وفقا للأرقام الرسمية الصينية فإن عدد المسلمين فى الصين يبلغ نحو 20 مليون نسمة بنسبة 1,5 % من إجمالى السكان، ويعد المسلمون فى الصين مثل ركاب مركبة صغيرة فى محيط كبير على حد وصف السيد برهان كبير أحد مسئولى الجمعية الإسلامية الصينية وهى المنظمة التى تمثل الحقوق الشرعية لمسلمى الصين من مختلف القوميات وتهدف الى تطوير المسلمين الصينيين وبناء الصين وفقا لمبدأ حب الوطن وحب الدين. ويعتبر شهر رمضان فرصة للعمل الخيرى والإحساني، حيث ينشغل نور وأصدقاؤه فى احد شوارع مدينة اورومتشى بالقرب من مستشفيين فى إعداد وجبة إفطار للمرضى وأسرهم مجانا، وهم يشعرون بالسعادة لان ما يقومون به يجلب السعادة للآخرين أيضا. وبعد الإفطار ترى المصلين يحثون على الخطى إلى المسجد، فرادى وجماعات، لتأدية صلاة التراويح، ويبقى الكثير منهم فى المسجد حتى ساعة متأخرة من الليل، حيث يغتنمون شهر رمضان بكثرة العبادة والصلاة والقراءة والذكْر والإحسان. ويقول شو جوى شيانج، نائب أمين الجمعية الصينية للصداقة مع الخارج، إن إقليم شينجيانج الذى يقع على طريق الحرير القديم يمتاز بالتنوع الثقافى وتعدد القوميات التى بلغ عددها 47 قومية من إجمالى 56 قومية بالصين، موضحًا أن أديان البوذية والمسيحية والإسلام تنتشر فى هذا الإقليم الذى يعد جزءا مهما من الصين. وأكد أن إقليم شينجيانج يشهد تطورا كبيرا فى السنوات الماضية، حيث توفر الحكومة الصينية فرص العمل والسكن والتعليم وغيرها من الخدمات الهامة لسكان هذا الإقليم، مضيفا أن العلاقات بين القوميات فى هذا الإقليم تمتاز بالتعاون والتناغم والتضامن. وتدين 10 أقليات قومية بشينجيانج بالإسلام، من بينها الأيغور، كازخستان، الخوي، القرغيز، الطاجيك، الأوزبيك، التتار وغيرها. وتتميز العلاقات بين مختلف القوميات المسلمة بالإنسجام والتعايش كما تتميز علاقات المسلمين بغيرهم بالوحدة والحب. ويوجد فى شينجيانج أكثر من 23 ألف مسجد، بمعدل مسجد لكل نحو 400 مسلم، بما فى ذلك 8000 مسجد يقام بها صلاة الجمعة. وجامع جياماندا الذى مولت الحكومة الصينية إعادة بنائه، حافظ على النمط المعمارى التقليدى لقومية الأيغور. وتأسست الجمعية الإسلامية بشينجيانج فى سنة 1958. وبعد الإصلاح والانفتاح تم تباعا تأسيس أكثر من 80 جمعية إسلامية فى كامل أنحاء شينجيانج، تعنى بتنظيم مسابقات تلاوة القرآن ومحاضرات الوعظ إلى جانب تنظيم رحلات الحج وإقامة المدارس الدينية وأقسام تعليم القرآن. ومنذ 1995 شرعت الجمعية الإسلامية الصينية فى تنظيم مسابقة وطنية فى تلاوة القرآن والوعظ. وتحظى عادات وتقاليد الأقليات القومية الصينية باحترام وحماية كاملتين. حيث قامت شينجيانج بوضع قانون المواد الغذائية الحلال بمنطقة شينجيانج الويغورية ذاتية الحكم، لحماية العادات الغذائية الحلال لدى الأقليات الصينية. كما يتم احترام تقاليد الأقليات فى الدفن والجنائز. وتسعى شينجيانج إلى أن تكون درّة طريق الحرير الجديد، لتحقيق الحلم الصيني. والمساجد المبنية بالأسلوب المعمارى الإسلامى عادة ما تتكون من مصليات ومآذن دون أن تلحق بها مبان إضافية أساساً وفى الغالب لا توجد فيها أفنية. ونتيجة لتوسع أغراض المساجد فى الصين بعض الشيء بعد انتشار الإسلام فيها فلم تكن المساجد أماكن يقيم فيها المسلمون صلواتهم فحسب، بل صارت مراكز لممارسة أنواع شتى من الأنشطة. وتمشيا مع تطور “صيننة” المساجد شهدت الصين عددا كبيرا من المساجد المبنية على الأسلوب المعمارى الصينى التقليدى بالتتابع إلى جانب المساجد الإسلامية الطراز.