عدنان أبو حسنة: تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتجديد تفويض الأونروا تاريخي    قرعة كأس العالم 2026.. مجموعة نارية للمنتخب السعودي    انتشال الجثة الرابعة من ضحايا أسرة ديروط بترعة الإبراهيمية في المنيا    إلهام شاهين تشارك جمهورها أحدث ظهور لها بمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي    "الجمعية المصرية للحساسية" يكشف أسباب تفشّي العدوى في الشتاء ويقدّم نصائح للعلاج(فيديو)    مصر و7دول يؤكدون رفضهم لأى محاولات لتهجير الفلسطينيين    رئيس اليمن الأسبق يكشف عن إهدار الفرص السياسية.. وإجبار سالم ربيع على الاستقالة    مراسم قرعة كأس العالم 2026 تجمع قادة الدول المضيفة في مشهد تاريخي (صور)    غارة أمريكية تقتل عميلا سريا في سوريا.. ما علاقة تنظيم «داعش»؟    فصل الكهرباء عن عدة قرى ببيلا في كفر الشيخ غدًا    حسام عبد المجيد وديانج على رأس لاعبين أبطال فيلم التجديد بالدوري المصري    التاريخ ويحصد ذهبية العالم تحت 21 سنة في كينيا    شاهد.. وزير المالية يعلن عن برنامج تمويلي جديد منخفض التكاليف للنمو والتوسع    وزارة «السياحة» تواصل رفع كفاءة خدمات الاتصالات بالفنادق والقرى السياحية    أحمد السبكي يكشف موعد طرح فيلم «الملحد» | شاهد    «الست».. بين وهج الاحتفاء فى «مراكش» وجدل السوشيال ميديا    بالأسماء.. تعرف على ال 6 متنافسين فى حلقة اليوم من برنامج دولة التلاوة    ننشر قسيمة زواج بوسي تريند البشَعة بالإسماعيلية ( خاص )    مراد مكرم : لا أشعر بأي غرور بعد نجاح دورى في مسلسل "ورد وشيكولاته"    وزير الخارجية يلتقي الجالية المصرية في قطر    كيف أتجاوز شعور الخنق والكوابيس؟.. أمين الفتوى يجيب بقناة الناس    وزارة العمل: وظائف جديدة فى الضبعة بمرتبات تصل ل40 ألف جنيه مع إقامة كاملة بالوجبات    حافظوا على تاريخ أجدادكم الفراعنة    "مسيحي" يترشح لوظيفة قيادية في وزارة الأوقاف، ما القصة ؟    القومي للمرأة يهنئ الفائزين بجوائز التميز الحكومي والعربي وأفضل مبادرة عربية    مصل الإنفلونزا وأمراض القلب    تفاصيل تخلص عروس من حياتها بتناول قرص حفظ الغلال بالمنيا بعد أشهر قليلة من زوجها    البريد المصرى يتيح إصدار شهادة «المشغولات الذهبية» من مصلحة الدمغة والموازين    الإسماعيلي يفوز على الإنتاج الحربي بهدف وديا استعدادا للجونة    سعر الأسماك مساء اليوم الجمعة 5 ديسمبر 2025    تأجيل محاكمة طفل المنشار وحبس المتهم بالاعتداء على طالب الشيخ زايد.. الأحكام × أسبوع    الصحة: فحص أكثر من 7 ملايين طالب ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر عن «الأنيميا والسمنة والتقزم» بالمدارس الابتدائية    مخالفات جسيمة.. إحالة مسؤولين بمراكز القصاصين وأبو صوير للنيابة    جامعة المنصورة الأهلية تشارك بمؤتمر شباب الباحثين لدول البريكس بروسيا    حلمي طولان: تصريحي عن الكويت فُهم خطأ وجاهزون لمواجهة الإمارات    إصابة سائقين وسيدة بتصادم توك توك وتروسيكل على طريق شارع البحر بمدينة إسنا.. صور    جامعة حلوان تنظّم ندوة تعريفية حول برنامجي Euraxess وHorizon Europe    شركة "GSK" تطرح "چمبرلي" علاج مناعي حديث لأورام بطانة الرحم في مصر    «الطفولة والأمومة» يضيء مبناه باللون البرتقالي ضمن حملة «16يوما» لمناهضة العنف ضد المرأة والفتاة    لتعزيز التعاون الكنسي.. البابا تواضروس يجتمع بأساقفة الإيبارشيات ورؤساء الأديرة    الصين وفرنسا تؤكدان على «حل الدولتين» وتدينان الانتهاكات في فلسطين    لجنة المسئولية الطبية وسلامة المريض تعقد ثاني اجتماعاتها وتتخذ عدة قرارات    طريقة استخراج شهادة المخالفات المرورية إلكترونيًا    بعد انقطاع خدمات Cloudflare.. تعطل فى موقع Downdetector لتتبع الأعطال التقنية    حريق مصعد عقار بطنطا وإصابة 6 أشخاص    "قبل ساعة الاستجابة.. دعوات وأمنيات ترتفع إلى السماء في يوم الجمعة"    خشوع وسكينه....