أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن العلاقات المصرية الكورية، تشكل جسرًا من التواصل الحضارى والثقافى كما أنها تطرح نموذجًا للتعاون الاقتصادى، القائم على التكامل وتعظيم الفائدة المشتركة، من قدرات البلدين وطاقات شعبيهما. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى مشترك للرئيس السيسى مع الرئيس «لى جاى ميونغ» رئيس جمهورية كوريا بمقر قصر الاتحادية . اقر أ أيضًا | قمة مصرية - كورية فى قصر الاتحادية |السيسى: نتطلع لزيادة استثمارات الشركات الكورية فى مصر وأعرب الرئيس السيسى عن ترحيبه بالرئيس «لى»، فى زيارته الأولى إلى مصر التى تأتى فى إطار الرغبة المشتركة، لدفع العلاقات بين البلدين قدمًا، وتتزامن مع الاحتفال هذا العام بمرور ثلاثة عقود على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين مصر وجمهورية كوريا. وأشار الرئيس السيسى إلى أنه انطلاقًا من هذه الأرضية المشتركة للعلاقات؛ تناولت مع الرئيس «لى» اليوم، مجمل جوانب العلاقات الثنائية بين مصر وجمهورية كوريا، لاسيما فى مجال التعاون الاقتصادى، ومشاركة الشركات الكورية فى العديد من المشروعات المهمة فى مصر. ووجّه الرئيس الدعوة للشركات الكورية لتعزيز أعمالها وتوسيع استثماراتها كما أدعو شركات كورية جديدة، لدخول السوق المصرى، والاستفادة مما يتيحه من فرص واعدة. وأوضح أنه تم الاتفاق خلال المباحثات، على أهمية اتخاذ خطوات تنفيذية، لتدشين المزيد من أوجه التعاون فى مجالات مختلفة؛ تشمل الذكاء الاصطناعى والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خاصة وأن هذا المجال عابر للقطاعات، ويسهم فى زيادة الإنتاجية وتوسيع الأعمال فى مجالات عدة وكذلك تشجيع قطاع الأعمال الكورى، على تدشين مصانع لإنتاج البتروكيماويات، والاستفادة من القدرات التكنولوجية لجمهورية كوريا فى هذا المجال، خاصة فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فضلاً عن جذب الشركات الكورية، المتخصصة فى إنتاج السيارات وبناء السفن، لتعزيز تواجدها بمصر، وإنشاء المزيد من المصانع لهذا الغرض، للاستفادة من الحوافز الاستثمارية، التى تتيحها الحكومة المصرية فى هذه القطاعات. وأضاف الرئيس السيسى أنه تناول مع الرئيس «لى» بإيجابية؛ مقترح إنشاء جامعة كورية، متخصصة فى العلوم والتكنولوجيا فى مصر بالإضافة إلى دراسة إمكانية إنشاء مدارس كورية فى مصر، بهدف نقل التجربة التعليمية وتبادل الخبرات، كما شهدنا اليوم توقيع البلدين على مذكرتى تفاهم فى مجال الثقافة والتعليم. وأشار إلى أن المناقشات الثنائية تطرقت أيضا، إلى القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث اتفقنا على ضرورة تعزيز ثقافة السلام العالمية، ودعم الاستقرار فى منطقتى الشرق الأوسط وشبه الجزيرة الكورية، فضلًا عن أهمية تكثيف الجهود العالمية للتصدى للتحديات الراهنة؛ وعلى رأسها التصدى للإرهاب، ومكافحة الأوبئة، ومعالجة الآثار السلبية لظاهرة تغير المناخ، والتمسك بأحكام القانون الدولى ومقاصد ميثاق الأممالمتحدة. وتابع السيسى: كما استعرضت فى هذا الإطار؛ جهود مصر اتصالًا بالحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمى، والتى توجت مؤخرًا بالتوصل إلى وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وذلك عبر الاتفاق الذى تم توقيعه فى «قمة شرم الشيخ للسلام»، يوم 13 أكتوبر 2025 بحضور دولى واسع، وأوضحت للرئيس «لى»، موقف مصر الثابت، والقائم على أهمية حل الدولتين، من أجل الوصول إلى سلام دائم وشامل وعادل، مشيرًا إلى تطلعنا لاعتراف المزيد من الدول بالدولة الفلسطينية، من أجل دعم هذا المسار وتقديرنا للمشاركة الكورية الفاعلة مستقبلًا، فى عملية إعادة إعمار قطاع غزة. من جانبه أكد الرئيس الكورى لى چاى ميونغ، أن التعاون بين بلاده ومصر وثيق، ويقوم على الاحترام المتبادل، مشيرًا إلى حرص كوريا على تعزيز العلاقات مع مصر خلال الفترة المقبلة. وقال إن البلدين يعملان معا من اجل ترسيخ السلام فى المنطقة والعالم، وأضاف أن مصر وكوريا تمكنتا رغم البعد الجغرافى من بناء تعاون وثيق على مدار عقود، قائم على الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة فى مختلف المجالات، بما فيها الاقتصاد والتعليم والثقافة. وأوضح أن الجانبين اتفقا على إطلاق مرحلة جديدة من الشراكة التعاونية تهدف إلى تحقيق السلام والازدهار والنهضة الثقافية فى المستقبل وترسيخ أسس التعاون التنموى للأجيال القادمة، وتعزيز الحضور الثقافى للبلدين عالميًا باعتبارهما قوتين ثقافيتين بارزتين. وعبّر الرئيس الكورى عن تقديره الكبير لجهود مصر فى وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار فى قطاع غزة، وفى دعم جهود إحلال السلام بالمنطقة، مؤكدًا التزام حكومة بلاده بمواصلة التعاون مع مصر لمعالجة الأزمة الإنسانية فى القطاع.