إن الصراع بين الحق والباطل قديم بقدم الحياة علي ظهر الأرض ولايزال الإسلام العظيم منذ أن بزغ فجره واستضاء نوره وهو يهاجم من قِبل أعدائه ولكننا نشهد في هذه الأيام حربًا ضارية علي الإسلام حربًا شرسة هذه الحرب تريد أن تنال من أصول وأركان وثوابت الإسلام ومكمن الخطر أنها حرب فكرية وحرب تريد أن تنال العقيدة في اسسها وفصولها وأركانها . تُعرض الفتنة علي موقع من مواقع الشبكة العنكبوتية المعروفة بالنت فتجوب الشبهة الأرض كلها في التو واللحظة وتعرض الشبهة علي فضائية أو أي وسيلة مقروءة كانت أو مسموعة ويتأثر كثير من شبابنا وأولادنا بهذه الشبهات لضعف العقيدة من ناحية ولبعدنا عن عصر النبوة من ناحية ثانية ولقلة التأصيل العلمي الذي يبدد هذه الشبهات ويبدد ظلامها بنور القرآن والسنة وهذه الشبهات قلّ من علمائنا من يصنع ذلك الآن حيث تعرض الشبهة بصورة أقوي من الرد عليها فتصيب الشبهة كثير من القلوب القلقة المريضة وهي القلوب لا تخلو من كل زمان ومكان . من الشبهات التي تعرض الآن "أن دين الإسلام دين ارهاب ودين تطرف ودين لا يعرف السماحة ولا يعرف الرحمة والرفق بل هو دين متعطش للدماء يهوي تمزيق الأشلاء... إلي غير ذلك من الكلمات في هذا الجانب المؤثر" وأود أن أقول أن الإسلام ليس صناعة بشرية وليس قانون وضعي من وضع أهل الأرض بل الإسلام دين الله الذي خلق الخلق وهو وحده جل وعلا الذي يعلم ما يسعد الخلق وما يشقيهم "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" الملك14. الإسلام هو المنة الكبري والنعمة العظمي والدين الذي ارتضاه الله لأهل السماء وأهل الأرض ليسعدوا به في الدنيا والأخرة ليسعدوا في جانب الاعتقاد. وجانب التعبد.وفي جانب التشريع . وفي جانب الأخلاق . وفي جانب المعاملات والسلوك . وفي جانب الاقتصاد والإعلام والتعليم والتربية والفكر والثقافة في كل جوانب الحياة . الإسلام هو الدين الذي يضمن للبشرية السعادة في الدنيا والآخرة لأنه المنة الكبري والنعمة العظمي الذي امتن الله علي الأرض كلها حيث قال تعالي : ¢الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً¢ المائدة 3. أفيرضي الله جل وعلا الإسلام دينًا لأهل الأرض ويخرج علينا من يطعن في اختيار الله جل وعلا للبشر . أنا أخاطب العقلاء المنصفين في أي ملة وأي شرع ينتسبون بل أخاطب العقلاء ممن لا دين لهم فقد خرج علينا من يعيد الدعوة إلي الإلحاد من جديد ولا نريد أن نعلن هذه المواقع لهؤلاء حتي لا يقع مما حذرت منه آنفا . صرنا نعيش زمن الفتن الذي أصبح مباحاً لكل أحد ان يكتب ما شاء ويقول ماشاء في الوقت الي شاء ثم يمضي منتفخًا منتفشا وكأنه قدم عما عجز عن تقديمه الأوائل ثم يترك الشبهات الخطيرة لتعمل عملها في القلوب المريضة وما أكثرها . الإسلام دين الله بل هو دين الله لجميع الرسل والأنبياء بلا استثناء فالإسلام دين نوح عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام حيث قال تعالي : ¢وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ¢ يونس72. والإسلام دين إبراهيم عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام حيث قال تعالي : ¢رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ¢البقرة 128. والإسلام دين يعقوب عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام حيث قال الله تعالي حكاية عنه : ¢أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ¢ البقرة 133. والإسلام دين موسي عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام حيث قال الله تعالي حكاية عنه : ¢وَقَالَ مُوسَي يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ¢ يونس 