خالد أبو بكر: «الدولار في النازل» والعجلة بدأت تدور    جهود «التضامن» في سيناء.. أكثر من 3 مليارات جنيه مساعدات للأسر الأولى بالرعاية    ارتفاع أسعار النفط 1% بعد قراءة بيانات نمو الاقتصاد الأمريكي    البنتاجون: الولايات المتحدة بدأت بناء رصيف بحري في غزة    عودة الشحات وإمام عاشور.. قائمة الأهلي لمواجهة مازيمبي    حمادة أنور ل«المصري اليوم»: «الزمالك قادر على تحقيق نتيجة إيجابية أمام دريمز»    تعرف على موعد سقوط الأمطار والسيول هذا الأسبوع.. هل يعود الشتاء؟    وصول سيد رجب ورانيا يوسف لحفل افتتاح مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    «السبكي»: جاهزون للمرحلة الثانية من التأمين الصحي.. وقدمنا 40 مليون خدمة بجودة عالمية    التنمية المحلية تزف بشرى سارة لأصحاب طلبات التصالح على مخالفات البناء    الجيل: كلمة الرئيس السيسي طمأنت قلوب المصريين بمستقبل سيناء    «ترشيدًا للكهرباء».. خطاب من وزارة الشباب ل اتحاد الكرة بشأن مباريات الدوري الممتاز    موقف ثلاثي بايرن ميونخ من مواجهة ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا    «القاهرة الإخبارية»: دخول 38 مصابا من غزة إلى معبر رفح لتلقي العلاج    رغم ضغوط الاتحاد الأوروبي.. اليونان لن ترسل أنظمة دفاع جوي إلى أوكرانيا    جمال شقرة: سيناء مستهدفة منذ 7 آلاف سنة وبوابة كل الغزوات عبر التاريخ    أحمد عبد الوهاب يستعرض كواليس دوره في مسلسل الحشاشين مع منى الشاذلى غداً    محمد الباز: لا أقبل بتوجيه الشتائم للصحفيين أثناء جنازات المشاهير    عبد العزيز مخيون عن صلاح السعدني بعد رحيله : «أخلاقه كانت نادرة الوجود»    دعاء قبل صلاة الفجر يوم الجمعة.. اغتنم ساعاته من بداية الليل    بيان مهم للقوات المسلحة المغربية بشأن مركب هجرة غير شرعية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    لماذا حذرت المديريات التعليمية والمدارس من حيازة المحمول أثناء الامتحانات؟    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    انخفضت 126 ألف جنيه.. سعر أرخص سيارة تقدمها رينو في مصر    بعد تطبيق التوقيت الصيفي.. تعرف على مواقيت الصلاة غدًا في محافظات الجمهورية    هل الشمام يهيج القولون؟    أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية بالاستفزازية    العثور على جثة مسن طافية على مياه النيل في المنصورة    فيديو.. مسئول بالزراعة: نعمل حاليا على نطاق بحثي لزراعة البن    عامل يتهم 3 أطفال باستدراج نجله والاعتداء عليه جنسيا في الدقهلية    يمنحهم الطاقة والنشاط.. 3 أبراج تعشق فصل الصيف    مدرب يد الزمالك يوجه رسائل تحفيزية للاعبين قبل مواجهة أمل سكيكدة الجزائري    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    استجابة لشكاوى المواطنين.. حملة مكبرة لمنع الإشغالات وتحرير5 محاضر و18حالة إزالة بالبساتين    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    وزير الرياضة يشهد انطلاق مهرجان أنسومينا للألعاب الإلكترونية    دعاء الاستخارة بدون صلاة .. يجوز للمرأة الحائض في هذه الحالات    مدرب صن دوانز: الفشل في دوري الأبطال؟!.. جوارديولا فاز مرة في 12 عاما!    