منذ اندلاع العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة برز دور مصر الراسخ فى دعم الشعب الفلسطينى، مقدمةً استجابة إنسانية وسياسية شاملة تجمع بين الإغاثة العاجلة والموقف الثابت تجاه القضية الفلسطينية. لم تقتصر جهود مصر على تقديم المساعدات المادية، بل امتدت لتشمل الدعم الطبى، اللوجستى، الحقوقى، فى تجسيد واضح لالتزامها الثابت بدعم غزة فى أحلك لحظاتها. من خلال فتح معبر رفح، إنشاء مراكز لوجستية متقدمة، لاستقبال المصابين، وتأمين الاحتياجات الأساسية للنازحين، أثبتت مصر أنها خط الدفاع الأول عن الإنسانية، مدعومة بحراك شعبى وإعلامى واسع يعكس تضامنًا لا حدود له مع القضية الفلسطينية. إغاثة عاجلة منذ اللحظات الأولى للعدوان الإسرائيلى على غزة، انطلقت مصر، رسميًا وشعبيًا، بحزم وتصميم لتقديم الدعم الإنسانى لسكان القطاع، لتتصدر الدول العربية كأول من يطلق استجابة ميدانية شاملة، تجمع بين الدور الإنسانى المتمثل فى تقديم الإغاثة العاجلة، والموقف السياسى الثابت بشأن القضية الفلسطينية. أرسلت مصر قوافل من المساعدات الإنسانية إلى غزة، شملت المواد الغذائية، الأدوية، المياه، والمستلزمات الطبية، ووظف الهلال الأحمر المصرى كامل إمكانياته بمشاركة 35 ألف متطوع ومتطوعة؛ لتنسيق وتوزيع المساعدات، مع تواجد مستمر على الحدود على مدار أشهر الحرب. وفى الوقت ذاته، واصلت اللجنة المصرية لإغاثة أهالى غزة جهودها الإنسانية المكثفة وسط ظروف بالغة القسوة؛ حيث عملت على توفير الأرض اللازمة لإقامة المخيمات، وتأمين الطعام والشراب لكل النازحين الفلسطينيين. كما خصصت اللجنة عيادات للإرشاد النفسى لمساعدة الأسر والأطفال على تجاوز آثار الصدمات النفسية. دعم طبى فى إطار جهودها الإنسانية المكثفة، فتحت مصر أبواب مستشفياتها لاستقبال آلاف المصابين الفلسطينيين من قطاع غزة، مقدمةً لهم الرعاية الطبية اللازمة فى ظل الظروف القاسية التى يمر بها القطاع. وعلى الرغم من التعنت الإسرائيلى، أنشأت مصر ممرات طبية عبر معبر رفح لإنقاذ الحالات الحرجة، مؤكدة التزامها بدورها كخط الدفاع الإنسانى الأول. برزت مصر بشكل لافت فى ملف إجلاء المصابين، خاصة مرضى السرطان واضطرابات الدم، حيث تم نقل العديد من الأطفال الفلسطينيين إلى مصر عبر معبر كرم أبو سالم، بعد إغلاق الجانب الفلسطينى من معبر رفح نتيجة سيطرة الاحتلال الإسرائيلي. واستقبلت مستشفيات مصرية متخصصة، مثل مستشفى بئر العبد التخصصى فى شمال سيناء وغيرها من المستشفيات داخل مصر، هؤلاء الأطفال برفقة مرافقين من ذويهم، لتقديم الرعاية الطبية المتخصصة. جاء ذلك بعد حرمانهم من العلاج الكيميائى والجراحى فى غزة بسبب توقف المستشفيات عن العمل جراء العدوان. وأشادت منظمة الصحة العالمية بهذه المبادرة، واصفة إياها بأنها نموذج يحتذى به فى العمل الإنسانى، ودعت إلى استمرار عمليات الإجلاء الآمن للحالات الحرجة، خاصة مرضى السرطان، لضمان حصولهم على العلاج اللازم فى الوقت المناسب. دعم لوجستى مستمر لم يتوقف معبر رفح من الجانب المصرى عن العمل طوال الأزمة، وظل مفتوحًا لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة رغم القصف الإسرائيلى المتكرر، وفى مدينة العريش، التى أصبحت حجر الأساس فى منظومة الإغاثة الإنسانية الموجهة إلى غزة، تم إنشاء عدد من مراكز الدعم اللوجستية التى تحولت إلى حصون إنسانية متقدمة تعمل على مدار الساعة لدعم المدنيين المحاصرين، تستقبل هذه المراكز الشحنات القادمة برًا وبحرًا وجوًا عبر مطار وميناء العريش، حيث يتم فحصها بدقة وتصنيفها