أوصي الرسول ([)، بكفالة اليتيم قائلاً: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة» وأشار بإصبعيه السبابة والوسطي، لكن الوضع الحالي بات مختلفاً علي أرض الواقع، فكفالة اليتيم في منزل الكافل أصبحت من المستحيلات نتيجة لتعقيد الإجراءات والقوانين، وإن كان اليتيم يلقي ما يلقاه داخل دور الأيتام، فلماذا أيضاً تقف العراقيل أمام تربيته وسط أسرة توفر له الرحمة والمودة وتمنحه ما حُرم منه؟ حُرمت الكثير من الأسر من نعمة الإنجاب فقررت أن تكفل يتيماً، فوجدت عدة عراقيل تقف أمامها وتحول بينها وبين تحقيق هذا الهدف، فالقوانين والإجراءات المعقدة غالباً تحول بينها وبين الطفل اليتيم التي تمنت الأسرة كفالته في بيت الأسرة، فلم تستطع حتي رؤيته أو التواصل معه. تقول زينب إبراهيم (36عاماً) لم أرزق بأطفال وظللت أول ثلاثة أعوام من زواجي أنتظر أنا وزوجي أن يمن علينا الله بطفل ولكنه لم يحدث ففكرت في كفالة طفل في منزلي وبالفعل ذهبت أنا وصديقة لي لإحدي دور الأيتام لرؤية الأطفال وكفالة من يرق له قلبي وبالفعل ذهبت إلي الدار أكثر من مرة وقررت كفالة أحد الأطفال وتواصلت مع مديرة الدار إلا أنني فوجئت بكم من التعقيدات لم أكن أتصورها، مما جعلني أتراجع مرغمة عما كنت أنوي واكتفيت بزيارته داخل الدار، لكن الأعجب من ذلك أنني حاولت بشتي الطرق طلب العون والمساعدة من أشخاص داخل وخارج الدار لتيسير الأمور لكن دون جدوي. قصة أخري وقفت القوانين عائقا أمام تحقيق حلمها بكفالة طفل في منزلها يعوضها عن عدم الإنجاب وسفر زوجها المستمر، كما تقول «فاطمة محمد»: ذهبت إلي دور الأيتام لكفالة طفل أو طفلة يتيمة ولكن فوجئت بمشكلة كبيرة تقف أمامي وتحول بيني وبين حلمي وفوجئت بأن من ضمن الشروط التي تضعها الشئون الاجتماعية أن تكون الكافلة مصرية وأنا من الإمارات ولكن زوجي مصري. من جانبه، انتقد أسامة محمد إخصائي اجتماعي بدار الهنا للأيتام التشديدات التي تفرضها الشئون الاجتماعية والقوانين التي ترفقها كبيانات لدور الأيتام بعدم خروج الطفل مع أي كفيل او تواجده معه بساعات كبيرة داخل الدار، وفي حالة إذا تم خروج الطفل معه خارج الدار لابد من تواجد اثنين من الإخصائيين الاجتماعيين معهم. هبة أحمد، إحدي الأمهات البديلات، تقول إن الطفل اليتيم لديه نفسية خاصة، ولابد من قوانين تحفظ له حياة كريمة ورعاية داخل الأسرة التي تقوم بكفالته، موضحة أن الطفل داخل الدار ترعاه أم بديلة مع أربعة من زملائه تهتم بمطالبه. من الناحية الشرعية، يوضح حامد أبوطالب عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، أن كفالة اليتيم أمر ضروري لإصلاح النفس والمجتمع، موضحاً أن مثل هذه الأعمال الخيرية لابد أن تكون ميسرة، تحكمها القوانين، لكن لا تمنعها أو تحد منها.