وفقا للأرقام الرسمية الصينية فإن عدد المسلمين فى الصين يبلغ نحو 30 مليون مواطن، 23 مليوناً منهم من أقلية «الأويور» وحدها، فيما تؤكد تقارير غير رسمية، أن أعداد المسلمين فى الصين تناهز 100 مليون، أى نحو 9.5 بالمائة من مجموع السكان. صوم رمضان لا يمنع المسلمين فى الصين من ممارسة عملهم بشكل طبيعى واعتيادي، ويعتبر رمضان فرصة للعمل الخيرى والإحسان.. بعد الإفطار ترى المصلين يحثون الخطى إلى المسجد، فرادى وجماعات، لتأدية صلاة التراويح، ويبقى الكثير منهم فى المسجد حتى ساعة متأخرة من الليل، حيث يغتنمون شهر رمضان بكثرة العبادة والصلاة والقراءة والذكْر والإحسان. يعد المسلمون فى الصين مثل ركاب مركبة صغيرة فى محيط كبير على حد وصف السيد برهان كبير أحد مسئولى الجمعية الإسلامية الصينية وهى المنظمة التى تمثل الحقوق الشرعية لمسلمى الصين من مختلف القوميات وتهدف الى تطوير المسلمين الصينيين وبناء الصين وفقا لمبدأ حب الوطن وحب الدين.. يقول السيد شو جوى شيانج نائب أمين الجمعية الصينية للصداقة مع الخارج إن إقليم شينجيانج الذى يقع على طريق الحرير القديم يمتاز بالتنوع الثقافى وتعدد القوميات التى بلغ عددها 47 قومية من إجمالى 56 قومية بالصين، وأكد أن إقليم شينجيانج يشهد تطورا كبيرا فى السنوات الماضية، حيث توفر الحكومة الصينية فرص العمل والسكن والتعليم وغيرها من الخدمات المهمة لسكان هذا الإقليم، مضيفا أن جميع القوميات فى إقليم شينجيانج تعتبر عضوا فى عائلة الأمة الصينية، موضحا أن هناك ترابطا وتواصلا بين الحضارة الصينية والعالم العربي، وظهر هذا فى التبادلات المختلفة بين الجانبين. وأضاف أن الدول العربية استفادت من الحضارة الصينية التى نقلت إليها صناعة الطباعة وعلم الفلك، مما ساهم فى تطوير البشرية، وتابع أن الإسلام والبوذية لهما بصمة على المعمار فى إقليم شينجيانج، ويظهر هذا جليا فى المساجد والمبانى المختلفة. تدين 10 أقليات قومية بشينجيانج بالإسلام، من بينها الايجور، كازخستان، الخوي، القرغيز، الطاجيك، الأوزبيك، التتار وغيرها. وتتميز العلاقات بين مختلف القوميات المسلمة بالانسجام والتعايش كما تتميز علاقات المسلمين بغيرهم بالوحدة والحب. تأسست الجمعية الإسلامية بشينجيانج فى سنة 1958. وبعد الإصلاح والانفتاح تم تباعا تأسيس أكثر من 80 جمعية إسلامية فى كامل أنحاء شينجيانج، وهى تعنى بتنظيم مسابقات تلاوة القرآن ومحاضرات الوعظ إلى جانب تنظيم رحلات الحج وإقامة المدارس الدينية وأقسام تعليم القرآن. ومنذ 1995 شرعت الجمعية الإسلامية الصينية فى تنظيم مسابقة وطنية فى تلاوة القرآن والوعظ. وتحظى عادات وتقاليد الأقليات القومية الصينية باحترام وحماية كاملين. حيث قامت شينجيانج بوضع «قانون المواد الغذائية الحلال بمنطقة شينجيانج الويغورية ذاتية الحكم»، لحماية العادات الغذائية الحلال لدى الأقليات الصينية. كما يتم احترام تقاليد الأقليات فى الدفن والجنائز. وفى الوقت الحالي، يؤدى المسلمون فى شينجيانج شعائرهم الدينية بانتظام ووفقا للقانون، ويشهد مستوى حياة المسلمين تحسنا مستمرا، كما تتميز العلاقة بين مختلف القوميات المسلمة، وبين المسلمين وغير المسلمين بالوحدة القوية، وتسعى شينجيانج إلى أن تكون درّة طريق الحرير الجديد، لتحقيق الحلم الصيني.. ويوجد فى شينجيانج أكثر من 23.8 ألف مسجد، بمعدل مسجد لكل400 مسلم، بما فى ذلك 8000 مسجد تقام به صلاة الجمعة. والمساجد ليست فقط أماكن يقيم فيها المسلمون صلواتهم ، بل صارت مراكز لممارسة أنواع شتى من الأنشطة. وتماشيا مع تطور «صيننة» المساجد شهدت الصين عددا كبيرا من المساجد المبنية على الأسلوب المعمارى الصينى التقليدى بالتتابع إلى جانب المساجد الإسلامية الطراز.