أبرز اذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    محافظ كفر الشيخ: افتتاح مسجد عباد الرحمن ببيلا | صور    الأهلي يلتقي «جمعية الأصدقاء الإيفواري» في افتتاح بطولة إفريقيا لكرة السلة سيدات    سلوت: محمد صلاح لاعب استثنائي وأفكر فيه سواء كان أساسيًا أو بديلًا    لقاءات ثنائية مكثفة لكبار قادة القوات المسلحة على هامش معرض إيديكس    ضبط 1200 زجاجة زيت ناقصة الوزن بمركز منفلوط فى أسيوط    طريقة عمل السردين بأكثر من طريقة بمذاق لا يقاوم    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 5 ديسمبر 2025    مصر ترحب باتفاقات السلام والازدهار بين الكونغو الديمقراطية ورواندا الموقعة في واشنطن    كيف تُحسب الزكاة على الشهادات المُودَعة بالبنك؟    ننشر آداب وسنن يفضل الالتزام بها يوم الجمعة    الحصر العددي لانتخابات النواب في إطسا.. مصطفى البنا يتصدر يليه حسام خليل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكثر من 12 ألف طفل وطفلة يعيشون حياة طبيعية داخل أسر رحيمة
أمهات من ذهب |«الأخبار» ترصد مشاعر الأسر البديلة الكفالة تفتح بابًا للرحمة للأطفال فاقدى الرعاية الأسرية
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 04 - 12 - 2025

«أنا اتولدت من جديد.. أخيرًا بنتى بقت فى حضني.. حياتى بقى ليها طعم».. كلمات خرجت من قلوب الأمهات الحاضنات، تختصر سنين من الانتظار والاشتياق والأمل فى لحظة واحدة.. لحظة غمرت قلبهن بالحنان وغيّرت مجرى حياتهن إلى الأبد فهناك الكثير من الأمهات اللاتى فتحن قلوبهن قبل بيوتهن ليمنحن أطفالًا حُرموا من الدفء العائلى فرصة جديدة فى الحياة.. قصص إنسانية مؤثرة تنسج خيوطها فى صمت، وتكشف أن «الاحتضان» ليس مجرد إجراء رسمي، بل رحلة حب حقيقية تولد فيها أم جديدة، وطفل يجد بيته الأول.. وفى هذا التحقيق تزامنًا مع احتفاء العالم بالاحتضان خلال شهر نوفمبر من كل عام، وهى مناسبة تسلط الضوء على أهمية هذا الفعل الإنسانى فى تغيير مصائر الأطفال وبناء مجتمعاتٍ أكثر رحمة ودفئًا.. ففى السطور التالية، تستمع «الأخبار» إلى حكايات الأمهات الحاضنات، وتفتح أبوابًا على تفاصيل قد لا تُروى كثيرًا.. عن الفرح، والدموع، والبدايات الجديدة.
اقرأ أيضًا | في محاكم الأسرة.. عناد الأزواج يُشعل معارك الولاية التعليمية
«جيهان»: ابنتى منحتنى حياة جديدة
«كنت أحلم فقط أن أسمع كلمة ماما».. هكذا بدأت جيهان حسان حديثها، وهى أم كافلة وسيدة مُطلقة، اختارت أن تمنح قلبها وحنانها لطفلة صغيرة لتصبح لها أمًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
تقول جيهان: إنها فكرت فى الاحتضان منذ أكثر من عشرين عامًا، إذ كانت دائمًا تشعر بحب عميق تجاه الأطفال وحلم الأمومة لا يفارقها يومًا ومع مرور الوقت، قررت أن تحول هذا الحلم إلى حقيقة، فتوجهت إلى الشئون الاجتماعية التابعة لمنطقة سكنها، لتتعرف على الإجراءات والأوراق المطلوبة حتى قدمت طلبها.
وتضيف: «كانت الإجراءات طويلة ومتعبة، لكننى كنت أقطع كل خطوة وأنا أشعر بسعادة غامرة، أريد فقط أن أنتهى سريعًا لأضم ابنتى إلى حضني».
وحين حانت اللحظة المُنتظرة، تصفها جيهان بأنها لحظة لا تُنسى: «شعرت أننى وُلدت من جديد، وكأن الحياة بدأت من تلك اللحظة التى احتضنت فيها ابنتى كارما، وهى فى الثالثة من عمرها، وتبلغ اليوم السادسة».
لم تواجه جيهان اعتراضًا من أسرتها أو مجتمعها، بل كانت المفاجأة فى حجم الدعم والحب الذى أحاط بها، ومع مرور الوقت، تحولت حياة جيهان تمامًا، فصارت أكثر قوة وإصرارًا على تربية ابنتها لتصبح فتاة صالحة وناجحة تقول: «أصبحت لديّ طاقة كبيرة وطموح لا ينتهي، أريد أن أرى ابنتى واثقة بنفسها، حافظة لكتاب الله، وسبب فخرى فى الحياة».
وفى رسالتها لكل امرأة لم تُرزق بالزواج أو الأطفال، تقول: «لا تترددي، احتضنى طفلًا وامنحيه بيتًا وقلبًا دافئًا، فالأطفال مكانهم البيوت لا الدور، ابنتى منحتنى حياة جديدة، وردت إلى روحى معناها الحقيقي».