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    جامعة حلوان توقع مذكرتي تفاهم مع جامعة الجلفة الجزائرية    طريقة عمل مافن الشوكولاتة بمكونات بسيطة.. «حلوى سريعة لأطفالك»    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    مشايخ سيناء في عيد تحريرها: نقف خلف القيادة السياسية لحفظ أمن مصر    الرئيس السيسي: خضنا حربا شرسة ضد الإرهاب وكفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة    أبطال سيناء.. «صابحة الرفاعي» فدائية خدعت إسرائيل بقطعة قماش على صدر ابنها    مستقبل وطن: تحرير سيناء يوم مشهود في تاريخ الوطنية المصرية    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    خبير في الشؤون الأمريكية: واشنطن غاضبة من تأييد طلاب الجامعات للقضية الفلسطينية    معلق بالسقف.. دفن جثة عامل عثر عليه مشنوقا داخل شقته بأوسيم    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    ملخص أخبار الرياضة اليوم.. إيقاف قيد الزمالك وبقاء تشافي مع برشلونة وحلم ليفربول يتبخر    الهلال الأحمر يوضح خطوات استقبال طائرات المساعدات لغزة - فيديو    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأسر البديلة.. حياة جديدة لقلوب محرومة
نرصد نماذج نجاح لكفالة الأيتام من شابات لم يسبق لهن الزواج.. وأسر حرمت من الإنجاب

قال صلى الله عليه وسلم «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة»، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى، عظم الله مكانة من يكفل طفل حُرم من أبويه منذ نعومة أظافره، ليبيح ديننا الحنيف الكفالة لتكون بابًا من النور يفتح على حياة بديلة عن الحرمان من حنان الأمومة والأبوة وذلك بإتاحة كفالة الأيتام في منازل الأسر البديلة، لمن حرمت من أن تكون أما لطفل من دمها، ويحقق حلم الأب في أن يكون له ولد، ويدخل الأمان والطمأنينة في قلب طفل لا ذنب له في أن يكون بلا أبوين.
وللتيسير على راغبي الكفالة، كان قانون الكفالة قد تم تعديله بمزيد من المواد التي تيسر الأمر علي من يريد، وفي هذا التقينا عددا من النماذج التي قامت بكفالة طفل كان نقطة تحول في حياتهم، وأصبح هو محور دنيتهم.
قامت «الأخبار المسائي» بمحاورة عدد من المتكفلين بهؤلاء كريمي النسب من واقع تجارب حقيقية عاشوها، وتؤكد أن حلم الأمومة والأبوة ليس بالأمر السهل سواء كان بيولوجيا أو كفالة.
شيماء: حياتنا بعد سليم بقت مثالية
شيماء عبدالعليم منذ أكثر من 7 أعوام تحلم هي وزوجها بكفالة طفل لعدم قدرتهم على الإنجاب، إلا أن ظروف عملهم في السعودية كانت حائلًا أمام هذا الحلم، لأنه لم يكن متاح السفر بأطفال الكفالة خارج البلاد.
وبعد أزمة كورونا فى مارس الماضى، شاهدت شيماء صفحة «الاحتضان فى مصر»وهى جروب على الفيس بوك للتعريف بكل ما يخص الكفالة وعرض تجارب لمن نفذ بالفعل، وأرسلت سؤال لأدمن الصفحة وسألتها عن مشكلتها، وقالت إن تعديل القانون أتاح الكفالة لمن بعمل بالخارج.
كانت هذه هي بداية تحقيق حلم رشا وزوجها لاحتضان طفلهما سليم، الذي استلموه منذ أربعة أشهر بعد أن قاموا بالتجول بين مراكز الصحة ودور الرعاية حتى اختارا ابنهم، وعادا بعدها لاستكمال عملهم بالسعودية.
«إزاي وجود سليم مختلف في حياتكم؟ «كان هذا أصعب سؤال يوجه لشيماء، قائلة: «بحس مفيش حاجة أقدر أقولها أو أكتبها توصف التغيير في حياتنا، سليم كان حلم بحلمه كل لحظة ولمدة 12 سنة، هو كل تفصيلة حلمت بيها بقت واقع وحقيقة بعيشها كل لحظة، ولأول مرة أحس أن السعادة متتوصفش».
واستكملت، «حياتنا بعد سليم بقت كاملة مثالية مش ناقصها أي حاجة، كملها وخلاها أحلى وأسعد، كل لحظة فيها بقت أجمل، من أول مايصحى من النوم الصبح ويجي لحضننا لحد ماينام وهو بيهرب من سريره لحضننا، كل لحظة هي جنة في قربه بشقاوته وروحه الحلوة وضحكته اللي تجنن، خلانا بقينا أسرة أب وأم عندهم أولويات، أولوياتنا هي سليم وأهم حاجة في حياتنا هي سليم».
