إن دين الإسلام ليس مقصوراً علي أمة المسلمين، وليس مقصوراً علي رسالة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وإنما هو دين كل المخلوقات الواعية في السماوات والأرض ممن آمن به، وليس حكرا علي أمة بعينها ولا رسول أو نبي بعينه، هذا هو الدين الواصب الواحد الذي عند الله، وهو الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وهو الدين الذي لا يقبل الله دينا غيره من أحد من المخلوقات العاقلة في السماوات أو في الأرض، منذ بدء الخليقة وإلي أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهو الدين الذي لا إكراه فيه لأحد علي الإيمان به، وهذا الدين ليس دين محمد عليه الصلاة والسلام وحده، وليس حكرا علي المسلمين وحدهم، وإنما هو دين كل الأنبياء والمرسلين، وهو دين كل من اهتدي إليه بنظره ورشده وفكره، في أي مكان من العالم، حتي وإن لم تبلغه رسالة من رسالات الأنبياء والرسل. وأقدم للقارئ طائفة من النصوص القرآنية التي تدل علي أن دين الله الإسلام هو دين كل عاقل في السماوات والأرض، ودين جميع الأنبياء والرسل، ودين كل من آمن بالله وحده وحنف عن شرك به، حتي وإن لم تبلغه رسالات الأنبياء والرسل، قال تعالي: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يعْلَمُونَ). (30- الروم). (أَفَغَيرَ دِينِ اللّهِ يبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيهِ يرْجَعُونَ). (83 - آل عمران). (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ). (19 - آل عمران). (وَمَن يبْتَغِ غَيرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ). (85 - آل عمران). (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَينَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَي فَمَنْ يكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَي لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). (265- البقرة). الإسلام دين كل الأنبياء والمرسلين: أخبر الله عن نوح قوله لقومه: (فَإِن تَوَلَّيتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَي اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ). (72- يونس). وقال عن إبراهيم: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يهُودِيا وَلاَ نَصْرَانِيا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ). (67 - آل عمران). (وَوَصَّي بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيعْقُوبُ يا بَنِي إِنَّ اللّهَ اصْطَفَي لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ). (132 - البقرة). وعن عيسي بن مريم وحوارييه : (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَي مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَي اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ). (52 - آل عمران). وعن أهل الكتاب الذين عاصروا الرسول محمد: (الَّذِينَ آتَينَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يؤْمِنُونَ وَإِذَا يتْلَي عَلَيهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ). (52، 53 - القصص). (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَي كَلَمَةٍ سَوَاء بَينَنَا وَبَينَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيئًا وَلاَ يتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ). (64 - آل عمران). وأخبر عن سحرة فرعون الذين آمنوا مع موسي، قولهم لفرعون: (وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآياتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَينَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ). (126- الأعراف). وعن يوسف بن يعقوب: (رَبِّ قَدْ آتَيتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيي فِي الدُّنُيا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ). (101- يوسف). وعن سليمان عليه السلام : (فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ). (42- النمل). وعن لوط والذين آمنوا معه : (فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيرَ بَيتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ). (35، 36- الذاريات). وعن الجن قولهم : (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا. وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا). (14، 15- الجن). * باحث إسلام-ةى - مقيم فى أسيوط