سيدة عجوز تمسك في يدها بطفلة صغيرة تقترب من الناس وتطلب منهم مساعدة ولكن لايوجد من يجبر خاطرها ويعطيها شيئا.. الكل متذمر وغاضب, اقتربت من السيدة وطلبت منها أن تذهب إلي مكان آخر لأن الناس في هذا المكان هم في أسوأ حالتهم لأنهم في وحدة مرور.. التي تقع أسفل كوبري فيصل.. هذا المكان لولا لافتة كتب عليها وحدة مرور فيصل لتصورت أنه سوق عشوائية قديمة, حيث انتشر الباعة الجائلون عارضين علي طولات خشبية صغيرة شهادات طبية موقعة من طبيب عيون وباطنة بمبلغ عشرة جنيهات للشهادة الواحدة وتستخدم في استخراج رخص القيادة وما إن تدخل إلي الوحدة حتي تفاجأ بكم كبير من الأكشاك الخشبية المتراصة بشكل يوحي للزائر بأن أمامه يوما عصيبا, وإذا كان المترددون علي الوحدة يرون انه يوم ويعدي فكيف يقبل ضباط وموظفو وزارة الداخلية العمل في مكان اسفل كوبري في منطقة تكاد تكون أقرب الي العشوائيات يحيط بها التلوث من كل جانب ويتردد عليها يوميا أكثر من ثلاثة آلاف مواطن لهم اجراءات متنوعة معظمها تجديد رخص سيارات يتم انجاز مصالح0021 منهم, وهذا يعد أكبر رقم تنجزه إدارة مرور؟.. حيث تضم وحدة مرور فيصل والعمرانية, وهؤلاء يشكلون معظم سكان مدينة الجيزة.. فكيف في هذا المكان الضيق الذي يخدم كل هذه المناطق يستطيع هذا العدد القليل من الموظفين تقديم خدمة جيدة في ظل هذه الظروف غير الآدمية ولا فرق بين وحدة مرور الزمالك ووحدة مرور بين السرايات, الكل في العشوائية وعدم النظافة والتنظيم سواء.. والمواطنون في حالة غضب وتذمر وملل إما من الزحمة أو من عدم وجود من يرشدهم.. فالكل في حالة تخبط وعشوائية وطوابير لا تنتهي إلا مع دقات الساعة الواحدة وقد يمر اليوم ولا يستطيع من جاء خصيصا لاستخراج رخصة القيادة أو رخصة السيارة أن ينجز شيئا بسبب طابور الفحص الطويل وطابور استخراج البيانات وطابور الخزنة وطابور استخراج شهادة المخالفات, ولو تذمر مواطن من طوال فترة الوقوف في الطابور وعبر عن رأيه يعاقبه الموظف المضغوط هو الآخر لأنه يعمل تحت ضغط مئات المترددين عليه وفي مكان غير آدمي ويعلن أن شبكة النت فصلت وللأسف المواطن ليس أمامه سوي الانتظار أو الذهاب إلي رئيس الوحدة للشكوي, وهذا ما حدث معي في يوم استخراج الرخصة في وحدة مرور فيصل بعد قضاء يوم كامل في طابور الفحص وطابور الخزنة وطابور تقدير الضريبة وقرب اليوم علي الانتهاء وأنا لم استطع أن أنجز شيئا فلجأت لأيمن الغريب, رئيس وحدة تراخيص فيصل, الذي يفتح مكتبه لكل الناس والدخول بدون استئذان ولا فرق بين صحفي ومواطن عادي.. الكل عنده سواء لاحظت ذلك من خلال نوعية المترددين علي مكتبه, فلديه حلول لكل المشاكل ومن تتعثر أوراقه بكل ود يطلب منه استكمال أوراقه ويأتي في يوم آخر وأن مكتبه مفتوح له في أي وقت, كما أنه لا يكتفي بوجوده في المكتب, فهو دائم المرور علي المكاتب وعلي الموظفين ووسط الجمهور للتعرف علي المعوقات التي تقابل المواطنين في اثناء استخراج الرخص.. ولكن مشاكل وحدات المرور تحتاج الي حل جذري وليس جهودا فردية من رئيس الوحدة وبعض العاملين بها, وهذا ما اكده خالد عبد المولي, مهندس جاء لوحدة مرور فيصل لاستخراج رخصة سيارة, حيث يقول: لماذا لاتقوم المحافظة بإعداد مكان يليق بالمواطنين والعاملين في هذه الوحدة من خلال الخروج خارج المحافظة في مكان يتسع لكل الاعداد التي تتردد علي هذا المكان وخاصة أن موارد المحافظة كبيرة تسمح لها بإقامة مجمع لوحدات المرور في6 اكتوبر وتجهيزه بأحدث اجهزة كمبيوتر حتي تسهل علي العاملين وعلي الناس رحلة العذاب في وحدات المرور؟.