ولفتت أم سليم إلى أنهم في البداية واجههم رفض من المحيطين نظرًا لغرابة الفكرة لدي الكثير، مؤكدة أنه سرعان ما تحول هذا الرفض إلى حب من الجميع، قائلة «سليم طفل مميز، الكل بيكلمنا علشانه، هدايا ملهاش أول من أخر لسليم، وهو فعلا يتحب ويستحق الحب».
أم فاطمة: حبى للأطفال دفعنى للكفالة
منذ بداية حديثها لم تقبل أن نناديها سوى بأم فاطمة «حلم حياتى طول عمرى أنى أكون أم فاطمة»، متابعة «يوم ما شفتها كان عمرها 9 شهور ونصف، ومعايا منذ سنة وشهر تقريبا».
توضح أم فاطمة أن سبب تفكيرها فى الكفالة واحتضان طفل، حبها للأطفال وتعلقها بهم، ما جعلها تفتح منزلها كدار استضافة للأطفال وأبناء القرية المحيطين، كتعليم وترفيه وتربية وكل شيء، قائلة «كنت اتعلق بالأطفال ويتعلقوا بى بصورة كبيرة لدرجة تحدث مشاكل بينى وبين الأهل، ومع أى خلاف يحسم الأمر لصالح ولى الأمر قائلا: «دا ابنى وأنا حر فيه، ويأخذ الطفل ويذهب، وفى آخر موقف كان مع طفل استمر معى خمس سنوات، وقتها وقفت مع نفسى وقلت أننى لابد أن يكون لى ابنى أنا»، متابعة «صدفة قرأت قصة لصيدلانية غير متزوجة «سينجل مازر» وأصبح لديها مهند، وكانت هذه طوق النجاة الذى أنقذنى فى وقت كنت على وشك الانهيار، وبدأت فى تجهيز الأوراق، ولكن دون أن أخبر أحد لأنى أعيش فى منطقة ريفية لن يتقبل الناس بها الأمر بالساهل، خاصة أنى أعيش أنا وأختى بمفردنا».
واستكملت أم فاطمة رحلتها فى الحصول على ابنتها قائلة: «لكن تجاوزت هذا وغيره الكثير من العقبات، إلى أن ذهبت للدار لاختيار ابنتى، وكنت مقررة أننى سأخذ طفلة عمرها عامين، ولكن كانت فاطمة أكبر الأطفال الموجودين وقتها، وكان عمرها 9 أشهر، وقالت لى المشرفة: «طب بس شوفيها، وفعلا لما شوفتها البنت ضحكتلى، وسكتت فى حضنى، وكمان لاقيتها بتقولى «ماما» طبعا بلغة «المناغية»، وقامت هى بتقبيلى فى فمى، وقتها كان الشعور مختلف تماما، وكانت بالفعل هذه بنتى التى حلمت بها فى كل لحظة ومناسبة وموقف، وأنا نايمة وأنا صاحية».
واختتمت «وجت مريم نورت الدنيا والعالم، وكنت عاملالها حفل استقبال، ونالت حب الجميع بصورة غير طبيعية، وطبعا العيد ورمضان وكل مناسبة طعمهم مختلف تماما، وأن يكون لديك طفل هو محور حياتك يجعل الحياة مختلفة».
