خلية من النحل تعمل علي قدم وساق لإنهاء إجراءات السفر حيث يقوم المسافر إلي خارج البلاد باستخراج تصاريح العمل بشكل دوري من ثلاثة مكاتب بمحافظ الدقهلية بالمنصورة ودكرنس وميت غمر وذلك في ظل نقص شديد في الإمكانات بالنسبة للموظفين والمواطنين. وفي مكتب تصاريح العمل بالمنصورة رصد "الأهرام المسائي" اصطفاف الطوابير أمام شبابيك مكتب استخراج تصريح العمل حيث يقف المواطنون لعدة ساعات يوميا في رحلة عذاب يذوقون حرارة الشمس حيث لا توجد مظلات لحمايتهم من شمس الصيف الحارقه فمنهم من يأتي من القرى ليبدأ رحلته عقب صلاة الفجر والتي من الممكن أن تنتهي قرب صلاة المغرب وداخل المبني المكون من أربعة طوابق تجولنا لنجد أن هذا المبني عبارة عن عمارة سكنية قديمة بالية في منطقة مساكن الشناوي ويحتل مكتب التصاريح طابقين وكثيرا ما تسمع هنا وهناك ارتفاع أصوات المواطنين حيث تدور المشاجرات بسبب طول الانتظار وبسبب سوء حالة المكان. ويقول مهيب حلمي (مدرس ) بالتأكيد اقوم بتجديد تصريح العمل سنويا الأمر الذي يستدعي قدومي لهذا المكان الذي يشبه مساكن الإيواء فعلي الرغم من سدادنا للرسوم المطلوبة فإننا نقوم برحلة العذاب والانتظار حيث لايوجد عدد كافي من الموظفين وتطول ساعات الانتظار حتى من الممكن أن تصل إلي أكثر من 12 ساعة أجد أن كل من في هذا المكتب يعمل حتى بعد ساعات العمل ولكن أين الجهات المسئولة عن تطوير هذا المكان الذي لا يليق بمحافظة كبيرة كمحافظة الدقهلية فمحافظتنا الأكبر من حيث تعداد السكان. وتلتقط شيماء عبدالمجيد ( مدرسة) أطراف الحديث قائلة لقد تعرضت في هذا المكان إلي السرقة والنصب وذلك بسبب وقوع المكان بأحدي العمارات السكنية بجوار العمارات السكنية المتلاصقة يبعضها ولأنني تعبت من طول الانتظار فقد وافقت علي عرض أحد الأشخاص الذي توجه إلي اثناء وقوفي بالطابور الذي يمتد لثلاثة كيلو مترات دون مظلة تقينا من أشعة الشمس الحارقة ليقول لي إنه سيقف مكاني ليحجز لي دوري في الطابور مقابل مبلغ مالي وبالفعل وافقت ولكن هذا الشخص "فص ملح وداب" بعد أن حصل علي المبلغ المالي. والكثير يتعرضون للنشل نظرا للزحام الشديد وشكونا إلي مدير المكتب الذي رأف بحالنا وأنهي إجراءات السيدات علي نحو من السرعة علي الرغم من قلة عدد العاملين بالمكتب وقد فوجئت بأن المكتب يعمل بالنظام الأرشيفي البائد فلا يوجد أي حواسب آلية حتى إنني عندما دخلت إلي غرفة مدير المكتب وجدت أن أكثر من نصف الغرفة مليئة بصفوف من الأوراق فالأوراق هنا وهناك بالطرقة وبالمكاتب فهل هذا المنظر حضاري ويليق بالدقهلية. ويشير محمد الشربيني (مدرس) لا يوجد أمام المكتب أي عنصر من عناصر الشرطة ولا أي وسائل للحمية المدنية ففي حال وقوع حريق أو قيام أحد العناصر الإرهابية بوضع قنبلة في أي مكان كما حدث سابقا أمام قسم أول فإنه لن يتم ملاحظتها ولو انفجرت فلن يتمكن احدا ما من السيطرة علي الحريق لعدم توافر وسائل الأمان. وقمت بسؤال أحد أقاربي من العاملين في مديرية الامن عن تجاهل الجهات الأمنية لهذا المكتب وعلمت أن المكتب لا يتبع مديرية الأمن ولكنه يتبع ادارة تصاريح العمل بالقاهرة فأين الادارة من هذا المكتب الاقليمي الذي ينتج آلاف تصاريح العمل يوميا فالدقهلية من أكبر المحافظات التي تورد العمالة المصرية للخارج كل هذه العمالة يتم انهاء تصاريح العمل لها من مكتب لا يتجاوز مساحته 50 مترا ويعمل به عدد قليل جدا من الموظفين ومعظم المكان تحتله السجلات والأوراق ويتم دفع رسوم عن كل تصريح يصدر تصل إلي قرابة ال 150 جنيها عن كل تصريح. رابط دائم :