رئيس مجلس الشيوخ ينعى شقيق المستشار عدلي منصور    إيران: لن نتردد في الرد بقوة على أي اعتداء    فانتازي يلا كورة.. محمد صلاح ضمن فريق الكشافة.. والقائد مفاجأة    رسميا.. اتحاد الكرة يعلن تعديل موعد كأس السوبر للسيدات    هدف الأهلي السابق.. آيك أثينا يتعاقد مع كوتيسا    حادث تصادم سيارتين على الطريق الإقليمي بالمنوفية    "المنشاوي" يترأس اجتماع المجلس الأكاديمي لجامعة أسيوط الأهلية    بروتوكول تعاون بين جامعة بنها وجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية.. صور    إطلاق نار بالقرب من مقر وكالة المخابرات الأمريكية CIA في ولاية فرجينيا    فرنسا تهدد إسرائيل: سنفرض عقوبات ما لم توقف عمليات غزة    القوات الروسية تسيطر على بلدة نوفايا بولتافكا في دونيتسك    اختيار مدينة العلمين الجديدة عاصمة المصايف العربية لعام 2025    السكرتير العام المساعد لمحافظة الجيزة: 19 سوقا لتوفير السلع بأسعار مناسبة    محافظ البحيرة تلتقي ب50 مواطنا في اللقاء الدوري لخدمة المواطنين لتلبية مطالبهم    مواعيد مباريات اليوم الخميس في دوري روشن السعودي والقنوات الناقلة    أحمد سالم: رفض تظلم زيزو لا يعني تعسفًا.. وجماهير الزمالك نموذج في دعم الكيان    حصاد البورصة.. صعود المؤشر الرئيسى للبورصة بنسبة 0.11% خلال ثالث أسبوع فى مايو    استمرار حبس المتهمين بإطلاق أعيرة نارية تجاه مقهي في السلام    المنطقة الأزهرية تعلن ختام امتحانات نهاية العام الدراسي للقراءات بشمال سيناء    "الصوت والضوء" تطلق عروض الواقع الافتراضي بمنطقة الأهرامات    تعرف على قناة عرض مسلسل «مملكة الحرير» ل كريم محمود عبدالعزيز    أسماء جلال تحتفل بعيد ميلادها ال30 فى أجواء مبهجة.. صور    إشادات نقدية للفيلم المصري عائشة لا تستطيع الطيران في نظرة ما بمهرجان كان    وزير الصحة: مصر حريصة على تقديم كل سبل الدعم الصحي للأشقاء السودانيين    «العالمية لتصنيع مهمات الحفر» تضيف تعاقدات جديدة ب215 مليون دولار خلال 2024    القومي للمرأة ينظم لقاء رفيع المستوي بعنوان «النساء يستطعن التغيير»    الأمن يضبط 8 أطنان أسمدة زراعية مجهولة المصدر في المنوفية    أسرار متحف محمد عبد الوهاب محمود عرفات: مقتنيات نادرة تكشف شخصية موسيقار الأجيال    أدعية دخول الامتحان.. أفضل الأدعية لتسهيل الحفظ والفهم    إسرائيل تسحب وفدها من مفاوضات الدوحة    مجلس وزراء الصحة العرب يؤكد دعمه للقطاع الصحي الفلسطيني    وفاة شقيق المستشار عدلى منصور وتشييع الجنازة من مسجد الشرطة بأكتوبر اليوم    خبير تربوي: تعديلات قانون التعليم مهمة وتحتاج مزيدًا من المرونة والوضوح    الجوازات السعودية تكشف حقيقة إعفاء مواليد المملكة من رسوم المرافقين لعام 2025    "سائق بوشكاش ووفاة والده".. حكاية أنجي بوستيكوجلو مدرب توتنهام    ضبط 9 آلاف قطعة شيكولاته ولوليتا مجهولة المصدر بالأقصر    ماتت تحت الأنقاض.. مصرع طفلة في انهيار منزل بسوهاج    أمين الفتوى: هذا سبب زيادة حدوث الزلازل    الأزهر للفتوى يوضح أحكام المرأة في الحج    خالد الجندي: يوضح حكم الصلاة في المساجد التي تضم أضرحة؟    