نانا: تعديل القانون منحنى كفالة مريم بعد اشتياق 5 سنوات
أنا متجوزة من 8 سنين وربنا ما أردش إننا نخلف، ومن حوالي 5 سنين وإحنا بنقدم بس ما بيحصلش نصيب، عشان كان شرط أن جوزى وأنا نكون متعلمين وجوزى مش متعلم، قدمنا حوالي 3مرات وكل مرة الورق بيترفض لحد مادخلت جروب على الفيس بالصدفة مختص بالكفالة، وبعتلهم مشكلتى، وإن مش معقول يكون دا سبب إن إحنا نترفض، وخصوصا إن معظم أهلنا كانوا لابيقروا ولايكتبوا والحمد لله طلعونا متعلمين» هكذا روت نانا مشكلتها مع الكفالة منذ سنوات. وتابعت أنه بعد شهرين أرسل لها الجروب بأن القانون تم تعديله، وفورا ذهبت للتقديم، قائلة: «في نفس اليوم ذهبت مع زوجي وأختي للدار، وانهرنا جميعا عند رؤية الأطفال، ولاقيت أختى واقفة قدام سرير بنوتة عمرها 4شهور، البنت بتضحكلها كأنها تعرفها، ولاقيت أختى بتقولي شيليها، وأول ماشيلتها ماشوفتش خلاص حد غيرها، مريم بنتي». وذهبت نانا للمشرفة واستحلفتها ألا تعطي مريم لأحد، متابعة «جاءت اللجنة في نفس يوم التقديم إلي البيت وشاهدوا المنزل وورشة زوجي، وكأنهم كانوا منتظرين أوراقي لاكتمال اللجنة، وقالو لنا قريب إن شاء الله هنكلمكم».
لم تتمكن نانا من الانتظار إلى أن يصدر قرار اللجنة، وكانت تذهب لرؤية مريم يوم ويوم تقريبا، وفجأة مرصت الطفلة ووصلت حرارتها إلى 40، قائلة: «كنت عندما أذهب لها وهي مريضة أظل أبكي ولا أريد تركها بعيدة عني، فكان الأمر بالنسبة لي عذاب بالمعني الحرفي».
وتابعت، «بعدها اتصلو بي وقالوا هاتي الفلوس وتعالي استلمي بنتك، بس للأسف الفلوس مكنتش موجودة، روحت بعدها بيومين وطبعا مكنتش بنام أنا وجوزي من الفرحة وانتظار مريومة حبيبتي، وللأسف تاني لما روحنا قالو لنا لسة في أوراق ناقصة، ومش هينفع استلمها، وكأن ربنا بيعرفنا أن الأولاد مش بيجوا بالساهل».
واستكمالا للرحلة، قالت «بعد محايلات أخدت مريم بس كانت هي مريضة، وأنا وزوجي كمان جالنا كورونا، وفضلنا كلنا أكتر من شهرين تعبانين، وكنت باجي علي نفسي وأقوم عشان خاطر بنتي، والحمد لله أتحسنا ومريم دلوقتي منورة دنيتنا بقالها 8 شهور، وبتمشي وتقول بابا ولما تبقى رايقة تقول ماما».
واختتمت، «الحمد لله نعمة كبيرة ربنا أنعم علينا بيها، عشان حياتنا تتغير، ويبقي لها معنى وطعم، ومبقتش بعرف أعمل منها حاجة، وبنام وأصحى بالمواعيد بتاعتها، وطبعا روحت جيبتلها فانوس رمضان وعيطت من الفرحة والله».
رشا: تحديت التقاليد وكَفلت كارما رغم عدم زواجى.. «ونس وسند»
(مازر سينجل) لم يسبق لها الزواج، تعمل مدرسة، والدتها متوفية وشقيقها يعمل فى السعودية ووالدها يعيش فى سوهاج، تعيش بمفردها منذ سنوات، لهذا كانت رشا محمود تتمنى أن يكون لها ونيس فى هذه الحياة، وسند فى الدنيا عندما تكبر ويتقدم بها العمر يكون بجانبها ويكبر معها، وكانت عندما تفكر فى الزواج كان من أجل أن يكون لديها أولاد.
بدأت فكرة الكفالة والاحتضان تراود رشا بشكل فعلى من خلال جروب على الفيس يدعو للاحتضان شاهدته صدفة، قائلة «كانت أول مرة أعرف أن السينجل يمكنها الكفالة واحتضان طفل معها فى المنزل، وبمجرد معرفتى هذه المعلومة التى طالما تمنيتها، تحركت فورا فى الإجراءات وتجهيز الأوراق المطلوبة».
كانت أولى مشاكلها رفض والدها الفكرة فى البداية خوفا من كلام الناس وعدم تقبل المجتمع لهذا، إلا أن شقيقها ساعدها فى إقناع والدها، وبالفعل اقتنع الأب «كارما بقيت عندهم أهم منى أنا، ما بيبقوش عايزين يسيبونا نمشى بسببها».
