د. حسام مغازى- د. محمد نصر علام خبراء المياه: الرئيس السيسي نجح في حسم أهم نقاط الخلاف مع أديس أبابا أكد الدكتور حسام مغازي وزير الري انه سيقوم بزيارة للعاصمة السودانية الخرطوم بعد غد يلتقي خلالها وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني لتنسيق المواقف بين مصر والسودان في إطار تقريب وجهات النظر بشأن الخلافات حول سد النهضة بين مصر والسودان وأثيوبيا والرؤية الجديدة لحل هذه الخلافات وبحث الاستعدادات بين البلدين لفيضان النيل الجديد وذلك علي هامش اجتماع اللجنة الفنية للهيئة المشتركة لمياه النيل مشيرا إلي تفاؤله بشأن الاتفاق بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الأثيوبي لاستئناف المفاوضات الثلاثية حول سد النهضة الأثيوبي والذي تضمن الاتفاق علي استئناف عمل اللجنة الثلاثية لتقييم سد النهضة الأثيوبي. عبر وزير الري عن تفاؤله بشأن الاتفاق الذي تم بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الاثيوبي لاستئناف المفاوضات الثلاثية حول سد النهضة والذي تضمن الاتفاق علي استئناف عمل اللجنة الثلاثية بين مصر والسودان واثيوبيا لتقييم سد النهضة. وأضاف مغازي في تصريحات صحفية علي هامش جولته أمس لمشروع توشكي بأن المرحلة القادمة هي مرحلة التفاؤل التي بدأت تسود بين مصر والسودان وأثيوبيا وأنه لابديل عن الحوار والتفاوض لحل مشكلة السد وانها تمثل صفحة جديدة في العلاقات بين الدول الثلاث تمنح الدفء للملف مشيرا إلي أننا مستعدون للضوء الأخضر من القيادة السياسية لحل النقاط الخلافية بين مصر والسودان وأثيوبيا لأننا لن نبدأ من الصفر. وأوضح الوزير أن تحديد مكان اجتماع الخبراء الفنيين للدول الثلاث هي مسألة شكلية لأنه من المهم التوصل لاتفاق يأتي مطابقا لمذكرة التفاهم التي وقعت بين القاهرة واديس أبابا علي هامش القمة الإفريقية. وقال مغازي ان مسئولية وزارة الري تقتصر علي الجانب الفني وأنها تتعاون مع جميع الجهات المعنية بملف مياه النيل بأنه تم وضع كافة الاجتمالات لحل المشاكل الفنية المترتبة علي إنشاء السد وذلك في إطار الالتزام الأثيوبي بعدم الإضرار بالأمن المائي المصري. وأضاف الوزير ان استئناف المفاوضات بمثابة بادرة أمل بدأت بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الافريقية في غينيا، قائلا: "اتوقع فتح صفحة جديدة في العلاقات مع اثيوبيا ومشاركة ايجابية مع الجانب السوداني خلال المفاوضات". واكد ان الاستعدادات للمفاوضات تتم بالتنسيق مع جميع الاجهزة الفنية وبحرفية عالية للغاية. واشار الي ان زيارة السودان بروتوكولية وسيتم خلالها التركيز ايضا بحث ملف التعاون المشترك بين البلدين، وخاصة توفير المعدات لبعثة الري استعدادا لموسم الفيضان. وقال مغازي انه تم بحث جميع الاحتمالات لحل المشاكل الفنية المترتبة علي إنشاء السد وذلك في اطار الالتزام الاثيوبي بعدم الاضرار. جاء ذلك علي هامش جولته التفقدية لمشروع توشكي أمس وتعليقا علي البيان المشترك الذي أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء اثيوبيا هيلي ماريام ديسالين حول مباحثات القمة التي جرت بينهما في مالابو. ومن ناحية أخري قال الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الري الأسبق أن ما تم الاتفاق عليه بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء أثيوبيا يعد خطوة إيجابية لكسر الجمود الحالي في العلاقات بين البلدين وخطوة في طريق استعادة عافية العلاقات بين البلدين التي