«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لم الخوف من الإسلام ؟ (1)
نشر في المصريون يوم 08 - 04 - 2011

نتابع جميعا هذه الأيام حملة إعلامية شرسة للتخويف من الإسلام و الإسلاميين على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم وقد انبرى لهذه الحملة عدد كبير من المفكرين والكتاب والأدباء و الصحفيين وأنا بداية لا انطلق في حديثي من منطلق أن الإسلام متهم في قفص اتهام و أنا ها هنا واقف للدفاع عنه أبدا
الإسلام ليس متهما وما كان الإسلام متهما قط ثم لو اخطأ مثلى أو اخطأ غيري من المنتسبين إلى الإسلام أو إلى أي تيار إسلامي فليس من العدل ولا من الإنصاف أن أحاكم وأحاسب الإسلام كدين لمجرد أخطاء بعض الإفراد المنتسبين إلى هذا الدين فهذا ظلم لا يسمح أبدا أن نتهم طائفة من الطوائف لمجرد خلل أو خطأ وقع فيه بعض المنتسبين إلى هذه الطائفة فلماذا يحاكم الآن كدين رباني ونبوي لمجرد بعض الأخطاء التي يزل فيها بعض المنتسبين إلى هذا الدين ولو كانوا من العلماء الربانيين والدعاة الصادقين
ما الحرج وما الخلل في هذا المنهج وفى هذا الدين إن اخطأ واحد منتسب إليه لا خلل ولا خطأ ولا تشويه ولا حرج فالإسلام الآن متهم ببعض الاتهامات الشديدة وسأركز الحديث في تفنيد هذه التهم التي تكال الآن للإسلام والإسلاميين .
وأنا أخاطب الجميع بقلب مفتوح وعقل متفتح لكن بلا تنازل عن ثوابتنا وأركاننا وأصولنا فإسلامنا هو الذي علم الدنيا كلها أدب الحوار وشتان شتان بين الحوار وبين إشعال النار فنحن لا نريد أبدا لنار أن تشتعل في بلادنا بل وفى أي بقعة من أرضنا الزكية الكريمة أرض مصر فمصر فوق الجميع ومصر تسع الجميع ومصر ليست ملكا للمسلمين دون النصارى لا .. بل هي ملك للأقباط والمسلمين ولسنا في حاجة لأن يجلس أحد ليعلمنا دروسا في الوطنية فالإسلاميون يعلمون علم اليقين كيف يتعاملون مع الآخر لأن إسلامنا علمنا ولم يدع لنا شيئا إلا ووضع فيه حكما صريحا جليا واضحا ..
الإسلام والآخر
ياللشرف أرفع رأسي ويرفع كل مسلم موحد رأسه لتعانق كواكب الجوزاء أنه منتسب لدين رب الأرض والسماء ومنتسب لدين محمد إمام وسيد الأنبياء
الإسلام ليس دين العرب وليس دين المسلمين وحدهم بل اشرف بأنك تنتسب إلى دين رضيه الله لأهل السماوات وأهل الأرض بل واختاره ربنا دينا لكل الرسل وجميع الأنبياء فلم يبعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالإسلام وحده بل بعث بالإسلام نوح .. بل بعث بالإسلام إبراهيم .. بل جاء بالإسلام موسى .. بل جاء بالإسلام عيسى .. بل جاء بالإسلام يوسف .. بل جاء بالإسلام سليمان .. بل جاء بالإسلام محمد ... فالإسلام دينهم جميعا " إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسلام (19) "
قال تعالى في سورة يُونس : " فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ (72)
وقال تعالى حكاية عن إبراهيم في سورة البقرة : " وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)
والإسلام دين يعقوب : قال تعالى " أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)والإسلام دين موسى قال تعالى حكاية عنه في سورة يونس : " وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين "
والإسلام دين عيسى قال تعالى حكاية عنه " فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون "
والإسلام دين يوسف قال تعالى حكايةً عنه " رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنْ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101)
والإسلام دين سليمان قالت ملكة سبأ حين بعث لها كتابا: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)
والإسلام دين لبنة التمام ومسك الختام محمد: قال الله تعالى " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإسلام دِيناً "
فياايها المسلم أنت لست مقطوع النسب بل نسبك ممتد فى عمق التاريخ من لدن نوح الى محمد الى قيام الساعة صلوات الله عليهم أجمعين .. فالإسلام هو المنة الكبرى والنعمة العظمى الدين الذى ارتضاه الله لأهل السماوات وأهل الأرض .. الدين الذى يتسم بالعدل والسماحة .. الدين الذى يتسم بالرحمة والرأفة .. الدين الذى يتسم بالربانية فى الغاية والهدف .. الدين الذى يتسم بالربانية فى المصدر .. الدين الذى يتسم بالتكامل والشمول فى جوانب الدنيا والدين والدنيا والآخرة والروح والبدن .. الدين الذى يتسم بالتميز والمفاصلة .. الدين الذى يتسم بالتوازن والاعتدال .. الدين الذى أنزله رب العالمين ليسعد البشر به فى الدنيا قبل الآخرة " إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسلام " لذا قال جل وعلا : " يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلْ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ " ..