منذ مايقرب من شهرين ونصف تحولت حياة رشا 180 درجة بعد استلامها طفلتها التى كان عمرها آنذاك ثلاثة أشهر ونصف، ولم يكن فى تفكير رشا شئ سوى طفلتها حتى أنها أخذت إجازة من عملها لمدة سنتين لرعاية الطفلة «السنتين دول بتوع كارما وبس».
تحول البيت الهادئ ذي التفاصيل العادية الروتينة إلى منزل يملؤه اللعب واللهو والحياة والروح، وكما أوضحت رشا «كان يومى فاضى ما فيهوش أى حاجة مختلفة روتين يومى ممل، بس دلوقتى الحال اتبدل ولله الحمد»، فرحة رشا بطفلتها جعلتها عندما استلمت كارما تقيم لها أسبوع وعقيقة وتدعو كل من حولها ليحتفلوا معها بطفلتها الجميلة.
واختتمت أم كارما حديثها بنصيحة لمن يريد أن يكفل، قائلة: «الناس اللى خايفة من المجتمع وكلام الناس ما تخافوش الناس فرحت جدا واحتفلوا معايا بيها، وجالى ناس كتير سألتنى عن الكفالة والإجراءات، وفعلا ناس راحت لنفس الشئون اللى انا روحتها وكفلوا أطفال بسبب كفالتى لكارما».
رباب: حلم بالكفالة حتى لو أنجبت طفلًا
وهناك من سمع بنجاح هذه التجربة ويسعى لأن يكون له نصيب وجانب من هذه السعادة، فتقول رباب خالد زوجة من عدة سنوات، وتعاني مشاكل تمنع حملها، وتسعى لأن تعالجها، إلا أنها لم تصل لشيء، وتخاف أن يمر بها العمر دون أن تحقق حلم كل بنت في أن تصبح أما.
ومنذ بداية معرفتها بصعوبة أن تكون أما بيولوجيا، وهي قررت أنها لن تخوض رحلة الحقن المجهري، وتتمني أن تكفل طفلا وبثمن هذه العملية تربيه ويكون سندا لها وتأخذ به ثواب، قائلة «أهلي واخدين كلامي تهريج، لكن أنا مشكلتي مع زوجي، هو مش معترض بس عايز نتأكد الأول إني مش هينفع أخلف وبعدين نشوف حلول بديلة».
إلا أن الأمر بالنسبة لرباب ليس مجرد حل بديل لأزمتها، ولكنها حتي لو تمت معالجتها واستطاعت الإنجاب ، فهي تفكر في أن تكفل طفل وتربيهم معا، « الموضوع بالنسبة ليا مش حل بديل ولا فكرة طارئة، لا خالص الموضوع حاجة مهمة جدا جدا في حياتي».
التضامن:
11633 طفلًا مكفولًا داخل البلاد.. و118 خارجها
دكتورة هبة أبو العمايم مستشار وزير التضامن الاجتماعى للرقابة والتفتيش، أوضحت أن الوزارة لها رؤية واضحة ومحددة لتطوير منظومة الأسر البديلة، وبالفعل تم تشكيل لجنة للتطوير فى 2014، ولجنة عليا فى 2016 تضم مجموعة من الخبراء فى مختلف التخصصات من اجتماعية ونفسية وتربوية وصحية وغيرها، وبها أيضا ممثلين من جميع الوزارات، كل هذا بهدف التوسع فى رعاية الأطفال.
ولفتت إلى أن فئات منطومة الأسر البديلة كما أوضحت هم كريمي النسب، والأيتام، والمتخلى عنهم، والضالين ولكن يشترط القانون أن يبقوا بالمؤسسات لمدة سنة حتى لو أمكن الوصول إليهم من قبل أسرهم، مشيرة إلى أن عدد الأطفال المكفولين حاليا فى مصر داخل أسر مصرية 11633 طفلا، وخارج البلاد 118طفلا يتم متابعتهم من خلال الخارجية المصرية.
وأضافت أبو العمايم أن اللجنة العليا قامت بالعديد من الإجراءات من أجل تطوير منظومة الأسر البديلة أهمها إعداد «سي دي» متضمن برنامج إليكترونى شامل للإطار الدستورى والتشريعى والفتاوى الدينية. والقواعد والتعليمات الخاصة بمنظومة الأسر البديلة، وتم توزيعها على جميع مديريات التضامن على مستوى الجمهورية، وإتاحة تسجيل طلب الكفالة أون لاين.
