ضرب الإهمال متحف ومعهد علوم البحار، فى مدينة الغردقة، ويضم مجموعة كبيرة من الكائنات البحرية فى البحر الأحمر، الأسماك ذات الأحجام الضخمة. الغريب أن مسئولى المعهد لجأوا منذ عدة سنوات إلى طلاء الأسماك النادرة الموجودة بالمتحف بألوان البوية بعد أن فقدت رونقها وألوانها الطبيعية بسبب سوء العناية بها، وكان قد تم اصطياد معظم تلك الأسماك فى الفترة التى تولى فيها الدكتور حامد جوهر-رحمه الله- مسئولية المعهد. المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد هو معهد بحثى، يتبع المعهد الرئيسى فى القاهرة والذى يتبعه معاهد متعددة لعلوم البحار أهمها معهد الإسكندرية، وتم إنشاء محطة الأحياء البحرية عام 1928 وبدأ العمل البحثى بها فى 1932 تحت رئاسة العالم الإنجليزى سيريل كروسلاند، وقد كانت آنذاك تابعة لكلية العلوم بجامعة الملك فؤاد الأول - جامعة القاهرة حاليًا. وتعتبر المحطة هى أول محطة بحرية للأحياء المائية على ساحل البحر الأحمر، كما كانت هى المحطة الوحيدة على ساحل البحر الأحمر على مدى ثلاثين عامًا. «فيتو» قامت بجولة ميدانية داخل المتحف، والتقت «ممدوح الجعفرى» - احد المهتمين بالأحياء المائية- الذي قال إن دور المعهد العلمى تراجع كثيرًا بعد رحيل الدكتور حامد جوهر، وتحول إلى إدارة حكومية بيروقراطية فى المقام الأول، فلم يسهم بأى دور فعلى أو بحثى فى حماية البيئة البحرية والساحلية للبحر الأحمر والتى تعرضت لتدمير واسع فى السنوات الأخيرة بسبب الأنشطة السياحية المتزايدة وغيرها من أساليب التعامل الخاطئة مع البيئة، كما تم ردم مساحات واسعة من ساحل البحر للحصول على شواطئ إضافية وهو ما قضى على الكثير من الكائنات البحرية المختلفة، وتم إنشاء مبان إدارية جديدة، لم تسلم هى الأخرى من اتهامات بالفساد وإهدار المال العام لمخالفتها المواصفات الفنية المطلوبة أو بسبب البناء بدون تصريح الجهات المختصة.