تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك، وتويتر"، صورها وهي تقود "توك توك" مرتدية النقاب، لتكون بذلك أول سيدة منتقبة تعمل في هذه المهنة.. أرتأت شبكة الإعلام العربية "محيط" أن تلتقي صاحبة الصور لتتعرف منها عن أسباب اختيار ذلك العمل. بمجرد الذهاب إلى منطقة قسم حدائق القبة، حيث تعيش مع أسرتها، سألنا عنها.. وإذ بأكثر من شخص يتطوع بأن يأخذنا إلى "أم محمد" صاحبة ال"38" عاما أم ل4 أطفال "ابنتان وولدان"، أكبرهما 16 عامًا، وأصغرهما 4 أعوام، تعاني من مرض بالالتهاب الكبدي (سي)، ويسكن معها والدتها الكفيفة التي تبلغ من العمر "90" عامًا. وعن أسباب عملها كسائقة "توك توك" قالت دون أي تفكير: "أتقاضي معاش زوجي المتوفي والذي يقدر ب 350 جنيهًا، لكن ذلك المبلغ لا يكفي لشراء احتياجاتنا الأساسية من غذاء وشراب وعلاج وكسوة، ولا يكفي لكي أعيش أنا وأسرتي وأحافظ على بقائهم في هذه الدنيا الظالمة" على حد وصفها. وأضافت: "تم سحب المعاش بمجرد عملي الذى لجأت له كي يساعدني على مصاريف الحياة"، لكنها لم توضح الأسباب التي أدت إلى سحب المعاش عنها. وتابعت: "لجأت إلى العمل ب"التوك توك"، وأخترته لعدة أسباب، أهمها أن أكون بجوار أولادي، خصوصًا الصغرى المريضة كي اتمكن من رعايتها من وقت لآخر، والأخرى البالغة من العمر 12 عامًا والتي أخاف عليها من عيون الجيران". وأوضحت أن سر لجوءها إلى هذه المهنة أنها غير ملزمة بمواعيد (أهم حاجة في الشغلانة) كما تقول، وحبها للقيادة، فمنذ صغرها كانت تتمنى قيادة سيارة خاصه بها، ولكن ظروف الحياة جعلها سائقة "توك توك"، مشيرة إلى أنها تعلمت القيادة في 3 أيام فقط. وعن نظرة الناس لها، تقول: "وجدت مضايقات وصعوبات في بداية عملي، و"كلام من هنا ومن هناك"، ولكني أصررت على العمل من أجل تربية "أولادي وعلاجهم"، لافته إلى أنها تتقاضى في اليوم من 20 إلى 30 جنيهًا، وفي بعض الأيام لا تتقاضى شيئا، فهو على حد قولها "شغل أرزقي". وأشارت إلى مدى الظلم والمعاناة التي تعيشه، فهي لا تستطيع أن تصرف أى علاج لابنتها الصغرى، وتخاف من أن تصاب طفلتها الأخرى بأي مرض. وعن البيت التي تسكن فيه تقول: "أسكن في بيت والدتي، بلا عفش، فهو يخلو من الأسرة والكراسي، ننام على الأرض، ونأكل على الأرض، فى حال توافر الأكل، مطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالنظر إلى حالتها، وإلى حال أسرتها. وتمنت "أم محمد" في نهاية حديثها ل "محيط"، أن تحصل على "توك توك" يكون خاص بها، تمتلكه لا سيما وأنها تعمل بالأجرة، مناشدة وزيرة التضامن باسترجاع معاشها الذي فقدته. وأوضحت أنها لو حصلت على ذلك، فإنها ستخصصه لابنها الكبير كي يعمل من خلاله، وتتفرغ لابتها الصغيرة ووالدتها الكفيفة التي تحتاج لرعاية خاصة.