« آمال»: روان أعادت الحياة إلى قلبى
«أنا آمال، أم روان، عمرها الآن عشر سنوات وثلاثة أشهر، احتضنتها وهى بعمر سبعة أشهر وأسبوع واحد فقط».. بهذه الكلمات تبدأ آمال حديثها، قائلة: «فكرة الاحتضان بدأت تراودنى بعد ثلاث أو أربع سنوات من زواجي، حين شعرت بحاجة شديدة لأن أكون أمًا، لم يكن فى داخلى حلم أكبر من هذا».
تقول إنها عرفت الإجراءات بنفسها: «ذهبت إلى مديرية التضامن الاجتماعى وسألت عن الأوراق المطلوبة، وبدأت خطواتى بثقة وهدوء، لم أشعر بالخوف كما سمعت من كثيرات، كنت متحمسة بشدة وكأن قلبى يسبقنى فى كل خطوة».
ثم تبتسم وهى تتذكر اللحظة التى التقت فيها ابنتها لأول مرة: «عمرى كله لن أنسى تلك اللحظة، كانت سعادة لا تُوصف، قلبى كان يرقص من الفرح، لم أصدق أن حلمى سيتحقق أخيرًا، خصوصًا بعدما كان زوجى رافضًا للفكرة تمامًا فى البداية سنوات طويلة قضيتها فى إقناعه، إلى أن أراد الله ووافق، والحمد لله أصبحت روان أغلى ما فى حياته».
وتستكمل قائلة: « كنت أشعر وكأن العيد قادم... نظفت البيت من الألف إلى الياء، وجهزت ركنها الصغير، واشتريت ملابسها وكل مستلزماتها، كانت من أسعد لحظات حياتي. لم أكن أحتاج تهيئة نفسية، كنت مهيأة ربانيًا، فالرغبة فى الأمومة كانت تملأ كياني. الأسبوعان الفاصلان بين لقائنا الأول ويوم استلامها مرا كأنهما عامان».. وتشير إلى أنها لم تواجه أى اعتراض، بالعكس، بعض إخوتى شجعونى بشدة ووقفوا بجانبي، وجاءوا يباركون لى كأننى أنجبت بالفعل. وهناك من لم يأتِ، لكن لم يكن اعتراضًا مباشرًا، وأنا لم أهتم، كل ما كان يشغلنى أن أحقق حلمى بأن أصبح أمًا.
ولكن للأسف من أكثر المواقف ألمًا أن مدرسة رفضت قبول ابنتى فقط لأنها مكفولة، دون أى سبب آخر، وقتها لجأت إلى مؤسسة الاحتضان فى مصر، وكان لهم دور كبير فى دعمنا نفسيًا، سواء عبر جلسات الدعم الجماعى أو من خلال أطباء نفسيين ساعدونا على تجاوز تلك المرحلة، وعلى التعامل مع فكرة معرفة الطفلة لحقيقتها بهدوء ومحبة، وتؤكد أن روان غيرت حياتها بالكامل، قبلها كانت الحياة بلا طعم، لا المناسبات ولا التجمعات كانت تسعدها، كأن الدنيا كانت مظلمة، حتى جاءت هى وأنارتها، صارت ترى كل متع الحياة من جديد، كل شيء تفعله الآن من أجلها، كل خطوة فى حياتها تبدأ بها، وتختتم: «لم أكن أخاف على نفسى قبلها، أما الآن فأخاف على نفسى لأجلها هي».
وتوجه آمال رسالة إلى المجتمع قائلة: «أرجوكم، لا تنظروا نظرة سلبية إلى الأطفال المكفولين. هم لم يختاروا ظروفهم، وهم مثل أى طفل فى الدنيا، وُلدوا ليستحقوا الحب والرعاية، أتمنى أن تمنحهم الدولة فى المستقبل كل الحقوق مثل الأطفال البيولوجيين من الرقم القومى إلى فرص التعليم والالتحاق بالكليات العسكرية أو النوادى أو الخدمة الوطنية، فهؤلاء أطفال مصر أيضًا».
«الاحتضان» فى مصر رحلة إنسانية |رئيس المؤسسة: متابعة يومية وأنشطة ترفيهية للأطفال والأسر الكافلة
تسعى مؤسسات المجتمع المدنى بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى إلى تغيير نظرة المجتمع نحو الكفالة، باعتبارها ليست مجرد عمل خيرى أو إجراء قانوني، بل مسئولية إنسانية تعيد الحياة لأطفال حُرموا من دفء العائلة، وتمنح فى الوقت نفسه الأمل لأسر تبحث عن معنى الأمومة والأبوة، من بين هذه المؤسسات البارزة تأتى مؤسسة الاحتضان فى مصر، التى أصبحت منذ تأسيسها نقطة التقاء بين الأسر الراغبة فى الكفالة والدولة، لتسهيل الطريق نحو احتضان آمن ومسئول.
