أريد عزيزي القارئ أن أعترف لك بنقطة ضعف في حياتي تؤرقني وتحرم عيني من النوم، بل تجعلني دائمًا منطويا علي نفسي وغير قادر علي التعبير عن ذاتي، وكلما حاولت التعبير أحس بالعجز، ونقطة ضعفي هي أني غاوي شهرة. وبسبب هذا الأمر تجتاحني أحلام اليقظة وأتصور نفسي كاتبا أسبوعيا لجريدة «روزاليوسف» اليومية ومن وقت لآخر أكتب للمجلة وكاتبًا كل أسبوعين بجريدة الشروق ومن وقت لآخر أكتب بالأهرام، واتخيل نفسي وقد كتبت خمسة عشر كتابًا قام بطباعتها أكبر دور النشر في الشرق الأوسط مثل دار الشروق ودار الثقافة ومكتبة الشروق بمصر ودار الفارابي، ودار الجيل بلبنان واتخيل نفسي أشارك مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام في أعمال كبري مثل الحالة الدينية في مصر. ثم أكثر من ذلك تقودني عقدتي فأتخيل نفسي معد ومقدم برنامج تليفزيوني في إحدي الفضائيات وأشارك في عدد ضخم من البرامج كضيف يهتم الإعلام برأيي في أمور سياسية أو ثقافية أو دينية.. إلخ ومرات أتخيل نفسي أقوم بالتدريس في أكثر من كلية بمصر وأستاذا زائرا خارج مصر، عزيزي القارئ، إني أكاد أجن من هذا الخيال بل وأحيانًا أحلم بأنني واحد من قادة الكنيسة التي انتمي إليها ويدعونني لأخذ رأيي في أمور مهمة مثل العقيدة واللاهوت ومقارنة الأديان والعلاقة مع الدولة والعلاقة مع الطوائف الأخري. وفي أحد أحلامي المجنونة رأيت نفسي في الافطار الرئاسي الأمريكي Presidental Breakfast والذي تدعو إليه الكنيسة المعمدانية الأمريكية مرة في العام وتدعو قائدا دينيا ثقافيا مؤثرا من كل منطقة، وقد حلمت هذا الحلم مرة مع بيل كلينتون وأخري مع جورج بوش الابن حيث كنت الوحيد من منطقة الشرق الأوسط. والحقيقة كلما زاد الخيال لدي تضخمت عقيدتي وتغلغلت في داخلي وسيطرت علي للدرجة التي فيها أجد نفسي أركض في الشارع وأقف أمام السيارات وشعري منكوش صارخًا، «أنا مشهور.. أنا مشهور.. أنا مشهور» وأري الناس يضحكون من حولي وأسعد بهم وأضحك معهم، وأخشي عزيزي القارئ أنني عندما أخرج من الخيال إلي الواقع أن يحدث لي نوع من الهذيان أو الوسواس القهري أو انفصام الشخصية.. إلخ هذه الأمراض النفسية التي يمكن أن تدمرني ولذلك أرجو أن تنصحني ماذا أفعل؟ خاصة وأنا في هذه الأيام يجتاحني فكر غريب جدًا فمرة أحلم بأني شافيز وأخري معمر القذافي وثالثة بأني بابا روما ورابعة عادل إمام أو حسين فهمي. أو حتي أبوتريكة، المهم واحد مشهور وخلاص، وعند استيقاظي من الحلم أنخرط في بكاء ونحيب لأنني لست مشهورًا مثل كل هؤلاء. واليوم تسيطر علي فكرة غريبة أريد - عزيزي القارئ - أن أشاركك بها، وهي أنني أفكر بجدية أن أنتحر علي طريقة ربط حبل في رقبتي وتعليقي علي عمود نور كوبري قصر النيل ويتدلي جسدي علي النيل. وأترك للرأي العام خطابًا في حذائي أحمل مسئولية انتحاري علي الرئيس مبارك الذي رفض أن يشاركني في صورة فوتوغرافية معه لأعلقها في مكتبي وكذلك أحمل أحمد نظيف وحكومته المسئولية عن الحالة التي وصلت إليها ولا أنسي الدكتور أحمد فتحي سرور. وكذلك رؤساء الطوائف المسيحية الثلاث «لأن القريب أولي بالمعروف» ذلك لأن كل هؤلاء حرموني من التصوير معهم، لذلك انتقامًا منهم جميعًا سوف أجعلهم يشعرون بالذنب والندم من بعدي طوال حياتهم، عزيزي القارئ هل لديك حل لمشكلتي؟! إن كان لديك حل ما الحقني به سريعًا، وربما ما تلحقنيش.