كرة يد - إنجاز تاريخي.. سيدات الأهلي إلى نهائي كأس الكؤوس للمرة الأولى    اليوم العالمي للتنوع البيولوجي.. "البيئة" تكشف سبيل إنقاذ الأرض    تأثير الكبد الدهني على القلب- نصائح فعالة للوقاية    الدكتور محمد خليل رئيسًا لفرع التأمين الصحي في كفر الشيخ    عاجل.. غياب عبد الله السعيد عن الزمالك في نهائي كأس مصر يثير الجدل    «الداخلية»: ضبط 46399 مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    إعلام عبري: إسرائيل تستعد للسيطرة على 75% من أراضي غزة    كامل الوزير: نستهدف وصول صادرات مصر الصناعية إلى 118 مليار دولار خلال 2030    الكشف عن اسم وألقاب صاحب مقبرة Kampp23 بمنطقة العساسيف بالبر الغربي بالأقصر    جامعة بنها الأهلية تنظم اليوم العلمي الأول لكلية الاقتصاد وإدارة الأعمال    «سلوكك مرآتك على الطريق».. حملة توعوية جديدة لمجمع البحوث الإسلامية    الزراعة : تعزيز الاستقرار الوبائي في المحافظات وتحصين أكثر من 4.5 مليون طائر منذ 2025    راتب 28 ألف جنيه شهريًا.. بدء اختبارات المُتقدمين لوظيفة عمال زراعة بالأردن    محافظ القاهرة يُسلّم تأشيرات ل179 حاجًا (تفاصيل)    "صحانا عشان الامتحانات".. زلزال يشعر به سكان البحيرة ويُصيبهم بالذعر    طلاب الصف الأول الثانوي يؤدون اليوم امتحان العلوم المتكاملة بالدقهلية    هبة مجدي بعد تكريمها من السيدة انتصار السيسي: فرحت من قلبي    حكم من يحج وتارك للصلاة.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«التضامن» تفتح أبواب دور الرعاية لاحتضان الأيتام.. الخروج الآمن للصغار
نشر في بوابة الأهرام يوم 30 - 10 - 2020

المستشار القمارى: هدفنا «أسرة لكل طفل»..ونعاقب أى موظف متعنت مع الأهالى
د. سميرة إسماعيل: الصفات الموروثة للطفل تظهر أو تختفى حسب البيئة والتربية
الخوف من الفقر والفضيحة والثأر.. أسباب شائعة للظاهرة
د. مجدى عاشور: «العرق دساس» يعنى اختيار الزوج أو الزوجة الكفء
شيماء: أصبحت أما ولا أخشى تأخر ابن الحلال
د. حسن خليل: رعاية اليتيم «فرض كفاية» على المجتمع
قد تكون واحدا ممن هم بمغادرة بيته ذات صباح بارد ليفاجأ بلفافة بيضاء بمدخل العمارة يصدر عنها صوت ضعيف كأنه مواء، أو ربما صادفك فى الشارع صياح وزحام وعندما اقتربت منه بدافع الفضول البشرى فوجئت برضيع ملقى على الأرض لم ينقطع بعد حبله السرى، أو تكون سمعت حكاية مشابهة من أحد أصدقاء القهوة أو زملاء العمل أو الأقارب، وعلى الأغلب أنك سمعتها وأنت ترتشف كوب شاى بين يديك وتقضم معه قطعة كيك، ثم تهز أكتافك بلا مبالاة معلقا: هذا ابن حرام !