تقول يمنى دحروج، رئيس مجلس الأمناء بمؤسسة الاحتضان فى مصر: إن المؤسسة تابعة لوزارة التضامن الاجتماعى كمؤسسة رسمية غير هادفة للربح، وتعمل جنبًا إلى جنب مع الوزارة لدعم الأسر الكافلة ورفع وعى المجتمع حول فكرة الكفالة والأطفال المكفولين، موضحة أن المؤسسة لا تقتصر على نشر التوعية، بل تقدم أيضًا دعمًا عمليًا للأسر المقبلة على الكفالة، من خلال عقد ورش تدريبية والإجابة عن الاستفسارات اليومية، ليكون لدى كل أسرة صورة شاملة وواضحة عن الخطوات والإجراءات وكيفية التعامل مع الطفل نفسيًا واجتماعيًا منذ لحظة استقباله وحتى اندماجه الكامل داخل الأسرة.
وتشير دحروج إلى أن الخطوة الأولى تبدأ عادة بانضمام الأسر إلى المجموعة الخاصة بالمؤسسة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يمكنهم قراءة تجارب الأسر الكافلة والاستماع إلى تجارب حقيقية لأمهات وآباء خاضوا التجربة بالفعل. بعد ذلك، يتم التواصل المباشر عبر تطبيق «واتساب» لتقديم الدعم والإجابة عن أى أسئلة، ثم توجيههم إلى إدارة الشئون الاجتماعية التابعة لمحل سكنهم لبدء الإجراءات الرسمية.
كما تشدد على أهمية حضور ورشة تأهيلية مدتها ثلاثة أيام متتالية، تُكرر كل ثلاثة أشهر، لتدريب الأسر على مفاهيم الكفالة وكيفية تربية الطفل فى بيئة آمنة ومحبّة، وهى خطوة أساسية قبل استلام الطفل.
ومن الناحية الإدارية، تتعامل المؤسسة بشكل مباشر مع قسم الرعاية البديلة داخل وزارة التضامن الاجتماعي، بالإضافة إلى مكاتب الشئون الاجتماعية فى كل محافظة ومن خلال هذا التعاون، تمكنت المؤسسة خلال السنوات السبع الماضية من إتمام كفالة أكثر من 3 آلاف طفل، وهى إنجازات ملموسة ساهمت فى إخراج مئات الأطفال من دور الرعاية إلى حضن أسر دافئة.
وتضيف: أن هناك بالفعل إقبالًا متزايدًا على الكفالة فى السنوات الأخيرة، لكن الأهم هو أن تكون الأسرة مُؤهلة نفسيًا وفكريًا لتلك الخطوة، مؤكدة أن الوعى أهم بكثير من القدرة المادية، وتشترط الوزارة تقديم ما يثبت الدخل المادي، والمؤهل الجامعي، فضلًا عن إجراء بحث اجتماعى ميدانى فى منزل الأسرة للتأكد من بيئة السكن والمستوى الاجتماعى والتعليمي.
وتستغرق إجراءات الكفالة فى الوقت الحالى من ستة إلى تسعة أشهر، وتشرف عليها وزارة التضامن الاجتماعى من خلال موظفة مختصة بكل أسرة، تتابعها بزيارات ميدانية كل ثلاثة أشهر، أما مؤسسة الاحتضان، فدورها لا ينتهى بعد إتمام الكفالة، بل يستمر عبر متابعة يومية من خلال مجموعات «واتساب» وأنشطة ترفيهية وتثقيفية للأطفال والأسر، بهدف خلق مجتمع داعم يشعر الجميع فيه بأنهم عائلة واحدة.
لكن رغم الجهود الكبيرة، لا تزال هناك تحديات حقيقية تواجه عملية الكفالة، من أبرز هذه التحديات: اختلاف الإجراءات من مديرية إلى أخرى أو من محافظة لأخرى، مما يسبب ارتباكًا للأسر، كما أن الاستعلام الأمنى قد يتأخر لفتراتٍ طويلة تصل أحيانًا إلى عام كامل، وهو ما يؤدى إلى بقاء الأطفال داخل دور الرعاية لفتراتٍ أطول دون مبرر، مضيفة أن المجتمع لا يزال فى حاجة إلى مزيد من الوعى لتقبل فكرة الكفالة، فبعض الأسر تواجه مواقف صعبة أو عباراتٍ جارحة عند استخراج أوراق رسمية تخص الطفل، خصوصًا إذا كان كبيرًا بما يكفى ليدرك ما يُقال، وهو ما يسبب له أذى نفسيًا بالغًا.. ورغم تحسن نظرة المجتمع بشكل ملحوظ فى السنوات الأخيرة، تؤكد يمنى دحروج أن بعض أشكال الرفض لا تزال قائمة، ليس تجاه فكرة الكفالة نفسها، بل تجاه حق الطفل المكفول فى أن يعيش حياة طبيعية ويحصل على كل حقوقه القانونية والاجتماعية، مشيرة إلى أنه فى حال حدوث أى إساءة أو تعسف فى معاملة الطفل من قبِل الأسرة الكافلة، يتم التدخل مباشرة بالحوار، وإذا لزم الأمر يتم إبلاغ الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات القانونية.
