كشف مسؤولون أوروبيون أن روسيا صعدت تحركاتها العسكرية والدبلوماسية في أوكرانيا خلال الأيام الأخيرة، مستغلة خلافات واضحة بين واشنطن وعدد من عواصم الاتحاد الأوروبي بشأن آليات التوصل إلى سلام دائم. أفاد مسؤول أوروبي رفيع المستوى بأن اجتماعات عاجلة عُقدت لمناقشة مكالمات مطولة ومفاوضات مستمرة لساعات، وسط تحذيرات روسية متكررة من استعداد موسكو لأي تصعيد مع أوروبا. وأكد المسؤول أن هذه التحركات تضع عملية السلام في أوكرانيا تحت تهديد مباشر، مع احتمال أن تُفرض شروط موسكو على أي تسوية مستقبلية. روسيا تستغل الانقسامات الغربية كشف تقرير لمجلة "الجارديان" البريطانية، أن روسيا كثفت جهودها العسكرية والدبلوماسية لاستغلال الخلافات بين القادة الأوروبيين وواشنطن بشأن أوكرانيا. وأفاد المسؤولون الأوروبيون بأن الاجتماعات الأخيرة عُقدت بشكل عاجل لمناقشة نتائج مكالمات ومفاوضات مكثفة، لكنها أظهرت تباينًا واضحًا في الرؤى حول مسار السلام لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. وذكرت مصادر دبلوماسية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استغل هذه الانقسامات لإرسال رسائل تحذيرية، مؤكدًا استعداد بلاده لأي مواجهة محتملة مع أوروبا، ما يوضح أن السلام في أوكرانيا لم يعد وشيكًا كما كان متوقعًا سابقًا، بحسب الصحيفة البريطانية. اقرأ أيضًا: تركيا تستدعي سفير أوكرانيا والقائم بالأعمال الروسي بشأن هجمات في البحر الأسود مخاوف أوروبية من طموحات روسيا التوسعية منذ بدأ الحرب الروسية الأوكرانية قبل نحو أربع سنوات، ازدادت حدة المخاوف الأوروبية من نوايا موسكو التوسعية. وكشف قادة في فرنسا وألمانيا أن روسيا تمثل قوة مزعزعة للاستقرار، وأن أي خطة سلام يجب أن تأخذ ذلك في الاعتبار. وأفادت كايا كالاس، كبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، بأن "مكافأة الهجوم لن تؤدي إلا إلى مزيد منه"، مشيرة إلى أن أي تنازلات أو تهاون قد تُفسر كتشجيع لمزيد من الهجوم الروسي. خلاف وجهات النظر عبر الأطلسي بينما تركز أوروبا على ضبط روسيا ومحاسبتها، أفاد تقرير "الجارديان" أن بعض المسؤولين الأمريكيين يعاملون بوتين كزعيم عالمي عادي. ونقل التقرير تصريحات ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لدونالد ترامب، الذي قال: "أصدق كلامه في هذا الصدد"، في إشارة إلى رفض فرض السيطرة الروسية على المزيد من الأراضي الأوكرانية. وأضاف التقرير أن مواقف ترامب ونائبه جي دي فانس اعتبرت ودية تجاه موسكو، وهو ما جعل القادة الأوروبيين يشعرون بالإحباط من محاولة تعديل موقف الإدارة الأمريكية تجاه روسيا، فقط ليجدوه يتماشى جزئيًا مع سياسات موسكو. هجمات دبلوماسية متبادلة أفاد زير الخارجية الأوكراني السابق، دميترو كوليبا، أن واشنطن أطلقت ما وصفه ب "هجوم دبلوماسي مكثف" ضد أوكرانيا، لكن كييف، بدعم من عواصم أوروبية أخرى، نجحت في صد هذه الضغوط مؤقتًا. وأوضح أن هذه المكاسب قصيرة المدى، إذ لا تحقق انتصارًا حقيقيًا على الأرض، وإنما تضمن استقرارًا مؤقتًا. وأشار التقرير إلى أن هذا النمط روتيني، حيث تتكرر محاولات الضغط الأمريكية والرد الأوروبي، دون التوصل إلى حل نهائي. مخاوف من إعادة سيناريو ألاسكا ذكر التقرير أن النشاط الدبلوماسي الأخير يذكر بموقف أغسطس الماضي، عندما استضاف ترامب بوتين في ألاسكا. وأفاد مسؤولون أوروبيون أنهم اضطروا لتعديل جداول أعمالهم بسرعة للانضمام ل ارئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في واشنطن ضمن ما عُرف ب "حملة السحر الأوروبي الكبرى" لدعم أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، أكدت مصادر دبلوماسية استمرار سقوط الصواريخ والطائرات المسيرة على أوكرانيا ليلاً، لتذكير العالم بأن الحرب الروسية الأوكرانية ما زالت أداة موسكو الأساسية لتحقيق أهدافها. محادثات موسكو.. ضغوط جديدة على أوكرانيا كشف تقرير "الجارديان" أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وصل إلى موسكو برفقة صهر ترامب، جاريد كوشنر، في محاولة لمناقشة اتفاق سلام محتمل. وأفادت المصادر بأن القادة الأوروبيين أعربوا عن قلقهم من أن هذه المحادثات قد تضغط على أوكرانيا لتقديم تنازلات لصالح روسيا. وأشار التقرير إلى أن بوتين زعم سيطرة قواته على مدينة بوكروفسك الاستراتيجية، وهو ادعاء نُفي بسرعة من قبل الجيش الأوكراني وزيلينسكي، فيما شن بوتين هجومًا دبلوماسيًا متشدّدًا على الحكومات الأوروبية، متهمًا إياها بالوقوف إلى جانب الحرب من خلال محاولاتها تخريب عملية السلام، وأضاف: "روسيا لا تنوي محاربة أوروبا، ولكن إذا بدأت أوروبا، فنحن مستعدون الآن". استغلال موسكو للتناقض الغربي أفاد بيوتر ساور، مراسل الشؤون الروسية في صحيفة الجارديان، أن تصريحات بوتين الأخيرة بدت محاولة لاستغلال الخلاف بين واشنطن وأوروبا. وذكر أن روسيا ترى في هذا الوضع فرصة لتحقيق سلام بشروطها الخاصة، إما بفرض مطالبها على أوكرانيا، أو مواصلة القتال. وأكد التقرير أن موسكو تعتبر هذا السيناريو مربحًا، حيث يمكنها فرض شروطها على كييف مع استغلال الخلافات الغربية لتثبيت مكاسبها على الأرض.