أسباب كثيرة تدفع أمهات وآباء للتخلى عن أطفالهم فور ولادتهم، فهناك الأب الذى سئم إنجاب زوجته للبنات وهددها بالطلاق إن كان المولود القادم أنثى، فوجدت فى التخلص منها بالشارع مخرجا للحفاظ على حياتها الزوجية وباقى أبنائها، هذه واحدة من قصص حقيقية استمعنا لها من حسنى يوسف مدير مشروع أطفال بلا مأوى بوزارة التضامن ، الواقعة تم اكتشافها من خلال كاميرات بالشارع استطاعت التوصل لشخصية المرأة التى تسللت ليلا لتلقى برضيعها، وهناك حكاية أخرى لسيدة أخرى جاءت تطلب مساعدتها فى استعادة رضيعها الذى تركته قبل عامين بسيارة تاكسى، وكانت تتبع مكانه وبررت تركه بهجر زوجها لها وعدم توفر مال لإطعام الطفل ورعايته، ومن المؤلم أن الأهل يتركون الرضع فى الشارع أو وسط أكوام القمامة لدرجة أن أحدهم أكلت الكلاب الضالة عضوه التناسلى، ويشير محدثنا إلى تجربة دول مثل ماليزيا وبعض الدول العربية، والتى تقضى بتخصيص مكان لاستقبال هؤلاء الأطفال المتخلى عنهم لأى سبب كان بدون أى تعامل بشرى مع أحد من خلال سير مجهز لتلقف الطفل والمضى به إلى داخل مبنى تمهيدا لتقديم الرعاية الفورية للرضيع وتوفير الغذاء والكساء والدفء له، ويكون المكان خاليا من أى كاميرات مراقبة، وطالب بتخلى المجتمع عن أفكاره السلبية تجاه هؤلاء الأطفال الذين تتزايد أعدادهم، فمهما كانت الظروف فالطفل ضحية وليس مجرما ومهما كانت الرعاية المقدمة لهم فلا شيء يعدل وجوده وسط أسرة، ولنعلم أن كثيرا من الأسر البديلة يعنى القليل من مؤسسات الأيتام.
الملائكة الصغار
على طريق «المنصورية» فى المبنى الضخم الممتد لعدة أدوار كنت مدعوة من مؤسسة خيرية لها نشاط مكثف فى رعاية الأطفال الأيتام من عمر الولادة حتى ثلاث سنوات، أمضيت نهارا بطوله مع عشرات من الملائكة الصغار، وبلقائى مع عماد فخرى مدير عام مؤسسة الوداد وهى جمعية مشهرة منذ أكثر من عشر سنوات، قال: نتلقى تقريبا اتصالات يومية تفيد العثور على رضيع وتسليمه لقسم الشرطة، وعلى الفور ينطلق فريق من الدار بكل مستلزمات الرضيع من ملابس وأغطية، ونبدأ فى انهاء الاجراءات الحكومية، وعرض الطفل على مفتش الصحة واتمام المحضر ثم نذهب به لمستشفى متخصص لعمل كشف طبى متكامل وتحاليل انيميا وفيروسات، وبمجرد صدور قرار النيابة يتم اعطاء الطفل اسم أب وأم وهميين، وهنا نضطر للكشف على هذه الأسماء لدى الأدلة الجنائية خشية أن تتشابه مع أسماء مسجلين أو صادر ضدهم أحكام وبعدها تستخرج له شهادة ميلاد، ويضيف: صحيح أننا نوفر لكل طفلين أما بديلة داخل الدار تتولى الارضاع والعناية بالنظافة، إلا أن الدف الأسرى والاستقرار النفسى لا يمكن أن يتحقق إلا داخل البيت، ويكفى الظروف التى يتم العثور فيها على هؤلاء الأطفال، فأحدث حالة وصلتنا كانت طفلة اكتشف ركاب ميكروباص أن أحدهم تركها على المقعد الأخير ونزل، وتنتهى علاقة الدار بالطفل أو الطفلة بمجرد تسليمه لأسرة، وهنا يتبقى اشراف وزارة التضامن فقط.
