في بداية هذا العام تعرضت لأزمة قلبية والحمد لله فقد تعافيت منها وأتعاطى أدويتي بانتظام: موسع للشرايين، خافض للكولستيرول مع الأسبرين. هل في ذلك ما يتعارض من تناول مصل الإنفلونزا الآن، وهل بالفعل يوفر المصل حماية مطلقة من الإصابة بالإنفلونزا؟ بداية أي مصل أو لقاح لا يوفر حماية مطلقة من أي مرض، لكنه بلا شك يوفر حماية إلى حد يقارب الكمال من المرض، لكنه في حالات قليلة قد يكون الميكروب أكثر شراسة من احتمال مناعة الإنسان بعد التظعيم. في حالة تطعيم الإنفلونزا، هو بلا شك حماية لمريض القلب من خطر الإصابة بالإنفلونزا الموسمية، وليس هناك أي مانع من تناوله إلا إذا كان الإنسان يعاني من مكونات المصل، وهذا أمر عام ينسحب على الجميع، ومنهم مريض القلب. تأتي أهمية تناول المصل لمريض القلب من أن الإصابة بالإنفلونزا قد تضاعف أثر مرض القلب أي كان، بل قد تتسبب في وفاة المريض نتيجة لجلطة الشرايين التاجية أو جلطة المخ. الإنفلونزا أيضاً تزيد من حدة هبوط القلب، بل قد تتسبب في ترسب مكونات الجلطة لتسد الشرايين التاجية بصورة أسرع من المعتاد، أو أيًضا تتسبب في انفجارها، رغم أن التفسيرات لتلك التداعيات مبهمة، فإنها واردة ومثبتة في تقارير مرضى القلب في المستشفيات. الإصابة بالإنفلونزا خاصة لدى كبار السن تذكي تداعيات الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل أزمات التنفس ومرض السكر. هناك أيضاً احتمالات أن تصاب عضلة القلب بالضرر المباشر من جراء الإصابة بفيروس الإنفلونزا الموسمية، حيث يقل محتوى الخلايا من الأكسجين فتضطر الخلايا للعمل تحت ضغط يعرضها للفشل في مهمتها. تناول مصل الإنفلونزا الموسمية يقِي الإنسان بصورة كبيرة من خطر الإصابة بها، حتى لو حدث، فإن الإصابة تبدو أخف بكثير من تلك الهجمة الشرسة التي تطيح بمناعة الإنسان الذي لم يستعد لها. في تقارير حديثة، يشير العلم إلى أن المصل يقِي بصورة ما من الإصابة بالأزمات القلبية، خاصة لدى كبار السن من مرضى القلب، بنسبة قد تصل إلى خمسين بالمائة عند احتمالات الإصابة بها. لذا فالواقع أن تناول الإنفلونزا أمر واجب لحماية مريض القلب من إصابة قوية بالإنفلونزا الموسمية، كذلك من تداعيات مرض القلب ذاته.