وتابعت أن هذا إضافة إلى تخصيص خط ساخن للأسر البديلة 19828، وإنشاء قاعدة بيانات للأسر البديلة والأطفال المكفولين فى مصر، وإمكانية أن تكون الأسرة البديلة مكونة من أم بديلة فقط «سينجل مازر»، وإطلاق حملة «عيلة لكل طفل» بهدف زيادة وعى المجتمع بأهمية الكفالة وسعي الوزارة نحو تشجيع الأسر على كفالة الأطفال.
وأضافت مستشار وزيرة التضامن، أنه تم تعديل اللائحة التنفيدية، وتغيير بعض المسميات والألفاظ، ومنها «اللقيط» وأصبحت «المعثور عليه»، و»مجهول النسب» أصبحت «كريم النسب»، و»الأسرة البديلة» أصبحت «الأسرة البديلة الكافلة»، والشروط أصبحت بدلا من الزوجين مصريين يكون أحدهما فقط، مع تخفيض المبلغ المطلوب إيداعه للطفل من 5 آلاف إلى 3 فقط، وتغيير شرط التعليم ولم يعد يشترط مؤهل عال، حصول الأسرة الكافلة على الولاية التعليمية، والوصاية الكاملة للطفل بعد اجتياز تقييم من الوزارة.
علم الاجتماع: تأثيره عظيم على الطفل والمجتمع.. ولابد من دعم الفكرة لتنتشر أكثر
أكد دكتور رفعت عبد الباسط أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلون أن كفالة الأسر لأطفال فى منازلهم أمر إيجابى جدا فى المجتمع، ولابد أن نساعد جميعا فى دعمهما ومساندتهما، منوها بأن له تأثير عظيم على الطفل والمجتمع، فالطفل الخارج من المنزل بالطبع سيكون مختلفا عن نظيره الخارج من الملجأ، لأن الأول تربى وسط أسرة وعاش حياة طبيعية أكثر، بخلاف أخيه الذى تربى فى الملجأ ولم يشعر بدفء الأسرة.
وأوضح أن الكفالة تعود على الطفل بالمحبة والأمان والطمأنينة، والسعادة على الأسرة، بجانب الأجر والثواب العظيم الذي حدثنا عنه الرسول الكريم لكافل اليتم وأنه جار الرسول فى الجنة.
وشدد أستاذ علم الاجتماع أنه لابد من دعم وتشجيع هذه الأسر، وأن يكون هناك مكافئة للأسرة المثالية التى استطاعت أن تكفل طفل وتربيه وتحول حياته، لتكون دافعا وداعما لغيرها من الأسر لأن تتبع نفس السلوك، بالإضافة إلى ضرورة نشر الوعى بين الناس على أن هذا عمل عظيم، لتغيير فكرة بعض أفراد المجتمع تجاه هذا الموضوع الذى رغم عظمته وأهميته مازال البعض لايتقبله، قائلا «لابد أن نشجع المجتمع على نشر مثل هذه الظواهر الطيبة».
وأضاف أن تحديد يوم لمثل هذه الاحتفالات سواء يوم الأم أو يوم اليتيم أو غيرها من الأيام، ليس ليقتصر الاهتمام بهم والالتفات إليهم فقط فى هذا اليوم، وإنما هو لإحياء التذكرة بهم خاصة فى زحام مشاغل الحياة، فلابد أن يكون سعينا لإسعادهم وتحقيق وتوفير احتياجاتهم مستمر طوال العام.
أشار إلى أن يوم الجمعة الأولى من إبريل جرس إنذار لنا جميعا بأنه لابد طوال العام أن نشعر بهؤلاء الأطفال الذين فقدو أبويهم، والأباء والأمهات الذين لم يرزقوا بأطفال، وأنه لابد أن يشارك الجميع فى دعم أولادنا من كريمى النسب، معلقا على أنه على وسائل الإعلام دور مهم فى تفعيل ودعم هذه الأعمال.
اقرأ أيضا | وزيرة التضامن تزف بشرى للأيتام في عيدهم | فيديو


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.