احتفال الأمومة
ولم ينته اليوم بهذا اللقاء إذ شاركنا عدد من الأسرداخل الدار وقائع الاحتفال بتسلمهم أطفالهم، وكان مشهد شاب وشابة يحملان بسعادة بالغة طفلة صغيرة، وحولهما لفيف من الأهل لافتا لانتباهى، تحدثت إلى محمد سيد وزوجته رحاب، وعلمت أنه رغم صغر سنهما الذى لا يتجاوز الثانية والثلاثين إلا أن بينهما سنوات زواج تتجاوز العشر سنوات، وقد أجهدتهما رحلة البحث عن الإنجاب تقول رحاب: «تعبت من العلاج وحقن التنشيط والهرمونات وآخر حاجة كان الحقن المجهرى يعنى فلوس كتير وصحة بتضيع» عملنا الاجراءات فى التضامن وجينا نشوف قلبنا هيتخطف لمين، وانهارده هناخد بنتنا معانا ونروح، ويتدخل الزوج فى الكلام موضحا أن الموضوع لم يكن صعبا على الإطلاق سواء من حيث الفكرة التى بدأت كحلم تحمست له كل أسرته، لدرجة أن شقيقته المنجبة حديثا أرضعتها، وحول الخوف من كلام الناس أو تعليقاتهم قال: «ماليش دعوة بحد أنا فرحان وراضى أنا وزوجتى واهلى ويكفى أننى أجاور الرسول عليه الصلاة والسلام فى الجنة بكفالتى هذه، وان شاء الله سنكرر التجربة مرة أخرى، حتى لو أنجبنا».
بانتظار ابن الحلال
بدون أى تردد أو خوف من ضياع فرصة ظهور «ابن الحلال» أقدمت شيماء محمد على قرار الاحتضان، خاضت الاجراءات وكان لها نصيب مع ليلى التى أصبحت تشبهها كثيرا، رغم أن عمر تجربتها لم يكمل العام، تقول شيماء التى تعمل فى 5757 لدعم أطفال السرطان بالعلاج بالفن: عشت الأمومة بكل تفاصيلها مع هؤلاء الأطفال ورغم أنى لم أخض بعد تجربة الزواج إلا أننى كنت ارغب فى أن أعيش الأمومة طوال الوقت وليس فى ساعات عملى فقط وبالمناسبة فأنا تعرضت لتجربة مشابهة لأن والداى توفيا وأنا صغيرة وتولى عمى وزوجته كفالتى وتربيتى لذا وجدتهما مرحبين وشجعاننى على التجربة.
فتاة أربعينية من احدى محافظات الصعيد قالت لنا بعد أن اشترطت عدم ظهور اسمها: اجتمع عليَ بعد وفاة أبى وأمى وتقدم سنى التعطش للأمومة وكذلك الاحتياج للونس ولرفيق السنوات القادمة فالعمر يجرى سريعا، وفوجئت بموضوع الاحتضان وكنت أعتقد أنه مسموحا فقط بالكفالة فى الدار، والآن أصبحت أم فاطمة ولم أندم على شيء قدر ندمى أننى تأخرت فى الأمومة فقد اكتفيت بها ولم يعد يعنينى التأخر فى الزواج.
أما رشا مكى فهى زوجة طالت بها سنوات عدم الإنجاب، وكانت ترى هذا الأمر فى المجتمع الأمريكى حيث تعيش مع زوجها يتم تحت مسمى التبنى، فأرادت أن تأتى إلى مصر وتحصل على طفلها وفقا لضوابط القانون المصرى والشريعة، أى كفالة واحتضان وليس تبنيا.
التقيت رشا فى أحد النوادى بحى المعادى ومعها مصطفى قبل أن تبدأ لقاءها بتجمع كبير من الأمهات المحتضنات و راغبات الكفالة قالت لى: أريد أن أنقل تجربتى مع ابنى لكل امرأة ورغم أننى واجهت صعابا فى الأول بسبب سفرى بالطفل الذى يحتاج لموافقة بالطبع إلا أن الأمور أصبحت ألطف كثيرا بالنسبة لاجراءات متابعة الطفل المحتضن من قبل التضامن ، وتضيف: سأظل أنشر الفكرة حتى تختفى ثقافة التمييز تجاه الطفل المحتضن من مجتمعنا تماما.
