تحدت التقاليد والعادات واحترفت مهنة عادة يحتكرها الرجال، وتمكنت من أن تفرض احترامها فى سوق المهنة. هى السيدة «هدى حافظ- 55 عاما- أشهر سائقة «توك توك» فى المنصورة». البداية كانت بالمصادفة؛ فهى كانت ربة منزل عادية تخدم الزوج وتربى الأبناء، إلا أن الزوج أصيب بالمرض وعجز عن تحمل مسئوليات الأسرة، هنا أصرت هدى أن تستكمل مسيرة تربية الأبناء، خاصة أنها كانت ترعى أيضا شقيقتها الكفيفة، فكرت هدى ثم قررت أن تتعلم سواقة «التوك توك»، لم تهتم بنظرات الآخرين، خاصة فى مجتمع ريفى لم يعتد عمل المرأة فى مهن صعبة مقصورة على الرجال، كان كل ما يهمها أن تعود لأسرتها فى نهاية اليوم بما يكفل لها الحياة الكريمة. عن حكايتها تقول: «أنا ب100 راجل»، وكنت أقيم بمنطقة «الدراسات» بالمنصورة، حياتى كانت عادية، ربة منزل تعيش مع زوجها وأولادها، وكانت تقيم معنا شقيقتى الكفيفة أيضا، بعد مرض زوجى وتوقفه عن العمل، فكرنا فى شراء «توك توك» بالتقسيط ليعمل عليه ابنى الصغير، إلا أن الزوج تم حبسه بسبب ديون عليه، ثم طلقت ابنتى وعادت لتعيش معي، و«التوك توك» عليه أقساط كثيرة، فقررت أن أقوده أنا وأعمل عليه، وطلبت من صديق لابنى أن يعلمنى قيادته، فى البداية استغرب الطلب، لكنه ساعدنى بعد أن رأى تصميمى وإصراري، وبالفعل تعلمت قيادته ونزلت إلى سوق العمل. وتؤكد هدى أنها لم تجد عيبا فى قيامها بذلك العمل قائلة: «حبيت الشغلانة قوى، وبعد فترة قليلة، أصبحت أشهر سائقة «توك توك» فى مدينة المنصورة، تعرضت فى البداية لمضايقة السائقين، وابتعدت عن الوقوف فى أى موقف، وأصبحت أتجول فى شوارع المدينة»، مضيفة أنه عمل شريف بدلا من مد اليد للآخرين، مؤكدة أن جيرانها وحتى سائقى «التوك توك» الآخرين، دعموها ووقفوا بجانبها بعد ذلك، مضيفة أنه حتى الركاب كانوا يستغربون فى البداية، إلا أنهم سرعان ما يقفون بجانبها. وتضيف هدى قائلة: «أتمنى فعل الكثير لأسرتى، خاصة أن إيراد «التوك توك» لا يكفى احتياجات الأسرة وعلاج زوجى، معبرة عن أمنيتها أن يأمر الدكتور أحمد الشعراوى محافظ الدقهلية، بتوفير مصدر دخل آخر لها بجانب عملها كسائقة «توك توك» يساعدها على تحمل التزاماتها تجاه أسرتها.