أكد عميد أركان حرب طيار أحمد كمال المنصورى، أحد أبطال حرب السادس من أكتوبر المجيدة، أن الجيش المصرى العظيم أذل إسرائيل خلال الحرب، مضيفًا أنه كان أحد قادة أسراب المقاتلات خلال حرب الاستنزاف التى استمرت لمدة ألف يوم قتال و500 يوم معارك، وخلال حرب أكتوبر العظيمة التى استمرت 18 يومًا. تابع: «بعد تخرجى فى كلية الطيران، التحقت للعمل على مقاتلات «الميج 21»، وخضت خلال حرب أكتوبر العديد من المعارك، منها أطول معركة جوية منذ 1967 حتى أكتوبر 1973، والتى استمرت لنحو 13 دقيقة، ولقنا العدو درسًا فى فنون القتال الجوى والشجاعة، حيث صدرت أوامر الإقلاع لى ومعى إحدى المقاتلات الأخرى لاعتراض 6 مقاتلات «فانتوم»، فخرجنا من قاعدة بنى سويف الجوية، وكل طائرة منا تحمل صاروخين فقط و200 طلقة وساعة طيران واحدة، وال6 طائرات الأخرى تحمل 48 صاروخًا وآلاف الطلقات وكل طائرة قادرة على الطيران لمدة 3 ساعات، لكن إيماننا بالله والوطن وبقدرتنا جعلنا واثقين من النصر، فنحن نُدرك أن الطائرة ليست بإمكاناتها لكن الطائرة بالطيار الذى يقودها، فشعارنا فى القوات الجوية: «إلى العلا فى سبيل المجد.. الإيمان.. التضحية.. المجد»، وبفضل الله خلال أول 30 ثانية تمكنت من إسقاط طائرة قائد السرب الإسرائيلى». واستطرد المنصورى: «الإسرائيليون أول ما شاهدونا قالوا دول طائرتين «ميج 21» هنلعب بهم، لكن إحنا ما يتلعبش بنا، مضيفًا: «غرفة العمليات لما بلغتنى بعدد الطائرات.. قلت لهم: دخلونى عليهم على طول.. ردوا: «مش هتلحق وما تعديش الخليج»، قلت لهم: «هستخدم أقصى سرعة وهجيبهم». وأردف: «الطيار الذى كان معى اسمه الشهيد طيار حسن عبد المجيد لطفى، كان بيشاور لى.. رديت عليه بالإشارة وقلت له: «دى روح بلا رجعة»، وخلال المعركة نفدت الصواريخ والذخيرة وتوقفت المحركات، والأوامر كانت بترك الطائرة والقفز منها، لكننا أقسمنا «ألا نترك سلاحنا قط حتى نذوق الموت»، فنظرت إلى السماء ودعوت الله.. وفجأة قال لى الشهيد: «أعمل إيه».. رديت عليه وقلت له: «اخبط فيهم».. ودخل فى طائرة إسرائيلية «وش فى وش»، وكتب الله له الشهادة، وأنا بفضل الله نجحت فى الهبوط بالطائرة بعد توقف المحركات على ممر ترابى عرضه 8 أمتار وطوله 150 مترًا عند فنار الزعفرانة وعلى بعد 50 مترًا من الشاطئ، فى معجزة ربانية، وتفاجأت باقتراب طائرة هليكوبتر إسرائيلية تحاول الهبوط لأسرى، لكن كان هناك قوة مصرية ضربت عليها فهربت، والطائرة الآن معروضة فى بانوراما حرب أكتوبر وأذهب إليها كل عام لأحتفل معها بالنصر». وأشار المنصورى إلى أنه كان أول من عبر القناة يوم 6 أكتوبر وصاحب آخر طائرة نزلت يوم 24 أكتوبر، مضيفًا أن مهمته خلال الحرب كانت تتمثل فى عمليات القتال والاعتراض الجوى وتأمين القاذفات وطائرات الهليكوبتر التى تقل رجال الصاعقة خلال المعركة لتنفيذ العمليات خلف خطوط العدو. وأوضح