84. والإسلام دين عيسي عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام حيث قال الله تعالي حكاية عنه : ¢فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَي مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَي اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ¢آل عمران52 والإسلام دين يوسف عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام حيث قال الله تعالي حكاية عنه : ¢رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ¢ يوسف101 . والإسلام دين سليمان عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام حيث قال الله تعالي حكاية عن ملكة سبأ: ¢قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابى كَرِيمى ¢29¢ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ¢30.¢ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ¢31¢ والإسلام دين الجن المؤمن¢ حيث قال الله تعالي حكاية عنهم : ¢وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً ¢14¢ وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً ¢15¢ . والإسلام دين لبنة التمام ومسك الختام عليه أفضل الصلاة وأزكي السلام حيث قال الله تعالي : ¢الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً¢ المائدة3 . لذا قال الله تعالي : ¢إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ¢ آل عمران19ومن ثمَّ قال الله تعالي¢ :وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ¢ آل عمران85. فالإسلام ليس صناعة بشرية ليس قانون وضعي وليس مجموعة من البنود أو القوانين التي ينبغي أن تُعرض علي أصحاب العقول هنا أو هنالك والإسلام ليس قضية للنقاش بل هو سيّد كل نقاش والحاكم لكل قضية تطرح للنقاش فالإسلام واضح المعالم . أقول بكل عز وشرف ¢مسلمون لا نخجل أبدًا من أسلامنا ولا نستحي أبدًا من أي جانب من جوانب هذا الدين العظيم .¢ أولاً في جانب الاعتقاد جانب ناصع واضح كالشمس في ضحاها والقمر إذا جلّها فقد جاء الإسلام ليخرج الناس من الظلمات التي استحقت به البشرية مقت الله وغضبه حيث قال النبي صلي الله عليه وسلم كما في الحديث الذي رواه الإمام مسلم وفيه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال ¢إن الله نظر إلي أهل الأرض فمقتهم أي غضب عليهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب ¢فجاء النبي محمد صلي الله عليه وسلم بهذا الدين الإسلام ليرفع الله مقته وغضبه عن أهل الأرض إن اتبعوه وامتثلوا أمره واجتنبوا نهيه ووقفوا عند حدوده . الإسلام رحمة الله لأهل الأرض وسلام الله للبشرية في الأرض والإسلام منقذ البشرية من الضلال وتمزيق الأشلاء وأعي كل لفظة أرددها بفضل الله . الإسلام صمّام آمان . هداية للحياري . نور لمن يعيشون في الظلام . الإسلام شعلة توقد شوس الحياة . الإسلام دماء ذكية تتدفق في عروق من يعيشون الحياة ما ذنب هذا الدين وما ذنب أتباعه من المسلمين إذا وجد في البشر من يعشقون سياسة إطفاء المصابيح . أقول بكل ثقة نحن المسلمين نحمل مشاعل الهداية ومصابيح النور لمن يعيشون في الظلام وأنا أريد أن أضيء لمن يتعثرون ويتكفأون علي الطريق بكل رحمة ورفق وتواضع فأنا أمشي في الطرقات والشوارع أريد بنية صادقة وأدب جمّ وتواضع أن نضيء الطريق والدرب لمن يعيش في هذا الظلام الدامس الحالك وآخذ بيد كل من يتعثر علي الطريق فيخرج عليَّ رجل أعمي البصيرة وأعمي البصر ويريد أن يطفيء مصباحي حتي يُحرم أولئك الذين يعيشون في الظلام ثم تزداد غباوته ويزاد حمقه فيهجم عليَّ ويريد تحطيم مصباحي بالكلية فهو لا يريد أن يجعله منطفئًا بل يريد تحطيمه بالكلية.