حامل ومحتضنة
من الاعتقادات الخاطئة لدينا أن طالبى الكفالة هم أسر أو نساء حرمن نعمة الإنجاب، لكن الواقع الذى ربما يكون مفاجأة للكثيرين أن هناك حالات كثيرة جدا أنجبن أبناء وبنات ولكنهن ينشدن الكفالة، ياسمين الخضر خاضت تجربة احتضان طفلتها مريم، وبعد أن استلمتها فوجئت أنها حامل بشهرها الأول فى طفلها الثانى، وكان وقتها عمر طفلتها الأولى جويرية سنتين، تقول ياسمين: أرضعت مريم مع ابنى والثلاثة أصبحوا إخوة ولا يمكن أن أشعر بفارق ولو بسيطا فى غلاوة أى منهم فى قلبى أو قلب «أبوهم»، وأضافت: عينى كانت على الكفالة من قبل أن أتزوج وهى رغبة مشتركة بينى وبين زوجى، وتقول أكثر ما يضايقنى هو افتراض المجتمع أن الطفل المعثور عليه هو طفل غير شرعى، بل تطالب بتطبيق عقوبة على من يتهمهم بذلك، وتقول إنها شخصيا تعرف فتاة من البدو تزوجت بغير موافقة أهلها فتم أخذ طفلها منها، وكذلك حالات خطف أطفال بدافع الثأر من والد الطفل أو أسرته.
الاحتضان فى مصر
يكفى أن تقصد محرك البحث جوجل وتكتب: «الاحتضان فى مصر» لتظهر لك عشرات الروابط تشرح لك القصة كاملة وتضع قدميك على أول خطوة فى طريق الاحتضان أو الكفالة بالبيت بدءا من إقناع الأهل للفتاة غير المتزوجة أو شريك الحياة للزوجة، وانتهاء بوصول الصغير إلى بيتك، صحيح أنها صفحة على الفيس بوك أسستها امرأة شابة بعد أن أصبحت منذ سنوات أما لطفلة جميلة اسمها ليلى، لكنها تعتبر مرجعا ومرشدا لكل المهتمين بقضية الاحتضان. والأهم كما علمنا من يمنى دحروج أم ليلى، أنها تعمل من خلال صفحتها كحلقة وصل مع الجهات المعنية بوزارة التضامن وأنها تتواصل من أجل رفع مقترحات الأسر الكافلة وتذليل العقبات التى تواجههم سواء قبل أو بعد الكفالة، تقول يمنى: منذ ان ذهبت لاحتضان «ليلى» وشاهدت الوجوه البريئة المتعطشة للحب والاهتمام، قررت أن يكون إيجاد بيت لكل طفل محروم من الأسرة هدفى الذى لن أتخلى عنه.
فإذا ما وصل الراغب فى الكفالة لدرجة الفهم الكامل لجميع التفاصيل وكيفية التعامل مع كل المستجدات فيمكنه أن ينتقل للصفحة الرسمية لوزارة التضامن حيث يستطيع التقدم بطلب من خلال الموقع الإلكترونى للوزارة والتى تقوم بدورها بارساله إلى المديرية المختصة الكائن بها محل إقامة الأسرة، والأمر يتطلب بحثا اجتماعيا على الواقع للتأكد من صحة وسلامة البيانات وللتثبت كذلك من استيفاء الشروط المعلنة،حيث يتم عرض كل ذلك على اللجنة لفحصها والبت فيها بالقبول أو الرفض مع إتاحة الفرصة للتظلمات خلال مدة لا تتجاوز ثلاثين يوما.
