أكد خبراء أن القمة الثلاثية التي عقدها الرئيس السيسي مع نظيره السوداني بحضور رئيس وزراء إثيوبية أمس علي هامش القمة الأفريقية الثلاثين نجحت في تقريب وجهات النظر والاتفاق علي الحل بدلا من اتساع الصراع والنزاع بين الأطراف وهي بداية لعودة المباحثات الدبلوماسية لحل أزمة سد النهضة وحصة مصر التاريخية في مياه النيل, مع التأكيد علي أن الموقف المصري لن يقدم أي تنازلات حول حصة مصر في المياه. وقال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن القمة الثلاثية التي عقدت بين ورؤساء مصر والسودان وإثيوبيا أمس واستطاعت أن تحقق مكاسب دبلوماسية مهمة بدلا من اتساع نطاق الخلاف بين الأطراف الثلاثة ومن أهم هذه المكاسب الاتفاق علي وجود طرف رابع محايد قد يكون الاتحاد الأفريقي أو البنك الدولي أو غيرها من الهيئات الدولية سيتم الاتفاق عليه مستقبلا والمكسب الثاني ككما يقول فهمي هو الاتفاق علي استئناف أعمال اللجنة الفنية الثلاثية التي توقفت عن أعمالها مع التأكيد علي أن موقف مصر ثابت ولا يقبل التغير أو التنازل في حصة مصر في المياه, المكسب الرابع هو ألا تكون هناك أي اتفاقية ثانية تجمع أيا من الطرفين بدون الطرف الثالث أي لا يكون هناك أي اتفاق سوداني إثيوبي بدون مصر حول سنوات ملء السد من المياه ولن يتم تخزين المياه إلا بعد بناء السد بالكامل وأضاف فهمي أن ترأس مصر خلال العام المقبل2019 الاتحاد الأفريقي يمثل رسالة مهمة بأن الدبلوماسية المصرية ستعمل خلال العام المقبل علي توضيح موقفها تجاه دول حوض النيل المختلفة والتأكيد علي حقها التاريخي في مياه النيل. ومن جانبه قال الدكتور أيمن شبانة نائب رئيس مركز الدراسات الأفريقية في تصريحات ل الأهرام المسائي: إن القمة الثلاثية التي عقدت بين الرئيس السيسي ونظيره السوداني بحضور رئيس وزراء إثيوبيا أمس علي هامش أعمال القمة الأفريقية في أديس أبابا أمس هي محاولة تقارب وجهات النظر بين كل الأطراف وحل المشكلات الخلافية حول ملف بناء سد النهضة, مشيرا إلي أن الرئيس السيسي تحدث بلغة جادة وواضحة بأن مصر لن تتنازل عن حقوقها التاريخية في مياه النيل لأنها مسألة حياة بالنسبة للشعب المصري, وأضاف شبانه أن الجانب الإثيوبي رفض إشراك البنك الدولي في مفوضات سد النهضة, وقال: إنه سيرشح وسيطا آخر وذلك لم يحدث حتي الآن, كما أن الجانب السوداني أصبح يميل إلي الموقف الإثيوبي في قضية سد النهضة, ويتحدث عن لغة المصالح, والقمة الثلاثية بين زعماء الدول الثلاث قطعت الطريق حول محاولة بعض الدول زيادة الفرقة والخلاف بينهم من أجل تحقيق مصلحهم وإشعال المنطقة. وأشار شبانة إلي أن إقامة محطات تحلية لمياه البحر في مصر لكي تكون بديلة عن حصة المياه التي ستفقد في حال استكمال بناء سد النهضة, أمر غير مفيد لأن تكلفة إنتاج المياه كبيرة جدا مقارنة بمياه النيل ولا يمكن أن يستخدمها في الزراعة لأنه ستكون أكثر تكلفة عن استخدام مياه النيل في الري.