يشهد شهر رمضان كل عام ظاهرة مختلفة في الدراما حيث وقع اختيار صناع الدراما هذا العام علي المرض النفسي, ليخرج أكثر من عمل هذا العام بطلته تعاني المرض النفسي لتكون هي القضية الشاغلة لجمهور ومتابعي مسلسلات رمضان هذا العام, إلا أن النقاد, والطب النفسي كان لهم رأي بديل فيما تقدمه الدراما هذا العام عن المرض النفسي.. الأهرام المسائي تحدثت في البداية مع الدكتور نادر فتحي قاسم مدير مركز الإرشاد النفسي بجامعة عين شمس الذي أكد ان ما تقدمه الدراما المصرية فارغ وبه ابتذال ومتاجرة بأمراض وآلام الناس, حيث توضح الدراما ان من يفكرون في الانتحار نتيجة لضغوط نفسية هم الفقراء فقط ولكن هذا غير صحيح فيوجد كثير من رجال الأعمال الأثرياء لديهم العديد من المشكلات التي تؤدي بهم للانتحار أيضا لأن الضغوط النفسية التي تصيب الإنسان ليس لها علاقة بالطبقات. وأوضح أن السبب في الاضطراب النفسي الذي يصيب الشخص المواقف التي تحدث في الحياة بشكل عام وتؤثر عليه كما ان الفنان إسماعيل ياسين أوجد صورة ذهنية خاطئة لدي المشاهد عن الاضطراب العقلي الذي لم يكن بهذه السذاجة. وأضاف اننا نكرر الصورة الذهنية السلبية النمطية لمجتمعنا الذي أصبح به كم كبير من المكتئبين وهذا ما كشفته احدي رسائل الدكتوراة عن احصائيات الاضطرابات النفسية التي أصابت طلاب الجامعات مؤكدا ان الاضطراب النفسي هو نتيجة لظروف الحياة الطبيعية المستمرة ويجب ألا ندخل في هذا الإطار بأي شكل من الاشكال. واشار الي ان الدراما تمثل الثور الهائج الذي يطيح بصورة المجتمع ويساعدها في ذلك الإعلام الذي يسلط الضوء عليها دون تفكير كما ان المشاهد يتأثر بهما فلماذا نعرض عملا يستثير المشاهد؟ فمثلا الشيخ الشعراوي رحمه الله قال في احدي عظاته ان الممثل يقدم دراما كما يحلو له ولكن لماذا بالأخص دراما حجرة النوم؟ فما المغزي منها فهي لها العديد من المواقف ومن الممكن ان اعرض أيضا وجهات نظر فنحن امة وسطاء ويجب البعد عن الأطراف. بينما رأي دكتور محمد عبد السميع رزق استاذ علم نفس تربوي بكلية التربية جامعة المنصورة ان ما تبثه الدراما خطأ فليس كل شخص يرتكب جريمة يطلقون عليه اسم مريض نفسي خاصة أن هذه الظاهرة منتشرة في المجتمع بشكل كبير وبالتالي يعطي هنا مبررا للجريمة وهذه مشكلة لانه ينشر الفساد في المجتمع فلماذا دائما نمسك الحلقة الأضعف ونضغط عليها؟ فهل يصح ان الشخصيات كلها لا يوجد بها اي عيب الا المرض النفسي فمن الطبيعي ان يوجد التحدي والتصدي لأي عقبة قبل ان يتحول لمريض نفسي وبالتالي كل هذه تبريرات للأشياء المخالفة للشرع والقانون كجرائم القتل والسرقة والخيانة والكذب. وأشار إلي التأثير السلبي علي المشاهد الذي تحدث له حالة تتمثل في تقمص انفعالي بسبب هذه الأدوار مما يؤدي الي انتشار الفوضي كما ان المرض النفسي كانتشار العدوي الانفعالية بمعني اننا عندما نري نموذجا اخطأ وارتكب جريمة وكان سببها مرضه نفسيا نجد ان كثيرا من الحالات المتتالية ترتكب الجرائم تحت هذا المفهوم وبالتالي يجد المذنب مبررا له ليمر من اي ازمة تواجهه. و قال الناقد السينمائي مجدي الطيب إن القاعدة التي يسير عليها العالم بأكمله هي قاعدة التخصص بمعني أننا عندما نريد عمل مسلسل نفسي لابد من الاستعانة بأساتذة ومتخصصين من الطب النفسي وإذا كنا نريد عمل اي مسلسل اخر لابد من الاستعانة بالخبراء في هذا المجال وهنا السؤال يطرح نفسه هل هذه القاعدة يتم السير عليها في الدراما المصرية بوجه عام سواء في السينما او التليفزيون؟ موضحا انه لم ير في اي عمل من التي تتناول الدراما النفسية هذا العام اشارة الي استعانته بمتخصصين في الطب النفسي وبالتالي لابد من التزام القواعد لكي يكون الاساس سليما منذ البداية دون السير وراء قواعد خاطئة. وأضاف ان الوضع الآن في مصر وراء تفشي هذه الظاهرة وهل المجتمع يعيش حالة من التقوقع او الشتات او العزلة تؤدي الي المرض النفسي ؟ هذا سؤال لابد من اجابته جيدا من خبراء وذلك لإن الفن مرآة للمجتمع فعندما تتنشر الدراما النفسية فهذا معناه ان الفن يرصد حالة من المرض النفسي تفشت في المجتمع. وتساءل هل نجحت الفنانات في تجسيد هذه الدراما النفسية؟ و كذلك حدوث حالة من الجدل حول شخصية يسرا في مسلسل فوق مستوي الشبهات ونيللي كريم خلال مسلسل سقوط حر وغادة عبد الرازق خلال مسلسل الخانكة وانهن نجحن في أداء هذه الشخصيات وتوصيلها للجمهور بشكل صحيح. ورفض الطيب فكرة ان الدراما او السينما بشكل عام تؤثر بالسلب علي المشاهد حيث يري وجود كثير من الاقاويل تحمل الدراما والسينما المسئولية عند حدوث اي جرائم وهذا مرفوض لانهم يعكسون الواقع ويعرضون نماذج كثيرة به.