قيود المتابعة
لأنها كاتبة ومؤلفة اختارت أن تعبر عن تجربتها فى عالم الاحتضان بالقلم والورق فكان كتابها: «أنا اسمى ماما» تقول دينا الغمرى: ابنى ذو الخمس سنوات فخور جدا بأمه وكل مايقابل حد يقول له أن ماما كتبت كتابا عن حكايتى معاها، ويهمس لى : (اعملى كل حاجة عشان مايفضلش ولاد ماعندهمش بابا وماما ) وتقول: احنا حقوقنا على ولادنا قليلة أوى يكفى أنهم يعتبروه ابن الدولة، وهذا يمكن أن يصدق على من لايزال فى دار رعاية،لكنه غير حقيقى لمن أصبح له أهل وأسرة يعيش فى كنفها.
وتضيف تضطرنى ظروفى للسفر كثيرا وفى كل مرة أكون مرغمة على الحصول على موافقة لأسافر بابنى، فكثرة المتابعة قد تؤثر نفسيا على الطفل وعلينا، فالقائمون بها ممكن يتكلموا بكل أريحية أمام الطفل، وتذكر وقت المعاينة أن سألتها الموظفة هل غرفة الماستر بها حمام أم لا كما قالت إحداهن لها: أنت مالقتيش غير العيل الأسود ده !! وتقول لابد من تعديل هذه المتابعة المكثفة ويكفى أن تكون لمدة عام فقط بعد استلام الطفل للتأكد من جدية الأسرة، الغمرى لها مبادرة أيضا بعنوان بصمة تنقذ طفلا، تنتقد فيها عدم العمل بنظام بصمة القدم لكل طفلا فور ولادته
قانون جديد
داخل مبنى وزارة التضامن الاجتماعى كان لقائى بالمستشار محمد عمر القمارى المستشار القانونى للوزارة ورئيس اللجنة العليا للأسر البديلة، وكان من الرائع أن اكتشف كم المرونة الموجودة لديهم على غير المعتاد بالنسبة للجهات الحكومية فهناك تفاعل دائم مع معطيات واقع الكفالة وتجارب الأسر الحاضنة، وجميع الشكاوى والمقترحات يتلقفها المستشار القمارى ويدرسها بعناية والنتيجة تصب حتما فى صالح التشجيع على الكفالة والاحتضان وكما قال لنا: هدفنا ألا يبقى طفل بدون أسرة.
من هذه المقترحات ماتمت الاستجابة له بالفعل مثل منح الأهل الكافلين حق الولاية التعليمية، بدلا من التضامن فقط يكون المطلوب إخطارنا بمدرسة الطفل، ومنح الطفل الاسم الأول للأب أو اللقب، وكذلك السماح بكتابة الاسم الأول للأم فى شهادة ميلاد الطفل الذى لن يطلق عليه بعد اليوم» مجهول النسب» وإنما كريم النسب، وقد كان فى القانون قديما «لقيط» وتم إلغاء هذا المصطلح أيضا بالرغم من أنه ليس فيه مايعيب وأن معناه لغويا مشتق من اللقطة أى المعثور عليه, اضاف المستشار القمارى أن هذه التعديلات ليست إلا تمهيدا لمشروع قانون جديد للأسر الكافلة نعكف على إعداده حاليا.
وقال: كما أننا ندرس تضمين القانون الجديد عودة نظام الكفالة بأجر، وقد كان معمولا به مقابل ارضاع الطفل وضمه إلى أسرة ولكن تم إلغاؤه قبل خمس سنوات موضحا أنه سيعود ولكن بشروط وضوابط صارمة تضمن ألا يكون ثغرة لاستغلال الأطفال
ولم ينكر القمارى احتمال أن يواجه طالب الكفالة تعنتا أو مضايقات، وقال ان فى هذه الحالة عليه أن يتوجه فورا إلى الوزارة وتحديدا لادارة الأسرة والطفولة، وقال: أى موظف يثبت تجاوزه أو تعقيده للاجراءات يتم مجازاته، وقد تدخلنا بالفعل فى تذليل مئات العقبات وحل العديد من المشكلات سواء فى المحافظات أو القاهرة، وقال ان هناك استثناءات متاح لنا التحرك خلالها قانونا مثل استثناء سن الكافلين من شرط الستين عاما، أو استثناء أن تكون الأسرة الكافلة مكونة من زوجين، حيث أصبح للفتاة غير المتزوجة أو المطلقة أو الأرملة حق فى الاحتضان أيضا
وقال انه تتبقى مشكلة الرقم القومى المسجل بشهادة ميلاد الطفل، والتى تسبب له حرجا لأنها تكون دالة على أنه معثور عليه، موضحا أنه سيتم دراسة إيجاد حلول بالتعاون مع الأحوال المدنية.
