه المدافع صامتة؛ حيث شهدت أسعار المواد الأساسية للحياة من غذاء وملابس وأجهزة إلكترونية ارتفاعا رهيبا نتيجة للعقوبات الدولية وتدني قيمة العملة الإيرانية وارتفاع معدلات التضخم السنوية لتصل إلى نسبة 24%، وهو ما دفع موظفي الحكومة إلى العمل ليلا في وظائف متدنية حتى يستطيعوا التعايش في ظل تلك الظروف المالية العصيبة التي تشهدها البلاد. وأشارت المجلة إلى غياب التضامن الذي اتصف به الشعب الإيراني في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي؛ حيث بات الإيرانيون يتشاجرون لدى شراء الدجاج المدعوم، وبات الجميع يشكو ويتباكى من قسوة الحياة وعدم القدرة على النهوض بأعبائها في ظل تلك الظروف الاقتصادية التي تعانيها البلاد. مضيفة أنه حتى في شهر رمضان شهر العبادة والامتناع عن الطعام والشهوات تجرأ الإيرانيون على خصوصيته حيث يدخنون ويأكلون علانية في انتهاك للأعراف السائدة، ولدى سؤال أحدهم وهو يعمل تاجرا رد قائلا: "كيف لي أن أصوم 18 ساعة كل يوم بينما تحترق أعصابي؟". واعتبرت المجلة البريطانية أن القادة الإيرانيين أقروا في وقت متأخر أن إصرارهم على المضي قدما في تخصيب اليورانيوم -في تحد للقوى الغربية- يجلب لهم الضرر والمعاناة، مشيرة إلى دعوة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إلى "اقتصاد مقاومة" قائم على الاكتفاء الذاتي، قائلا: "على الشعب الاستغناء بالبيض إن تعذر عليه الحصول على اللحم". ورأت المجلة أن إيران في الوقت الراهن أوفر ثروة منها في الثمانينيات من القرن الماضي على الأقل نقديا؛ حيث حصلت إيران على 120 مليار دولار كعائدات نفطية في السنة المالية المنتهية في مارس 2011، لافتة إلى قول شركة بورش الألمانية المتخصصة في صناعة السيارات الفاخرة أنها باعت إلى طهران في عام 2011 عددا من السيارات يفوق عدد السيارات المبيعة إلى أي دولة أخرى في منطقة الشرق الأوسط. واختتمت المجلة البريطانية تعليقها بالقول إن إيران باتت مكروهة أكثر من أي وقت مضى منذ ثورة عام 1979 التي أطاحت بالملكية التي بات يحن إليها بعض أبناء الشعب ممن يعانون من سياسات لم يتم استشارتهم في صياغتها.