أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الوضوء قبل النوم أو قبل الأكل والشرب أو قبل معاودة الجماع مستحب عند جمهور الفقهاء، وليس فرضًا واجبًا، وذلك استنادًا إلى ما ورد من الأحاديث النبوية الصحيحة التي حثت على الطهارة والوضوء لما لهما من فضل وأثر في حياة المسلم اليومية. فضل الوضوء في الإسلام ذكرت النصوص الشرعية العديد من الفضائل المرتبطة بالوضوء، منها أنه يجلب محبة الله تعالى لعبده، لقوله سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]. كما أن الوضوء من أسباب مغفرة الذنوب، لما ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرجت من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء…" حتى يخرج الإنسان نقيًا من الذنوب بعد تمام وضوئه. الوضوء قبل النوم.. سنة نبوية مأثورة حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على النوم على طهارة، كما جاء في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، أن رسول الله قال: "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت وجهي إليك…" وبين العلماء أن الوضوء قبل النوم مندوب ومرغَّب فيه، لأن الإنسان قد تُقبض روحه أثناء نومه، فيُختم له بعمل صالح وهو الوضوء والدعاء. الوضوء قبل الأكل أو معاودة الجماع استدل جمهور الفقهاء بعدة أحاديث على أن الوضوء قبل الأكل أو الشرب أو الجماع مستحب وليس بواجب. فقد روى الإمام مسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: "كان إذا أراد أن يأكل أو ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة." وروى الإمام أحمد والترمذي عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رخَّص للجنب إذا أراد أن يأكل أو يشرب أو ينام أن يتوضأ وضوءه للصلاة، مما يدل على استحباب الطهارة في هذه الحالات دون وجوبها. آراء الفقهاء في حكم الوضوء لهذه الحالات ذهب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة إلى أن الوضوء في هذه المواضع سنة مستحبة، لأن الطهارة فُرضت لأعمال التعظيم كالصلاة والطواف، أما النوم والطعام والجماع فهي من العادات اليومية التي لا يُشترط فيها الوضوء، وإن كان الأفضل القيام به اتباعًا للسنة. بينما رأى أهل الظاهر وجوب الوضوء قبل النوم أو معاودة الجماع للجنب، استنادًا إلى ظاهر الأحاديث، إلا أن جمهور العلماء ردوا هذا الرأي مؤكدين أن النبي صلى الله عليه وسلم أحيانًا كان يجامع ثم ينام دون أن يتوضأ، مما يدل على أن الأمر للندب لا للوجوب. يُستحب للمسلم أن يتوضأ قبل نومه أو أكله أو شربه أو معاودة جماع زوجته، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، لما في ذلك من طهارة بدنية وروحية، وأجر عظيم، لكن الوضوء في هذه الحالات ليس فرضًا، ومن تركه فلا إثم عليه. تم نسخ الرابط