كما توضح أن تخلى الأسرة عن الطفل بعد كفالته يُعد جريمة أخلاقية وإنسانية قبل أن تكون قانونية، لأنه يسبب للطفل «صدمة فقد ثانية» لا يمكن محوها، والإجراء فى هذه الحالة يكون غرامة قدرها 20 ألف جنيه، إلا أن بعض الأسر التى تمر بظروفٍ مالية صعبة قد تتقدم بطلب استثناء من الشرط الجزائي، وفى كل الأحوال يتم إيداع المبلغ فى دفتر الطفل المُتخلى عنه لضمان حقه المادى مستقبلاً.
«منى».. آنسة بدرجة أم
«لم أكن أتصور أن الحلم القديم يمكن أن يعود فى لحظة صدفة.. كنت دائمًا أفكر فى الاحتضان وأنا صغيرة».. هكذا بدأت منى، أستاذة جامعية، تحكى قصتها وهى تحتضن طفلها ذا الثلاث سنوات، فتقول: إن البداية كانت عبر صديقتها التى دلتها على مؤسسة مختصة، ثم واجهت مشكلاتٍ فى التقديم، «تعرفت بعدها على شخص من مؤسسة أخرى وقف إلى جوارى وشرح لى الكثير من التفاصيل حول الإجراءات والقانون، وبدأت التواصل مع وزارة التضامن من وقت مبكر، لأن حالتى كانت تحتاج لجنة عليا».
وتضيف: «الطريق لم يكن سهلاً، فالإجراءات طالت بسبب جائحة كورونا، ومرض اللجنة مرة، والموظفة مرة أخرى، وبين التأجيل والتغيير كنت أبدأ من جديد، إلى أن جاء الميعاد وسارت الأمور أخيرًا كما تمنيت».
كانت منى تبحث عن طفلة، لكنها تقول بابتسامةٍ ملؤها الرضا: « يبدو أن النصيب كان مكتوبًا لطفل، كما أن الحامل لا تختار، كذلك الكافلة لا تعرف ما الذى ينتظرها كنت أبحث عن بنت، لكنى رأيت صورة طفل فى صفحة الأطفال المفقودين. سافرت إلى محافظة أخرى لأراه، وكنت أول من يلتقيه، واجهت معوقاتٍ كثيرة أكثر من أى مرة سابقة، لكننى أكملت الطريق حتى تمت اللجنة العليا وأصبح ابنى بين يدي».
منى لم تتزوج بعد، وتعيش مع أسرتها، وتقول بحزم: «من سيتقدم لى يومًا، عليه أن يرضى بابنى ويقبله، وإلا فلا، وهذا كان سؤالى فى اللجنة، وكان ردى وقتها هو نفسه الآن: هو ابني، ومن لا يتقبله لا مكان له فى حياتي».
وتصف استعدادها ليوم الاحتضان قائلة: « بدأت أجهز كأى أم تنتظر مولودها، السرير، الملابس، أول لعبة.. لكن الاختلاف كان فى يوم الاستلام، فى حقيبة السفر، ومقاسات الملابس التى لا أعرفها، وفى القلق من احتياجاته الصحية الصغيرة كنت أستعد له وأنا لا أعرفه بعد، لكن قلبى كان مستعدًا منذ البداية».
أما عن نظرة المجتمع، فتقول: إن دائرتها المقربة كانت مليئة بالحب والترحيب، لكن المجتمع الخارجى لا يزال يحمل نظرة غير مُنصِفة: «الأصعب أن البعض يرفض فكرة أن أكون أماً لابني، ويعتبرها عملاً خيرياً لا علاقة له بالأمومة، لكنى لا أقبل تعريفًا غير أنى «أمه»، كما هو ابني».
«أم ساجد»: قلبى اختاره قبل عينى
لم تكن الأمومة بالنسبة لها مجرد حلم مُؤجل، بل كانت إحساسًا يسكن قلبها منذ سنوات، تقول «أم ساجد»: إنها كانت دائمًا تتمنى أن تضم طفلًا تمنحه الحنان والرعاية، وتراه يكبر بين يديها، لكنها كانت تخطط لأن تكون خطوة الاحتضان بعد الإنجاب، ليكون الطفل المكفول هو الثانى فى أسرتها، غير أن القدر كان له ترتيب مختلف، فلم يحدث نصيب فى الإنجاب، فقررت أن تبدأ رحلة الأمومة بطريقتها الخاصة، واحتضنت طفلها منذ ثلاث سنوات.. عرفت طريق الكفالة من خلال متابعتها لإحدى المؤسسات عبر موقع «فيسبوك». تواصلت معهم، وسألت عن الإجراءات، ثم توجهت إلى الشئون الاجتماعية وقدمت أوراقها، وتصف التجربة بأنها سهلة من حيث الخطوات، لكنها طويلة ومرهقة من حيث الوقت، إذ استغرقت عدة شهور من الانتظار الممزوج بالخوف والقلق من المجهول.