لذا عامل الإسلام الآخر من غير المسلمين معاملة مبنية على العدل والسماحة ... نعلن ذلك بفخر واعتزاز الإسلام يتعامل مع الآخر بعدل وسماحة .. اسمع لقول ربي : " ياايها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولايجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون " .. قال جل وعلا : " ) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) ..
. قال جل وعلا " وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً (36)" .. وقال جل وعلا " مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (46) " وبين كرامة الإنسان أي إنسان فقال جل جلاله " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70) " .. ويقف نبينا إمام الانبياء الاعظم وسيد الانبياء الاكرم يقف فى أوسط أيام التشريق بمنى ليخطب فى الصحابة خطبة عصماء مختصرة بليغة كما ورد فى مسند أحمد وسنن البيهقى بسند صحيح من حديث جابر بن عبد الله فيقول :
" ياايها الناس الا إن ربكم واحد ألا إن أباكم واحد ألا لآ فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأسود على أحمر ولا لأحمر على أسود الا بالتقوى إن أكرمكم عند الله اتقاكم "
بل وفى الصحيحين عن عبد الرحمن بن ليلى قال كان سهل بن حنين وقيس بن سعد - قاعدين بالقادسية فمروا عليهما بجنازة فقام سهل بن حنين وقيس بن سعد فقيل لهما إنها جنازة واحد من أهل الأرض يعنى من أهل الذمة .. يعنى من النصارى .. يعنى اجلسا لاتقوما إنها جنازة نصرانى فقالا ( رضى الله عنهما ) إن النبى صلى الله عليه وسلم كان جالسا فمروا عليه بجنازة فقام صلى الله عليه وسلم فقبل يارسول الله إنها جحنازة يهودى فقال الحبيب النبى أليست نفسا .. وددت أن لو استمعت الدنيا كلها كيف يحترم الإسلام الآخر فنحن لا نفرض ديننا على أي أحد بشرط وأقولها واضحة إلا يحول أي أحد بيننا وبين دعوة الآخرين إلى الله بالحكمة البالغة والموعظة الحسنة والتواضع الجم والكلمة الرقراقة الرقيقة المهذبة المؤدبة أنا أزعم من حقي أن أزعم وأدعي ومن حقي أن أعتقد ذلك أنني أحمل في يدي مصباحا مضيئا وأمشي في طريق شديد الظلمة يتبعني فلان ويلحق بي هذا ويسير خلفي هذا ليس من حق أي أحد على الإطلاق أن يخرج علي ليطفئ المصباح في يدي أو ليحطم المصباح في يدي ليس من حق أي أحد فإن شئت أن تسير معي في هذا النور نور القرآن والسنة فحي هلا ولكن ليس من حقك أن تحطم مصباحا في يدي أضئ به الطريق لنفسي ولمن يسير معي في هذا الركاب فأميركا جاءت من أقصى الأرض لتصدر الديمقراطية بمعناها عندهم والحرية بمعناها وبمفهومها عندهم لكنها جاءت لتصدر للعالم العربي الحرية والديمقراطية على فوهات المدافع وراجمات الصواريخ والطائرات والدبابات وما أحداث العراق وأفغانستان منا ببعيد فلماذا نحل هذا لأميركا ويحلون لهم ذلك ويحرمون على الدعاة الذين يتحركون بالحكمة والرحمة والأدب يحملون نور القرآن والسنة نور الهداية والهدى نور الخير والرشاد لماذا ينكرون عليهم أن يتحركوا بمصابيحهم المضيئة وبأنوارهم أنوار الكتاب والسنة أنوار الحق والهدى والله دعني أبلغ عن الله ورسوله بهذه الضوابط ومقومات الدعوة ليست وسيلة من الوسائل التي تتغير بتغير الزمان والمكان بل هي مقومات توقيفية ليس من حق نبي فضلا عن داعية أن يختار لنفسه من تلك المقومات ما شاء وأن يدع منها ما شاء " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " قال تعالى : " فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)
" قال تعالى : " (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)" إلى آخر هذه المقومات التي ليست محل خيار للأنبياء أو للنبي محمد فضلا عن أن تكون محل اختيار للعلماء والدعاة فهذه مقومات توقيفية لا تتغير بتغير الزمان والمكان تختلف عن الوسائل الدعوية التي تختلف باختلاف الزمان والمكان فالإسلام لا يفرض معتقده على الآخر بل هو يدعو الكل بهذه الضوابط ويدع دخول الآخر فيه لاختياره هو ليس إكراها منا اسمع لقول ربي لسيد الدعاة : " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99)" تدبر الآية حبيبي في الله هذا خطاب لسيد الدعاة ولو شاء ربك يعني اطمئن لا تقلق ولا تحزن لا تقتل نفسك حسرات على عدم إيمان من لم يؤمن فمن شاء الله له الهدى آمن " ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)
" قال جل جلاله : " لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256)
