إن دين الله الإسلام هو النعمة العظمي والمنة الكبرى وهو دين الله عز وجل الذي لا يقبل الله من أحدٍ ديناً غيره قال تعالى [إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ ] وقال عز وجل [وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا] . وقال جل وعلا [وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ] وهو الدين الذي أرتضاه الله عز وجل لأهل الأرض وأهل السماء حيث قال الملك جل وعلا [الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا. وما من رسول ولا نبي إلا وقد بعثه الله عز وجل بالإسلام فهذا نبي الله نوح يقول لقومه [ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ ? إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ? وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ] . والإسلام هو دين نبي الله إبراهيم وآله. قال عز وجل [ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدْ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ(130)إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ(131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ(132) [ [سورة البقرة] والإسلام هو دين نبي الله سليمان الذي دعا الناس إليه وهذا هو كتابه لملكة سبا [قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ]سورة النمل أيه 27- 28 ] ولما دخلت ملكه سبأ في دين الإسلام قالت [ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ?44] سورة النمل أيه 44] . والإسلام هو دين نبي الله موسى قال الله حكاية عنه [وَقَالَ مُوسَى? يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ] . والإسلام هو دين نبي الله عيسى الذي جاء به ودعا بني إسرائيل إليه ولذلك قال تعالى [وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ( 6 ) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ] وقال عز وجل [فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى? مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) آل عمران] والإسلام هو دين الحبيب المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء به وأُمر بدعوة الناس كافة إليه قال تعالى [إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ] سورة النمل أيه 91. وقال تعالى [ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ 11 وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ 12].سورة الزمر أيه 11 ، 12 . وأحسن القول على الإطلاق الدعوة إلى الله الممزوجة بالعمل الصالح مع إعلان الداعي إليه أنه من المسلمين لله عز وجل قال تعالى [وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ]. وهذا يبين لنا عالمية دين الإسلام وأن الإسلام هو الدين الذي أرتضاه الله للبشرية جمعاء ذلك أن دين الإسلام يدعو إلى صلاح الفرد والمجتمع ويحث الناس على الخيرية والفاعلية والإيجابية ويرسخ للعدل والمساواة والتكافل ويعلي من قيمة النفس ويأمر بالمحافظة عليها والارتقاء بها ، قال تعالى [مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا....] سورة المائدة آية 32. وقال جل وعلا [قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ] وقال تعالى [قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ (6 ( سورة التحريم ) وقال [وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29)] .. وهو دين يأمر بالعدل والمساواة إذ لا فرق بين عربي وعجمي ولا فضل لأبيض على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح وهو دين يحرم الظلم والبغي والغلول وأكل أموال الناس بالباطل يتضح ذلك من قول الله عز وجل [ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى? وَيَنْهَى? عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ? يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ] وفي تحريم الظلم يقول الله تعالة [وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا.] وقال تعالى [ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ ] وقال تعالى [وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ]. وحرم الإسلام على الناس أن يأكلوا أموالهم بينهم بالباطل وبذلك يحرم الإسلام السرقة والنهب وخيانة الأمانة والاغتصاب وأكل الربا حيث قال تعالى [وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ(188)] وقال تعالى [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ(278)]... وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به ] .. بل وتتجلى عدالة وسماحة وروعة الإسلام في حضه ودعوته إلى احترام وتقدير شعور الآخرين وعدم إيذائهم ولو بكلمة واحدة وعدم السخرية وعدم التنابز بالألقاب. حيث يقول الله تعالي [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ]. بل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يتناجي اثنان دون الأخر حفاظاً على شعوره فقال صلى الله عليه وسلم [عَنْ عَبْدِ اللّهِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم "إِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الآخَرِ. حَتّىَ تَخْتَلِطُوا بِالنّاسِ. مِنْ أَجْلِ أَنْ يحْزِنَهُ" رواه مسلم. بل ويبين المولى عز وجل في دينه الذي أرتضاه للبشرية جمعاء أنه خلق جميع البشر من أصل واحد وأوجدهم من أب وأم فلا تفاخر بالأباء والأجداد ولا اعتداد بالحسب والنسب كلكم لأدم وآدم من تراب حيث قال تعالى [يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.] جعلناكم شعوباً شتى وقبائل متعددة ليحصل بينكم التعارف والتألف لا التناخر والتخالف وحتى لا يتفاخر أحدُ على أحد بالأحساب والأنساب فمن أراد شرفاً في الدنيا ومنزلة في الآخرة فليتق الله. وهو الدين الذي يأمر الله فيه بمكارم الأخلاق يؤكد ذلك النبي الذي أرسل به رحمة للعالمين حيث يدعوا الله عز وجل فيه إلى العفو والصفح ودعوة الناس بالحكمة والموعظة الحسنة فيقول الله عزل وجل [سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ( 133 )..] وقال تعالى [ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ] الأعراف 199. وهو الدين الذي يأمر بالصدق والإحسان وأداء الأمانة والوفاء بالعهود ويحرم الكذب والخيانة وإخلاف العهود . بل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جسد رسالته كلها في بناء الأخلاق فقال [إنما بعثت لأُتمم مكارم الأخلاق] وهو الدين الذي يعظم وينذر حرمة الدماء إذ يقول صلى الله عليه وسلم [ لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يحب دماً حراماً] . وقال صلى الله عليه وسلم [ قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا ] بل وقال صلى الله عليه وسلم [ أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس واليمين الغموس]. بل ويحرم الإسلام سفك دماء غير المسلمين ماداموا لم يعتدوا ويبدأوا بالقتال حيث يقول تعالى [ووَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ]. وقال صلى الله عليه وسلم [من قتل معاهداُ لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً] . والمعاهد هو من أُعطى عهداً من غير المسلمين في بلاد الإسلام وقال صلى الله عليه وسلم [من أمن رجلاً على حياته فقتله فأنا برئ من القاتل وإن كان المقتول كافراً]. حقاً إنه الدين الذي يفخر به كل إنسان منَّ الله عليه به ، دين يجعل من يدين به لله رافعاً رأسه قائلاً بكل عزة وفخر. أبى الإسلام لا أبالي لي سواه : إذا افتخروا بقيس أو تميم. وللحديث بقية في لقاء أخر إن شاء الله . "شريعة الله هي الحل " ** باحث وكاتب الإسلامي