أنه خلال الحرب نفذ 52 طلعة عمليات خلال 18 يومًا، لافتًا إلى أنه خلال إحدى المعارك، وجد نفسه مستهدفًا من طيار إسرائيلى، وكان على مقربة من تدميره لكنه كان لديه إصرار على عدم الموت، ليقوم بتنفيذ واحدة من أخطر المناورات الجوية فى العالم والتى يُطلق عليها «مناورة الموت»، ما جعل العدو يطلق عليه لقب «الطيار المجنون»، متابعًا: «تكمن صعوبة المناورة فى أن الميج 21 لا تستطيع أن تنفذها إلا على ارتفاع 6 آلاف متر، وقمت بتنفيذها من على ارتفاع 3 آلاف متر فقط، فوجهت الطائرة لأسفل وأوقفت المحركات ثم قمت بتعديلها والصعود بها ثانية، ونجحت الخطة وبات الطيار الإسرائيلى هو الطريدة، وقمت بتوجيه صواريخى نحوه وقلت له «ابتسم أنت الآن تموت». «لا نترك سلاحنا» استطرد: «خلال المعارك أصيبت طائرتى، وهبطت بالباراشوت، وذهبت إلى المستشفى. ثم ذهبت إلى المطار، واستكملت عمليات القتال». حيث تم صدور قرار وقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر، ولكن كعادة الإسرائيليين لا يلتزمون به وحاولوا الاستيلاء على السويس وقامت قواتهم الجوية بشن هجمات شديدة، وفى آخر يوم قتال يوم 24 أكتوبر، كان يطير بجوارى الشهيد «سليمان الله ضيف»، فأخبرته أن طائرته مشتعلة وكان يطارد وقتها طائرة «ميراج» فقلت له: «اقفز»، فرفض ونجح فى إسقاطه، وانفجرت طائرته لكنه قفز منها، وخلال هبوطه قام العدو الغادر باستهدافه حتى خرجت أحشاؤه ونال الشهادة، وقد كنت آخر طائرة هبطت خلال ذلك اليوم. وتابع: «لا أقول إننا عبرنا قناة السويس بل أقول إننا اقتحمنا القناة وهزمنا الإسرائيليين، وأقول إن العرب كلها شاركت فى تحقيق هذا النصر، وربنا نصرنا بعد 3 حروب انهزمنا فيها بدءًا من حرب 48 مرورًا ب56 ثم نكسة 67»، مضيفًا أن تكبيرات الجنود زلزلت قلوب العدو خلال العبور. كنت أحافظ على حياتى لأقدمها لمصر أكثر من مرة أكد المنصورى أن القوات المسلحة على قدر كبير من الجاهزية، فمصر الآن أصبح لها درع وسيف قادر على حماية مقدرات الدولة، مشيرًا إلى أن الرئيس الملهم عبد الفتاح السيسى صاحب الإنجازات غير العادية، نجح فى القضاء على الفاشية الإخوانية، والتى كانت تسعى لتدمير الدولة المصرية وإعادتها لعصور الظلام، مشيرًا إلى أن كل دول المنطقة سقطت فى مستنقع الفوضى، إلا أن الله حفظ مصر بفضل رجالها وجيشها، فمصر قلب العروبة منذ عهد الزعيم جمال عبد الناصر، والذى ساهم فى تحرر العديد من دول أفريقيا والعالم العربى من الاحتلال، ناهيك عن أن مصر هى أرض الله المقدسة وأرض الأنبياء وملجأ العائلة المقدسة، فمصر فى «معية» الله. وفى ختام حديثه، قال العميد أ .ح أحمد كمال المنصورى: «أرخص حاجة كنت أقدمها لمصر هى حياتى، وكنت بحافظ عليها عشان أقدمها أكثر من مرة»، مشيرًا إلى أن مصر حباها الله بعلامتين للنصر الأولى شكل دلتا النيل والثانية خليج السويس والعقبة.