" قال جل وعلا : " وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ " فالإسلام يعامل الآخر معاملة مبنية على العدل والتسامح أود أن أقول وقد ذكرت ذلك لأولئك الذين أرادوا أن يشعلوا نار فتنة طائفية على أرضنا وفي بلدنا لتلتهم الأخضر واليابس أود أن أقول لهم لقد أجمع علماء الأمة وأرجو من طلابنا أن يراجعوا هذا الإجماع في كتاب ( مراتب الإجماع ) للإمام ابن حزم نقل ونص على إجماع الأمة على أن حماية أهل الذمة يعني الأقباط يعني النصارى واجبة على المسلمين فليسوا في حاجة إلى استقواء بالخارج الأميركي أو الخارج الأوربي أو بمجلس الأمن أو بهيئة الأمم فحمايتهم واجبة علينا نحن المسلمين وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم كما في صحيح سنن أبي داود : " ألا من ظلم معاهدا أو إنتقصه حقا أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة " من يقدر من المحبين لسيد النبيين أن يكون النبي حجيجه يوم القيامة لظلمه رجلا من أهل الذمة من الأقباط أو من النصارى ظلمهم عندنا حرام مثل الاعتداء على أموالهم وبيوتهم وأنفسهم حرام هذا ديننا نعتز ونسعد ونفخر به ونعلنها للدنيا كلها في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم حين أرسل إليها كتابا يدعوه للإسلام فأكرم المقوقس كتاب رسول الله ورد عليه ردا جميلا كريما وأرسل رسل محمد بالهداية وكان من بين الهدايا ماريه القبطية والأقباط هم أهل مصر فأرسل إليه ماريه القبطية وأرسل أختها معها فتسرى النبي بمارية ورزقها الله منها إبراهيم وتزوج حسان ابن ثابت من أختها وأرسل معه الطيب وعملا علم عمرو بن العاص إنها أرمانوسة بنت المقوقس أكرمها غاية الإكرام تقول لها جارية من جواريها يا سيدتي إنى أخشى عليك من العرب فهم أجلاف ظلمة فقالت بنت المقوقس لا أنا آمن على نفسي
لا أنا آمن على نفسى فى خيمة المسلم العربى أكثر من أمنى على نفسى فى قصر أبى جيل رباه محمد وربط أخلاقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وردها محملة بالهدايا معززة مكرمة الى المقوقس حاكم مصر جزاء ما أكرم المقوقس كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الإسلام والآخر معاملة مبنية على العدل .. معاملة مبنية على الاحترام .. معاملة مبنية على التسامح ..ولو ظللت اذكر الامثلة والادلة كيف عامل محمد الفاتح كنيسة أيا صوفيا ..ولو ذكرت كيف عامل صلاح الدين قائد الجيش الصليبى ريتشارد قلب الاسد والله لسمعتم الاساطير والتاريخ لازالت صفحاته مفتوحة لكل منصت عاقل يريد أن يتعرف على عظمة الإسلام فى معاملة الآخر .. فتجدون الإسلام الآن بأنه دين مصاص للدماء دين فتاك للدماء دين متوحش دين لا يقدر الحياة دين لا يقدر الدماء ولا يحترم الدماء
الإسلام والدماء
وهذا محور آخر من أخطر المحاور ومن ابشع التهم التى تكاد الآن للاسلام .. ألم يذكر هؤلاء المنصتون قول الله جل وعلا فى إحياء نفس واحده وكأنها إحياء للأرض كلها على وجه الارض ومن أحياها فكأنما احيا للناس جميعا في حال قتل نفس واحدة فكأنما قتل الناس جميعا ثم ألم يقرءوا قول الله في حرمة دماء المؤمنين " ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما " ألم يسمعوا قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر " لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما " وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : " إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام في غير حله "
وقد يسأل سائل هذه دماء المؤمنين والمسلمين فأين حرمة دماء غير المسلمين والجواب من رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في التاريخ الكبير والنسائي في السنن من حديث عمرو الخزاعي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أمن رجلا على دمه فقتله فأنا برئ من القاتل وإن كان المقتول كافرا " هذا الإسلام العظيم الذي يعلمنا أن الله جل جلاله واهب الحياة وان الحياة حق كل إنسان وليس من حق أي أحد أن يسلب هذا الحق إلا بأمر الله وفي حدود شرعه جل علاه الذي شرعه ليسعد به الناس في الدنيا والآخرة فالإسلام يحترم الدماء بل ويجعل اول شئ يقضى فيه يوم القيامة في الدماء لحرمتها ومكانتها كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة " أول ما يقضى فيه يوم القامة بين الناس في الدماء " ولا معارضة بين هذا الحديث وحديث أصحاب السنن " إن أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة فالصلاة أول شئ يحاسب عيه العبد بين العبد وبين ربه والداء أول حق للعباد يقضي فيه رب العباد جل وعلا لا تعارض فالحق كله يخرج من مشكاة واحدة
الإسلام أيها الأفاضل يحترم الحياة ويقدر الدماء ويجعل القتل كبيرة من أعظم الكبائر التي تأتي بعد كبيرة الشرك بالله قال جل جلاله في شأن عباد الرحمن " والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما "


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.