المسلم وغير المسلم
يعتقد الكثيرون أن حسن معاملته لليتيم أو اهتمامه بانقاذ حياته أو حفظه من الضياع أو الهلاك إنما أمر يأتى من باب الذوق أو مكارم الأخلاق ولكن الواقع المقرر شرعا كما عرفنا من الدكتور حسن خليل من علماء الأزهر وعضو اللجنة العليا للأسر البديلة أنه من المسئوليات المجتمعية التى تندرج تحت مفهوم فرض الكفاية، أى إذا قام به البعض سقط عن الآخرين وإذا أهمله المجتمع كان جميع أفراده آثمين.
فهذا الطفل الذى بلا أبوين والذى حدد الفقهاء أحواله: بأنه إما مولود طرحه أهله خوفا من الفقر أو فرارا من تهمة الريبة، أوجد فى الحروب والكوارث والشدائد، وهو كذلك كل طفل منبوذ لا كافل له معلوم، ولم يفرقوا بين إذا كان الطفل مميزا وعرف أنه مسلم أو غير مسلم فى وجوب كفالته على المجتمع حفظا للنفس البشرية كما قال القرآن الكريم: «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا» وهكذا فالمجتمع ملزم بالانفاق عليه بلا أى انتقاص من قدره أو امتهان لكرامته ويتبقى أن يعلم الجميع أن الاعتقاد بمعتقدات سلبية حول أى طفل يجهل أبواه أو التلفظ فى حقه بما يسيء إليه يخالف تماما الشريعة الإسلامية وأن هناك نهيا قرآنيا صريحا: «فأما اليتيم فلا تقهر» أى لا تحقره .
ولاد تسعة
أسوأما يمكن أن يواجهه الطفل المحتضن وأسرته هو (التنمر) الأمر الذى لفت انتباه أسماء طارق طالبة الإعلام بجامعة عين شمس، حيث قالت لنا: لاحظت أن هؤلاء الأطفال عندما يثار أى حديث عنهم فإن اللفظة المتداولة تكون: «دول ولاد حرام» فلما أتيحت لى الفرصة لعمل مشروع فى نهاية العام الدراسى قررت أنا و15 فتاة من زميلاتى بالكلية أن يكون هؤلاء الأطفال هم مادة المشروع، الذى أسماه المشرف عليه «ولاد تسعة» وانطلقنا فى الشوارع نسأل الناس فى استبيان لنكتشف أن هناك نظرة دونية بالفعل لهم وأن كثيرا من أفراد العينة قالوا انهم رفضوا أن يتزوج أبناؤهم من بنات أو شباب غير معلومى النسب رغم كونهم متميزين خلقا وعلما، هذا بخلاف رفض تشغيلهم وملاحقتهم بجملة مالكش شغل عندنا !«.