تدهورت السنوات الماضية موضحا أن الرئيس نجح أيضا لأول مرة في حسم نقطه هامة في الخلاف وهي الرجوع للقانون الدولي إذا ماحدث خلاف بين البلدين وفشلت المفاوضات. وأضاف علام في تصريحات صحفية أمس أن التفاهم علي التنمية الإقليمية لموارد النهر ستتم من خلال تنفيذ مشروعات لاستقطاب الفواقد في جنوبأثيوبياوجنوب السودان وسوف تدعم عودة العلاقات واستقطاب الاستثمارات الأجنبية والمنح من أجل تنمية حوض النيل بما يحقق المنفعة للجميع وعدم الإضرار بالأمن المائي لمصر وتحقيق مصالح الشعب الأثيوبي في التنمية.وأوضح وزير الري الأسبق أن استغراق المفاوضات لساعات طويلة ضمت رئيسي البلدين ووزيري الخارجية تؤكد أن المفاوضات كانت صعبة وشاقة وانها تحتاج إلي المزيد من الوقت والجهد لإنجاحها والوصول إلي اتفاق يرضي البلدين ويحقق أهداف الدولتين في التنمية لافتا إلي أن الرئيس أثبت ان لديه خبرة ودراية بملفات حوض النيل وازماته ويمتلك من الأدوات التي ستساعده في حل الأزمةوأضاف علام أن أهم نتائج الاتفاق بين مصر وأثيوبيا هو أن أديس أبابا اعترفت أيضا بالحقوق المائية لمصر وهو أمر في غاية الأهمية سيظهر أثره خلال المباحثات المقبلة لافتا إلي أن العودة إلي اللجنة الثلاثية هو الخطأ الوحيد في الاتفاق حيث ثبت عمليا أن عمل اللجنة مضيعة للوقت في ظل استمرار العمل في السد وهو ما يتطلب وضع حلول بديلة تضمن نجاح عمل اللجنة في حالة استئناف عملها مرة أخري.ومن جانبه قال الدكتور ضياء القوصي مستشار وزير الري الاسبق والخبير المائي ان ما تم الاتفاق عليه بين الرئيس السيسي ورئيس وزراء اثيوبيا هو نجاح لمفاوضات فنية برعاية سياسية ويعد خطوة هامة وايجابية وسريعة لحل ازمة سد النهضة. وأضاف ان ما جاء في البيان الختامي هو التأكيد علي احترام القوانين الدولية الخاصة بالانهار المشتركة لافتا الي انها تحمي الامن المائي لمصر وتمنع اثيوبيا من الاضرار بحصة مصر المائية التي أقرتها الاتفاقيات السابقة ومنحها الحقوق المكتسبة من مياه النيل مشيراً الي ان البيان احيا المحادثات بين مصر واثيوبيا واعاد العلاقات مرة اخري بعد طريق بعيد عن التعاون والتنمية المشتركة للاقاليم موضحا أن مصر لن تقبل السد علي وضعه الحالي لأنه يعد تدميريا لمصر حتي ولو تم زيادة مدة الملء ويعد خطا أحمر وهو ما يتطلب تخفيض السعة التخزينية للسد. وكشف القوصي ان نجاح اللقاء لم يكن وليد هذا الاجتماع فقط وانما جاء بعد لقاءات عديدة قامت بها اجهزة الدولة المعنية بالملف بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.ومن جانبه قال الدكتور محمد عبدالعاطي الخبير في الأنهار الدولية أن نجاح المفاوضات الفنية بين الخبراء الفنيين بين مصر والسودان وأثيوبيا يرتبط بالدعم السياسي للقيادة السياسية بالدول الثلاث وان المفاوضات الفنية يمكن أن تنتهي خلال شهرين علي الأكثر حيث يقوم الخبراء بدراسة الجدوي الاقتصادية للمكاسب والخسائر عن كل مستوي من مستويات التحزين بدءا من 14.5 مليار متر مكعب وحتي التخزين المقترح من أثيوبيا البالغ 74 مليار متر مكعب من المياه.وأضاف عبدالعاطي انه سيتم تقدير القيمة الاقتصادية للطاقة الكهربائية التي سيتم توليدها والخسائر التي تتعرض لها مصر خلال كل مرحلة من مراحل التخزين لتقييم المكاسب والخسائر للتقليل منها وتحديد الطرف الذي يتحملها موضحاً أن المفاوضات الفنية ستشمل أيضا تجارة الطاقة وتوزيعها باعتبار أن مصر لديها شبكة موحدة لنقل وتسويق الكهرباء إلي أوروبا والمنطقة العربية.