أما اللحظة التى التقت فيها بطفلها للمرة الأولى، فكانت كما تصفها «نقطة تحول فى حياتي»، فكان زوجها هو أول من تعلق بالطفل، رغم أن العاملين فى الدار أخبروهما أن الطفل مريض وربما يعانى من مشكلة فى الجينات أو المخ، إلا أن زوجها أصر قائلًا: إنه ابنه ولن يتراجع عن قراره، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من سلامته، بدأت الأم تزور الطفل يوميًا حتى صار جزءًا من حياتهما، ثم عاد معهما إلى البيت لينير أيامهما.
تقول: إنها أعدت بيتها بالكامل لاستقبال طفلها، وجهزت غرفته واشترت له ملابسه وألعابه، كما تابعت مع طبيبة متخصصة فى الرضاعة لتتعلم كيفية الإرضاع الطبيعي، حتى يتمكن جسدها من إنتاج اللبن ويشعر الطفل بارتباط جسدى وعاطفى بها، ومع مرور الأيام، لم تعد ترى أى فرق بينه وبين أى طفل وُلد من رحمها، فقد أصبح فى نظرها «ابنها الحقيقي».
وللأسف واجهت بعض التعليقات من الغرباء، لكنها لم تهتم بها، بينما رحبت أسرتها بالطفل بحب كبير، وتقول: إنها كانت ترد على أى تعليق ببساطة قائلة: «هو ابني، ولا فرق بيننا» ورغم حصولها على ساعة رضاعة فى عملها بفضل شهادة الميلاد وعقد الكفالة، فإنها واجهت صعوبة فى الحصول على إجازة رعاية طفل، الأمر الذى جعل الأيام الأولى بعد الاحتضان صعبة عليها وعلى طفلها معًا.
لم تتوقف الصعوبات عند ذلك الحد، فالإجراءات الورقية تمثل لها تحديًا كبيرًا حتى اليوم. فكل معاملة تخص الطفل تحتاج وقتًا وجهدًا طويلين، وتشعر أحيانًا أن التعامل مع الأم الحاضنة ليس بنفس سهولة الأم البيولوجية، وتقول بحزن: إنها كثيرًا ما عادت من المصالح الحكومية منهارة من كثرة التعقيدات وعدم التعاون، لكنها فى كل مرة تتذكر وجه طفلها فتنسى كل التعب.
وتستكمل: تغيرت حياتها بالكامل بعد دخول ساجد إلى بيتها، فقد صار محور اهتمامها الأول، اكتشفت لديه تأخرًا بسيطًا فى النطق، وسارعت بعلاجه بمساعدة إخصائى تخاطب تفهّم حالته ودعمه. واليوم، بعد مرور ثمانى سنوات على عمره، أصبح طفلًا مُفعمًا بالطاقة، يحب الرياضة ويملأ البيت فرحًا وضحكًا، وتؤكد أمه أنها لا تستطيع تخيل حياتها من دونه.
دفء الكفالة.. علاج لجراح التخلى
فى الوقت الذى يحتفل فيه العالم بشهر الاحتضان، تظل الكفالة فى مصر بابًا من الرحمة يفتح للأطفال فاقدى الرعاية الأسرية طريقًا جديدًا للحياة، ويمنحهم شعورًا بالأمان والانتماء بعد سنواتٍ من الوحدة والحرمان فالحضن الواحد قد يكون العلاج الأصدق لجراح كثيرة لا تُرى بالعين.
تؤكد الدكتورة هاجر عبدالعال سيد، استشارى نفسى وتربوى ومديرة قسم التدريب والدعم النفسى بمؤسسة الاحتضان فى مصر، أن العديد من الدراسات النفسية أثبتت أن الطفل المحروم من رعاية الوالدين يعانى من ضعف كبير فى نموه النفسى والعاطفي، على عكس الطفل المكفول الذى يعيش داخل أسرة توفر له الدعم والاحتواء، إذ يكون نموه النفسى أسرع وأكثر توازنًا.
وتشير إلى أن معظم الأطفال فى دور الرعاية أو الأيتام يعانون مما يُعرف ب «متلازمة التخلي»، وهى حالة نفسية سلوكية تنتج عن شعور الطفل بالتخلى من قِبل والديه البيولوجيين، مما يخلق بداخله إحساسًا دائمًا بعدم الأمان وفقدان الثقة بالآخرين، موضحة أن الطفل يبدأ فى تكوين هذه المشاعر منذ شهوره الأولى وحتى عمر الثلاث سنوات، ثم تبدأ الذاكرة فى محو التفاصيل تدريجيًا، لكن الأثر النفسى يظل راسخًا داخله.
وتؤكد أن علاج هذه المتلازمة لا يكون بالأدوية أو الجلسات فقط، بل يبدأ من خلال الكفالة، التى تمنح الطفل بيئة أسرية آمنة وصحية نفسيًا، قادرة على تربيته تربية سوية، وتمنحه شعورًا بالحب والانتماء والاستقرار.
وترى أن مكان هؤلاء الأطفال ليس دور الرعاية، بل البيوت التى تحتضنهم بحب ووعى وفهم لتحديات الكفالة، فالكفالة من وجهة نظرها تمثل المضاد الحيوى لجروح التخلي، لأنها تداوى وجدان الطفل وتمنحه ما يحتاجه من دفء واحتواء وأمان.
