تطاردني طوال ساعات الليل والنهار علي مدي الأيام الماضية أحلام اليقظة التي تجعلني متفائلاً بوصول رئيس مصر الجديدة إلي مقعده الرفيع الشاغر منذ سقوط رأس الدولة وحاشيته في النظام الفاسد السابق الذي اغتال أحلامنا في الحياة الحرة والكريمة علي مدي 03 عاماً من القهر والظلم والاستبداد وحتي صنعت لنا العناية الإلهية فجر يوم جديد بثورة 52 يناير المجيدة. وانطلاقاً من الفجر الجديد كبر بداخلي حلم اليقظة الجميل الذي يصور في خيالي وصول أول رئيس مصري إلي قمة كرسي الحكم بعد انتخابات حرة ونزيهة لم تشهدها بلادنا من قبل طوال العهود الماضية حيث تميزت بالشفافية والمصداقية والموضوعية بشهادة المراقبين من الداخل والخارج الذين تابعوا عن قرب السباق الرئاسي المثير بين 31 متنافساً علي نيل شرف قيادة الأمة خلال المرحلة المقبلة عقب استعادة مصر وعيها المفقود. والمرحلة الجديدة التي أحلم بتولي مسئوليتها الرئيس المقبل لمصر هي الأخطر علي الاطلاق بين كل المراحل الأخري التي مررنا بها حيث يتم خلالها إعادة بناء مؤسساتنا السياسية التنفيذية بداية من الحكومة واختيار رئيسها ووزرائها ومروراً بكل الكيانات الاقتصادية والتعليمية والثقافية والاجتماعية والعلمية والسيادية التي تجعلنا قادرين علي صياغة حياتنا في ظل مناخ ديمقراطي صحي لأول مرة بعد ثورة 52 يناير التي نادت بالعيش والحرية والعدالة والكرامة واحترام آدمية الانسان داخل وخارج بلاده. وتتتابع مشاهد أحلام اليقظة أمامي وأري في خيالي صورة لما ينبغي أن يحدث عقب انتهاء المعركة الانتخابية بين المتنافسين علي المنصب الرفيع وهم يلتفون حول الفائز كأسرة واحدة حيث يسارع كل منهم بوضع نفسه وبرنامجه الرئاسي تحت تصرف الرئيس المنتخب الذي جاءت به صناديق الاقتراع أياً كان اتجاهاته أو انتماءاته أو أفكاره السياسية فإرادة الناخبين يجب احترامها حتي تخرج مصر من هذا النفق المظلم بسلام وأمان ينقذنا من ان نظل نلف وندور داخل مستنقع الفوضي والتدني الاخلاقي والانهيار المؤسسي وتناقص احتياطنا من النقد الأجنبي بجانب العجز الرهيب في الميزانية العامة للدولة. وتظل مشاهد أحلام اليقظة تداعب خيالي بصورة أخري أري فيها جموع الشعب المصري بكل أطيافه ورموزه وحركاته الثورية يقفون صفاً واحداً خلف رئيسهم الجديد يؤيدونه ويساندونه في كل ما يتخذه من قرارات حاسمة لدعم سيادة القانون والاستقرار ونشر الأمن والأمان علي كل ربوع أرضنا الطيبة. ولا يمكن أن تكتمل ملامح الحلم دون وجود البرلمان القوي بغرفتيه الشعب والشوري في منظومة عمل بجلسات مستمرة تسابق عقارب الزمن ليل نهار لإعداد القوانين والتشريعات التي تعيد للإنسان المصري البسيط آدميته وحقوقه الضائعة علي مدي الثلاثين عاماً الماضية وكفانا خلافات وفرقة وانقسامات وإيديولوجيات لا تسمن أو تغني عن جوع فالشعب خلاص زهق ويريد عملاً خالصاً لوجه الله بعيداً عن أدوات الشو الإعلامي واستعراض العضلات فالجميع أكثرية ومعارضة داخل قارب واحد وليس أمامهم سوي الوصول إلي شاطيء الأمان بشرط أن تخلص النوايا وتتطهر النفوس وتتوحد الأهداف وتعلو مصر فوق الجميع وتسترد هيبتها كدولة قوية. وتقودني أحلام اليقظة إلي سيناريو مشهد عزيز علي نفس كل مصري عاش طوال الشهور الماضية منذ ثورة 52 يناير وهو يتطلع إليه ألا وهو تسليم السلطة في مقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة صباح يوم 03 يونيو المقبل من المجلس الأعلي للقوات المسلحة إلي السلطة المدنية ممثلة في رئيسها المنتخب حيث أخذني خيالي لأشاهد صورة مهيبة وأسطورية تعبر عن حضارة المصريين القدماء في إرساء دعائم الحكم عبر تاريخهم ووصولاً إلي أحفادهم في العصر الحديث الذين يقفون الآن لبناء قواعد المجد بعد أن تسلموا الأمانة من قادة عظام حافظوا علي سلمية الثورة ومباديء شهدائها منذ اليوم الأول وحموها وضربوا أروع الأمثال علي التمسك بشرف الجندية المصرية وهاهم يعودون إلي ثكناتهم متفرغين لحماية الأمن القومي المصري بعد أن صدقوا فيما عاهدوا الله عليه منذ أن تولوا حكم البلاد عقب تنازل مبارك للمجلس الأعلي للقوات المسلحة عن سلطاته. وتصل أحلام اليقظة المتدفقة بداخلي إلي عيني وهي تتابع عمل أول رئيس للجمهورية الثانية في مصر وهو ساهر علي بناء مستقبلها السياسي علي أسس من العلم والايمان وتقوي الله في السر والعلانية واحترام الحق والواجب وهو يعلي أيضاً من شأن القانون والعدل ولا يفرق بين النسيج الواحد لأبناء الأمة من المسلمين والمسيحيين فنحن روح واحدة داخل جسد شامخ عمره آلاف السنين يسوده الحب والسلام والاخاء. تري هل أحلام اليقظة التي طاردتني طوال الليل والنهار خلال الأيام الماضية تتحول إلي واقع ملموس قريباً علي أرض الحقيقة أم تظل فقط مجرد حلم عابر؟. ويارب احفظ لنا مصر.