أما الانطلاقة الأخرى فكانت لطالب بكلية الطب بجامعة حلوان محمود عبدالنعيم الذى قرر من خلال ترؤسه لجنة السلام والمشاريع الإنسانية التابعة للجمعية العلمية لطلاب طب حلوان أن يبدأ مشروعا للتوعية بهذه القضية بكل جوانبها الشرعية والقانونية والمجتمعية، يقول: على صفحة Hamsa وضعنا «بوستات» وأفلاما قصيرة حظيت بمتابعة ومشاركة تجاوزت 16 ألف ثم بدأنا أنشطة الندوات لتوعية الطلاب، ويضيف: صحيح هناك جهل مجتمعى لكنه قابل للتغيير بمجرد شرح القضية
الصفات الموروثة
من أهم المعتقدات لدى المعترضين على احتضان الأسرة طفل ليس من صلبها هو أنه ربما يكبر ويفاجئ الجميع بطبائع وصفات صعبة موروثة، مما دفعنى لمقابلة الدكتورة سميرة إسماعيل أستاذة الوراثة بالمركز القومى للبحوث وكان سؤالى لها: ما الذى نرثه من آبائنا وأمهاتنا؟ الإجابة كانت أننا نرث الكثير بالطبع منهم فبخلاف الشكل والشعر والملامح ولون البشرة ومقاييس الجسد، فنحن نرث أيضا جزءا من الصفات، لأن جزءا من طباعنا جينات أى صفة مخلوقة فى الطفل أو الإنسان، ومنها الهدوء مثلا أو الحكمة
وتضيف: الطباع تورث أحيانا، ويحدث كثيرا أن فى محيط العائلة نقول عن طفل عنيد مثلا انه يشبه جده أو أباه أو عمه، ولكن يجب أن نفهم أن كل مايتم توريثه من طباع قد يظهر أو لا يظهر فى شخصية الطفل حسب البيئة والتربية فهما يلعبان الدور الرئيسى فى الصفات الموروثة وأيضا المكتسبة، وهذا ما أثبته البحث العملى فى الخارج إذ تم فصل توأم متماثل أى من بويضة انقسمت بعد تلقيحها، فور الولادة ووضع الأول فى بيئة تعلم مستمر وتنمية مهارات، بينما الثانى كان فى بيئة عادية وبعد سنوات تم قياس مستوى الذكاء فإذا به مرتفع جدا فى الطفل الأول مقارنة بالثانى رغم أن الذكاء أمر فطرى إلا أنه ينمو أو يضمحل بفعل البيئة المحيطة
وتضيف:كلما كان احتضان الطفل مبكرا كان ذلك أدعى لتطبعه بصفات الأسرة البديلة، إذا أضفنا إلى ذلك عملية الإرضاع ودور اللبن فى التكوين الجسمانى والعقلى للطفل وإلا ماكان الإسلام حرم زواج أخوات الرضاعة
أدوية اللبن آمنة
صحيح أن التضامن لا تضع إرضاع الطفل شرطا لكفالته بالبيت إلا أن الأغلبية، تفضل ذلك ولذا سألنا الدكتور محمد عبداللطيف أستاذ النساء والولادة بجامعة عين شمس فأجابنا: كى تبدأ عملية إدرار اللبن لابد من التدخل الطبى بقليل من العقاقير بهدف التعامل مع الهرمونين المعنيين بهذه القصة فى جسد أى أنثى وهما البرولاكتين، والدوبامين، فالأول يحفزإنتاج اللبن والثانى يثبطه ويمنع إفرازه، ويعتمد البروتوكول المتعارف عليه فى مصر والخارج على تحضير جسد المرأة قبلها بفترة من خلال أقراص منع الحمل لتعلية الهرمونات، مع أخذ أقراص ديمبريدون وهو دواء يقلل الدوبامين وبالتالى يؤدى لزيادة البرولاكتين، إلى أن يبدأ حدوث زيادة فى حجم الثدى ومع تطبيق ارشادات التدليك الموضعى، يبدأ اللبن فى الظهور حينئذ يتم إيقاف أدوية منع الحمل والاستمرار على الدواء المثبط للدوبامين فقط، ويشير إلى أن الأعراض الجانبية مقبولة ولاتشكل أى خطورة على الجسم ولاتخرج عن حدوث بعض الانتفاخ فى الجسد أو اعتلال بسيط فى المزاج، ورغم أن فى الغرب لا ينشغلون بقصة التحريم إلا أن كثيرا من النساء يقبلن على هذا البروتوكول من أجل الشعور بمتعة الأمومة مع الأطفال المتبناة.
نقلا عن صحيفة الأهرام
شيماء حققت حلم الأمومة وبانتظار الزواج
إنجاب ياسمين لم يمنع احتضانها «مريم»
طفل مجهول عُثر عليه داخل كرتونة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.