ومن خلال مقابلاتها الميدانية داخل دور الأيتام، كشفت د. هاجر عن أن معظم الأطفال عندما يتساءلون عن أحلامهم، يجيبون بإجاباتٍ متشابهة: «حلمى أعيش وسط أسرة، حتى لو كانت فقيرة، المهم يكون عندى بيت وأم وأب»، وتصف هذه الإجابات بأنها تختصر المعنى الحقيقى للكفالة وتبرز قيمتها من الناحية النفسية، فالشعور بالأمان والحب والانتماء والحنان هو ما يصنع إنسانًا سويًا قادرًا على التفاعل مع مجتمعه.
وتوضح أن الكفالة الآمنة والواعية هى الأساس فى نجاح التجربة، إذ يجب أن تكون الأسرة التى تقدم على الكفالة مدركة لمسئوليتها الإنسانية، قادرة على تقبل الطفل كما هو، بعيوبه ومميزاته، وتعامل الكفالة على أنها علاقة أبدية لا مشروع مؤقت. وتشير إلى أن بعض الأسر قد تتعامل مع الكفالة كوسيلة للشهرة أو كتعويض عن فقد الإنجاب أو لإيجاد ونس لطفلها البيولوجي، وهو ما ترفضه تمامًا، لأن الكفالة الحقيقية كما تقول «حياة تُبنى على الحب، لا على الاحتياج».
وترى أن الأسرة الواعية هى التى تدرك أن الكفالة مسئولية كبيرة تبدأ بالنية الصادقة والرغبة فى العطاء، وتنتهى بخلق إنسان جديد متوازن نفسيًا ومجتمعيًا. فالكفالة تمنح الطفل حقه فى الحياة الطبيعية بلا قيود ولا أسوار، وتتيح له تكوين صداقاتٍ وعلاقات اجتماعية، وتغرس بداخله الشعور بأنه جزء من أسرة حقيقية تنتمى إليه وينتمى إليها، ليصبح فردًا نافعًا فى مجتمعه قادرًا على بناء مستقبله بثقة وحب.
حنان: بنتى هى نور بيتنا
لم تكن فكرة الاحتضان جديدة على حنان، فهى تعرف دور الأيتام منذ سنواتٍ طويلة من خلال صديقتها التى كانت تدير إحدى هذه الدور فى منطقة الهرم، كانت تزورها كثيرًا وتشارك فى أنشطة تطوعية مختلفة، حتى أصبحت هذه الأماكن مألوفة بالنسبة لها، مأوى لقلوب صغيرة تنتظر دفء الأمهات، وتقول: إنها كانت تشعر دائمًا أن بين هؤلاء الأطفال من يحتاجها، لكنها لم تكن تتخيل أن يأتى اليوم الذى تصبح فيه واحدة من الأمهات الكافلات.
حنان، وهى ربة منزل تمتلك مشروعها الخاص وحاصلة على درجة الدكتوراة، متزوجة ولديها ابن فى الجامعة، كانت تشعر أن حياتها تسير بوتيرة طبيعية، لكن بداخلها حنين لأمومة جديدة، بدأت الفكرة تراودها منذ أكثر من ثمانى سنوات، وتعمقت عندما بدأت العمل التطوعى مع مؤسسة الاحتضان فى مصر، حيث كانت تساعدهم فى تصميم المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي. ومع الوقت، اقتربت أكثر من مجتمع الأسر الكافلة، حضرت ورشًا مختلفة، وشاهدت أطفالًا كبروا فى كنف أسر احتضنتهم، ورأت فى عيونهم امتنانًا وطمأنينة جعلتها تدرك أن هؤلاء الصغار يحتاجوننا بصدق، ليس فقط كمأوى، بل كعائلة تمنحهم الأمان والدعم.. عندما طرحت فكرة الاحتضان على زوجها وابنها، فوجئت بترحيب كبير من كليهما. ومن خلال المؤسسة، عرفت الخطوات الرسمية والإجراءات المطلوبة.
تقول: إن وزارة التضامن الاجتماعى كانت متعاونة للغاية فى كل المراحل، وهو ما أدهشها وساعدها على تجاوز رهبة البداية، ورغم أن جائحة كورونا عطلت استكمال الأوراق لفترة، فإنها تابعت الأمر بإصرار بعد انتهائها، حتى اكتملت الرحلة بفضل الله.
