يعد معهد علوم البحار بمدينة الغردقة واحداً من معالمها وأحد شهود العيان علي نشأة هذه المدينة الجميلة ففي عام 1928 تم إنشاؤه علي شاطئ البحر بمدينة الغردقة عاصمة محافظة البحر الأحمر وتم تحديد موقع هذا المعهد بعد عمليات مسح بحري علي إمتداد شاطئ البحر عن طريق شخص إنجليزي يدعي كروسلان وأسندت تبعيته حين ذاك لجامعة فؤاد الأول ولم يأت إنشاء هذا المعهد اعتباطا بل جاء من منطلق أن المحافظة تتربع علي شواطئ بحرية يبلغ طولها نحو 1080 كم بداية من الزعفرانة شمالاً وحتى حدودنا مع السودان جنوباً، حيث تحتوي مياه هذا البحر العملاق علي ثروات طبيعية هائلة لابد من إجراء أبحاث علمية حول أسماكها وشعابها المرجانية وحيواناتها المائية وغيرها من الكنوز البحرية التي يحتويها البحر الأحمر من أجل العمل علي تنميتها والحفاظ عليها وأقيم المعهد وإشتمل علي مكتبة علمية نادرة تحتوي علي كتب ووثائق لاتقدر بمال ومنها كتاب وصف مصر وناد صنع من الخشب كان يستخدمه الباحثون الأجانب ومتحفان ومعرض إكواريوم و150 إستراحة سكنية للعاملين والإدارة وغيرها من مكونات هذا المعهد العريق علي مساحة تبلغ 210 آلاف متر ومرت الأيام علي هذا الصرح إلي أن جاء العالم المصري الشهير حامد جوهر والذي كانت له صولات وجولات في إثراء أبحاث علوم البحار بهذا الصرح العلمي ولكن كعادة المسئولين في مصر وهي إهمال كل ماهو غال ونفيس بدأت آفة الإهمال تفترس هذا الصرح العلمي الكبير حيث أن المكتبة العلمية التي كانت قد صنعت من الخشب حين ذاك وما تحتويه من أمهات للكتب ووثائق نادرة في علوم البحار وغيرها أصبحت في حالة يرثي لها كما أن سور المعهد قد إنهار ومبني الضيافة القديم بات آيلاً للسقوط ولاتوجد إجراءات عاجلة لترميمه وسبق أن قامت جهة رقابية هامة بإرسال تقارير مستفيضة عن حالة هذا المعهد لوزارة البحث العلمي أكدت خلالها وجود العديد من الملاحظات والسلبيات ومنها حاجة المعهد لتطوير الأجهزة البحثية لمواكبة التطور العلمي في كل مايختص بالأسماك والشعاب المرجانية وعدم إتفاق الخطط البحثية مع متطلبات العمل ببيئة البحر الأحمر حيث يقوم الأساتذة بإقرار خطط بحثية تتناسب مع بيئة البحر الأبيض المتوسط وليس البحر الأحمر فضلا عن انصراف أعضاء هيئة البحوث عن العملية العلمية بالمعهد لوجود إجراءات إدارية لاتناسبهم ووجود مساحة أرض فضاء داخل الموقع تقدر بنحو 75 ألف متر غير مستغلة والغريب انه حتى يومنا هذا ومنذ عام 1928 لا يوجد قرار تخصيص بمساحة الأرض المقام عليها المعهد وغيرها من السلبيات التي لاتليق بصرح علمي يخدم ثروة طبيعية في بحر تمتد شواطئه لنحو 1080 كم. يقول الشاذلي سليمان معوض إبن أحد كبار الصيادين فوالده هو أول من إصطاد عروس البحر المحنطة الأن بالمعهد من عشرات السنين أن هذا المعهد مفتري عليه تماما ومهمل لأبعد الحدود فعلي سبيل المثل المكتبة الموجودة به تحتوي علي أندر الكتب المتخصصة في علوم البحار علي مستوي العالم ومنه نسخة من كتاب وصف مصر وهي كانت قد صنعت حين ذاك من الخشب ويحتوي المعهد علي هيكل لعروس البحر الذي إصطادها والدي عام 1942 بعد أن وقعت في شباكة صدفة وعندما تم إستخراجها تمت الإستعانة بصياد قام بتفريغ أحشائها وتم تحنيطها ووضعها في المعهد ويطالب وزارة البحث العلمي والمحافظة بوضع خطة لإنقاذ هذا الموقع العلمي الكبير وتحويله لمنارة علمية في علوم البحار وعمل تصنيف مكتبي للمكتبة وتحويله لمزار سياحي.