رأت مجلة "ايكونوميست" البريطانية أن لحظة توجيه ضربة عسكرية إلى إيران تقترب شيئا فشيئا، رغم المحاولات التى تجرى حاليا من أجل بدء مرحلة جديدة من المفاوضات مع الغرب حول البرنامج النووى الإيرانى. وأوضحت المجلة أن إسرائيل عازمة على المضى قدما فى تنفيذ عملية عسكرية ضد إيران دون انتظار دعم الولاياتالمتحدة. وتساءلت الصحيفة عما إذا كان هؤلاء الذين يتحدثون عن تشديد العقوبات على طهران من اجل اجبارها على الجلوس على طاولة المفاوضات ، جادون ، ام ان ما يتم حاليا ما هو الا تمهيد الاجواء لضرب ايران ، وذلك هو الخيار غير المعلن؟. واوضحت الصحيفة ان "ليون بانيتا" وزير الدفاع الامريكى الذى يعارض الاستعجال فى ضرب ايران، قال للصحفيين الذين صاحبوه فى رحلته الى "بروكسل" لحضور اجتماعات وزراء دفاع حلف شمال الاطلسى " الناتو" ، ان هناك احتمالات ان تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة الى ايران ربما فى ابريل أو يونيو المقبلين ، عندما يتحسن الطقس وتصبح السماء صافية ، الا ان ما قاله لم يكن مسجلا ، وعاد لينفى هذا الكلام. واشارت المجلة الى انه ربما لم يتم اتخاذ قرار نهائى بعد ، ولكن هذا لا ينفى الرغبة الاسرائلية الشديدة فى التنفيذ ، وربما ان امريكا هى التى اخرت القرار حتى الآن . واوضحت المجلة أنه فى اوائل شهر فبراير الجارى ، عقد مؤتمر " هرتزليا " السنوى للامن فى اسرائيل ، والذى عبر فيه القادة العسكريون ومسئولو الاستخبارات عن مخاوفهم الكبيرة من امتلاك ايران للاسلحة النووية . وخرج "ايهود بارك" وزير الدفاع الاسرائيلى ، الذى ينتمى الى جناح الصقور ، ليعلن امام الجميع ان النافذة لتوجيه ضربة مؤثرة لايران اغلقت بسرعة ، حيث تواصل ايران حاليا نقل اجهزة الطرد المركزى الرئيسية لتخصيب اليورانيوم الى موقع " فوردو " المحصن تحت الارض بالقرب من مدينة "قم" المقدسة وهو ما سيعطى ايران منطقة محصنة، تقوم من خلالها بانتاج القنبلة النووية، دون الاعتبار او النظر لأى تدخل خارجى . وانتقد "باراك" الانتظار، مشيرا الى ان العقوبات المزمع فرضها على ايران، لن تأتى بمفعول قبل منتصف العام الحالى. واضاف "ان من يرون تأجيل العمل العسكرى الى اجل معين، قد يجدون ان هذا الاجل سيكون متأخرا. واشار الى ان نتيجة التأخير هو ولادة ايران نووية، وبالطبع فإن التعامل مع ايران نووية ، اكثر كلفة وتعقيدا وخطورة ، من منع ايران من ان تصبح نووية . وقالت الصحيفة أن "على خامنئى" المرشد الأعلى للثورة الايرانية ، قال فى إحدى خطب الجمعة أن إيران ستمضى قدما فى برنامجها النووى، ووجه تهديدات صريحة إلى كل من إسرائيل وأمريكا، حيث وصف إسرائيل بالورم السرطانى الذى يجب استئصاله، وأنه فى حالة اندلاع أى حرب ، فإن خسائر الأمريكيين ستكون أكبر بكثير من الإيرانيين . بل إنه دعا صراحة إلى تشكيل تحالف إقليمى لضرب اسرائيل والقضاء على الصهيونية التى وصفها بأنها حاليا اضعف من اى وقت مضى . ورأت المجلة أن حرب الكلمات بين الجانبين الإيرانى والإسرائيلى ، ما هى إلا استعدادات لحرب حقيقية. واضافت المجلة ان المناورات الايرانية المستمرة فى مضيق "هرمز" ، والتحركات المتواصلة لحاملات الطائرات الامريكية فى الخليج ، ووصول آلاف الجنود الامريكيين الى جزيرتى "مصيرة" فى عمان و"سوكوترا" فى اليمن، يؤكد أن شيئا ما يتم تدبيره فى الخفاء. وأشارت الى ان القادة البارزين فقط فى كل من إسرائيل وامريكا هم الذين يعلمون ما اذا كانت القوة الجوية الاسرائيلية قادرة بمفردها على تنفيذ ضربة فعالة لإيران أم لا . واوضحت المجلة أن "ايهود بارك" ربما يحاول تحقيق انتصار لشخصه قبل الانتخابات المقررة فى نوفمبر المقبل ، ولكن هل سيكسب "باراك" من صورته كزعيم حرب، أم إنه سيخسر عندما ترتفع أسعار البترول وتؤثر على الإسرائيليين بشدة نتيجة الحرب؟ وختمت المجلة بأنه ربما تكون عواقب الحرب ليست كارثية كما يتخوف البعض، ولكن الشىء المؤكد أن قرارا بشأن الحرب سيتم بالتشاور بين ثلاثة وهم الرئيس الأمريكى "باراك اوباما" ورئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتنياهو" ووزير الدفاع "إيهود باراك" .