وتوضح حنان: أن الإجراءات الورقية كثيرة ومعقدة أحيانًا، وتتمنى أن يتم تطبيقها إلكترونيًا بالكامل لتخفيف العبء عن الأسر، مشيرة إلى أنها كانت تتمنى احتضان طفلة رضيعة، وهو العمر الأكثر طلبًا بين الأسر الكافلة. وبعد إنهاء جميع الأوراق، تم التواصل معها خلال أسبوع، وزارت عدة أطفال رضع لكنها لم تشعر بالاتصال العاطفى مع أيٍ منهم، حتى جاء اليوم الذى التقت فيه بطفلتها للمرة الأولى، تروى تلك اللحظة قائلة: « كنت خائفة ألا أشعر بها، لكن بمجرد أن نظرت فى عينيها دمعت عيني، وسكن حبها قلبى فورًا دون سابق إنذار، فكان إحساسًا لا يُوصف».. بعد عشرة أيام فقط، أنهت جميع الإجراءات، وكانت الطفلة قد أنارت بيتها وحياتها معًا، بعدما أعدت منزلها بكل التفاصيل الصغيرة: اشترت الملابس والألعاب، ورتبت الغرفة الجديدة، وأخبرت أهلها وأهل زوجها بالفكرة منذ البداية، فوجدت منهم دعمًا وتشجيعًا كبيرين، منوهة إلى أن مسلسل «ليه لأ» الذى تناول قضية الكفالة فى تلك الفترة ساعد أيضًا فى نشر الوعى وتقبّل المجتمع للفكرة.
أما عن التحديات، فتوضح حنان: أن مرحلة إرضاع طفلتها كانت شاقة جدًا خصوصًا بعد إصابتها ببعض المتاعب الصحية عقب جائحة كورونا. ومع ذلك، أصرت على إتمامها إيمانًا بأن الأمومة ليست مسألة بيولوجية، بل علاقة قلبية وروحية لا تحدها الجينات.
وترى حنان: أن بنتها أدخلت السعادة إلى بيتها، وأنها تشعر كل يوم بالامتنان لهذه النعمة، لكنها لا تخفى وجود تحديات قانونية تحتاج إلى تطوير، فإجراءات السفر أو فتح حسابات إدخارية للطفل مُعقدة جدًا، إذ لا تعامل الأسرة الكافلة كأقارب من الدرجة الأولى، بل كمندوبين عن الوزارة، وتقول بأسف: «حتى استخراج جواز السفر أو السفر المؤقت يحتاج إلى خطاب عدم ممانعة من الشئون، وكأننا أوصياء مؤقتون لا آباء وأمهات».. وتطالب بتعديل بعض البنود فى القوانين المنظمة للكفالة، مثل: بند الهبة الذى ينص على أن أى أموال أو ممتلكات تُمنح للطفل تصبح تحت إشراف الوزارة، وترى أن هذا الأمر يحتاج إلى معالجة قانونية تضمن حقوق الطرفين، وتمنح الأسرة شعورًا بالاستقرار والملكية الحقيقية لما تقدمه لطفلها.
وتشير إلى أن عقد الكفالة يتضمن أيضًا بندًا يمنح وزارة التضامن الحق فى إلغائه فى أى وقت، وهو ما يسبب مشكلات فى بعض الدول التى تُقدم إليها طلبات إقامة أو سفر، إذ لا تعترف هذه الدول بالكفالة باعتبارها نوعًا من التبني، لذا تتمنى إيجاد حل لهذه المشكلة.
تحسين منظومة الكفالة وتطبيق إجراءات الحوكمة
تشهد مصر فى السنوات الأخيرة طفرة كبيرة فى ملف رعاية الأطفال فاقدى الرعاية الأسرية من خلال نظام «الأسر البديلة الكافلة»، وهو أحد أكثر البرامج الاجتماعية إنسانية وتأثيرًا فى تحقيق الاستقرار النفسى والاجتماعى للأطفال، وقد بدأت وزارة التضامن الاجتماعى فى تنفيذ خطة شاملة لتطوير المنظومة، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، لتصبح الكفالة تجربة منظمة وآمنة تضمن «حق الطفل فى أسرة».
وقد أكدت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، أنه تم العمل على تحسين منظومة الكفالة وتطبيق إجراءات الحوكمة عند تسليم الأطفال بحيث يتم التسليم مركزياً من الوزارة عن طريق لجنة تنعقد أسبوعيًا مُشكلة من مسئولى الإدارة العامة للرعاية المؤسسية والأسرية ومسئولى إدارة الأسر البديلة الكافلة بالوزارة ومسئولى المديرية ومسئولى دار الرعاية الاجتماعية التى تم اختيار الطفل منها وبحضور الأسرة البديلة الكافلة، ويتم توقيع عقد الكفالة من الأسرة البديلة الكافلة.
وأوضحت أن نظام الأسر البديلة الكافلة يهدف إلى توفير أوجه الرعاية المتكاملة للأطفال، داخل أسرة بديلة كافلة توفر لهم الرعاية الأسرية الشاملة وتلبى احتياجات الأطفال فاقدى الرعاية الأسرية تحقيقًا لمصلحتهم الفُضلى.
كما أشارت الدكتورة مايا مرسى إلى أن منظومة الأسر البديلة الكافلة فى مصر تشهد تطورًا واسعًا، حيث قامت الوزارة بتسليم عدد 480 طفلاً وطفلة لأسر بديلة كافلة، وذلك خلال الفترة من يوليو 2024 وحتى الآن، وذلك بالمقارنة بالعام الماضي، حيث تم كفالة 321 طفلاً بزيادة مقدارها 159 طفلاً وطفلة، ويبلغ بذلك إجمالى عدد الأطفال المكفولين داخل أسر بديلة كافلة 12142 طفلاً وطفلة بعدد 11892 أسرة بديلة كافلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.