حسب نوعها، سواء كانت مواد غذائية، أدوية، مستحضرات طبية، أو مستلزمات إيواء. يتم تكويد الشحنات إلكترونيًا لتتبع خط سيرها وضمان وصولها إلى مستحقيها، مع تخزينها فى ظروف مناسبة داخل مستودعات ضخمة، بعضها يغطى مساحة 10,000 متر مربع. كما تضم المراكز مخزنًا جمركيًا خاصًا لتخزين المساعدات الدولية التى تنتظر إذن الدخول إلى غزة، وتنسق هذه المراكز عمليات النقل إلى القطاع بالتعاون مع السلطات المصرية والفلسطينية وفقًا لأولويات الاحتياج، حيث يتم ترتيب الشحنات على ألواح خشبية وتغليفها لضمان سلامتها أثناء النقل. وتشغل المراكز فرقًا متخصصة من الهلال الأحمر المصرى، مدعومة بآلاف المتطوعين، لتسريع عمليات الإغاثة، كما تُستخدم هذه المراكز كنقاط انطلاق للقوافل الضخمة مثل «زاد العزة» و«بيت الزكاة والصدقات»، مما يعزز كفاءة توزيع المساعدات. موقف إنسانى وحقوقي أدانت مصر بشدة محاولات الإبادة الجماعية والتطهير العرقى التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى، مؤكدة أن ما يجرى فى قطاع غزة تجاوز حدود الحرب التقليدية ليصبح مخططًا ممنهجًا لتصفية الوجود الفلسطيني. وعلى الصعيد الحقوقى، رفضت مصر مخططات الاستيطان غير الشرعية فى الضفة الغربية، واستنكرت محاولات تهويد الأرض ومصادرتها، مؤكدة على الحق التاريخى والشرعى للشعب الفلسطينى فى التمسك بأرضه. كما شددت على ضرورة وقف كل أشكال الإجلاء القسرى، سواء تحت ذريعة العلاج، الإغاثة، أو إعادة التوطين، وعلى الصعيد العملى لعبت مصر دورًا محوريًا فى دفع عدد من الدول الأوروبية للاعتراف بدولة فلسطين. ولم يقتصر الدعم على المستوى الرسمى، بل تحرك الشعب المصرى تلقائيًا، مدفوعًا بتاريخ مشترك مع القضية الفلسطينية. فقد وقفت منظمات مصرية مستقلة، مثل الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات، فى وجه ما يجرى فى غزة، واصفة إياه بأنه إبادة جماعية وتطهير عرقى ممنهج. وبدوره، أعلن الأزهر الشريف والكنيسة دعمهما الصريح لغزة، وأطلقا حملات تبرع ومساعدات، مؤكدين أن القضية الفلسطينية هى قضية إنسانية وأخلاقية قبل أن تكون سياسية. كما أطلق شباب وإعلاميون مستقلون مبادرات إعلامية على منصات التواصل الاجتماعى، تضمنت تقارير تحليلية وتوثيقية تركز على الجانب الحقوقى والإنسانى بعيدًا عن الخطاب السياسى التقليدي. وتم إنتاج أفلام قصيرة ووثائقيات رقمية تُعرض على هذه المنصات، لتوثيق الشهادات الحية من داخل غزة، مما عزز من نقل الحقيقة إلى العالم.
الجهود المصرية فى دعم غزة إجمالى المساعدات الإنسانية مصر قدّمت 550000 طن من الغذاء والمستلزمات الطبية الإغاثة الجوية واللوجستية 168 عملية إسقاط جوى للمساعدات داخل غزة 3730 طن مساعدات إنسانية عبر الإسقاط الجوى 1022 طائرة هبطت فى مطار العريش محملة بالمساعدات 591 شحنة وصلت عبر الموانئ المصرية
الشاحنات والمعابر 36000 شاحنة دخلت عبر المعابر المصرية 5000 شاحنة تنتظر الدخول من الجانب المصرى إلى غزة الدعم الطبى
209 سيارات إسعاف دخلت غزة 18560 مصابًا فلسطينيًا تمت استضافتهم فى مصر مع مرافقيهم 9 مستشفيات مصرية خصصت لعلاج المصابين 90850 فحصًا طبيًا وجراحة للمصابين
متطوعون مصريون
أكثر من 35000 متطوع شاركوا فى تجهيز وتفويج المساعدات
45 فيلمًا وثائقيًا بجهود مصرية وعربية
60 مبادرة شعبية منها زاد العزة والهلال الأحمر المصرى والأزهر الشريف وقوافل التحالف الوطنى للعمل الأهلى بمشاركة العشرات من المؤسسة والجمعيات الخيرية 4 مخيمات رئيسية داخل غزة خان يونس ورفح ودير البلح و17 مركز إيواء مؤقت