رغم دخول اتفاق وقف اطلاق النار حيز التنفيذ منذ ايام فى قطاع غزة وانتهاء المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلا أن الاحتلال الصهيونى يتعمد تجويع الفلسطينيين عبر عدم السماح بدخول مساعدات كافية ما يتسبب فى استمرار المجاعة التى وصلت إلى ذروتها خلال الأسابيع الآخيرة من معركة طوفان الأقصى التى تواصلت على مدار عامين . كانت الأممالمتحدة وبرنامج الغذاء العالمى وعدد من المؤسسات الدولية المعنية ، فد اعترفت بأن مكافحة المجاعة في غزة ستتطلب وقتاً. وطالبت الاحتلال الصهيونى بعدم عرقلة دخول المساعدات من أجل رفع المُعاناة عن أهالي القطاع معربة عن أسفها لأن الاحتلال دمر القطاع الزراعى مصدر الغذاء الأساسى فى غزة .
مساعدات أقل من الاحتياجات
فى هذا السياق كشف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أنه تمكن من إدخال حوالي 560 طنًا من المواد الغذائية يوميًا إلى غزة منذ بدء وقف إطلاق النار بين حماس ودولة الاحتلال مؤكدا أن هذا الحجم لا يزال أقل بكثير من تلبية الاحتياجات الإنسانية في القطاع. وقال البرنامج إنهم يحتاجون إلى فتح المعابر مع شمال قطاع غزة لإدخال المساعدات والوصول إلى المناطق الأكثر احتياجا. وكشف ان لديه الغذاء والفرق والشبكات التي تُمكّنه من إطعام جميع الفلسطينيين بقطاع غزة لمدة 3 أشهر شريطة صمود وقف إطلاق النار. وأكد البرنامج في تدوينة عبر منصة شركة إكس استعداده لزيادة المساعدات الغذائية إلى غزة، عقب وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري، بعد عامين من حرب إبادة ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيونى بدعم أمريكي وأوروبى .
الطرق مدمرة
وأكدت عبير عطيفة المتحدثة باسم البرنامج، أن وقف إطلاق النار فتح نافذة ضيقة من الفرص، وبرنامج الأغذية العالمي يتحرك بسرعة لتوسيع نطاق المساعدات الغذائية . وقالت عبير عطيفة فى تصريحات صحفية : ما زلنا دون المستوى المطلوب، لكننا نحرز تقدمًا موضحة أن بعض المناطق في غزة تشهد أوضاعًا شبيهة بالمجاعة . وشددت على أن إنهاء الأزمة يتطلب دخول آلاف الشاحنات أسبوعيًا إلى القطاع المحاصر مؤكدة أن البرنامج، لم يتمكن بعد من بدء توزيع المساعدات في مدينة غزة، بسبب استمرار إغلاق معبري بيت حانون (إيرز) وزيكيم في شمال القطاع، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية. وأشارت عبير عطيفة إلى أن الوصول إلى غزة وشمال القطاع بالغ الصعوبة، مؤكدة أن قوافل الغذاء تواجه عراقيل بسبب الطرق المدمرة أو المغلقة، مما يعيق حركة شاحنات الطحين والمواد الجاهزة للأكل من الجنوب نحو الشمال. وأضافت: دخلت 57 شاحنة إلى جنوب ووسط غزة ، ونعتبر ذلك تطورًا إيجابيًا، لكنه لا يزال دون الحد الأدنى المطلوب وهو ما بين 80 إلى 100 شاحنة يوميًا موضحة أنه رغم دخول كميات محدودة من المواد الغذائية إلى شمال القطاع، إلا أن القوافل لا تزال غير قادرة على إيصال كميات كبيرة من المساعدات إلى تلك المناطق الأكثر تضررًا.
أسعار المواد الغذائية
وحذّرت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، من الارتفاع غير المسبوق في أسعار المواد الغذائية بقطاع غزة نتيجة تدمير الأراضي الزراعية واستيلاء الاحتلال الصهيوني عليها. وقالت (الأونروا) في بيان لها إن جميع الأراضي الزراعية في القطاع تقريبًا باتت مدمّرة أو يتعذر الوصول إليها، ما حرم آلاف العائلات من مصادر رزقها ورفع أسعار السلع الأساسية إلى مستويات غير مسبوقة، بعد عامين من الحرب الصهيونية المدمّرة. وأشارت إلى أن العائلات التي كانت تعتمد على الزراعة كمصدر دخل فقدت قدرتها على تحمّل تكاليف الغذاء، حتى مع عودة بعض المنتجات إلى الأسواق مؤكدة ارتفاع سعر كيلو الطماطم من 60 سنتًا إلى 15 دولارًا في حال توفرها. ودعت الأونروا إلى تدفق المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون قيود إلى غزة، مؤكدة أن ذلك ضروري حتى يتم إعادة بناء القطاع الزراعي واستعادة الأمن الغذائي للسكان.
معبر رفح
فى المقابل طالبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بفتح الجانب الفلسطيني من معبر رفح وبدء الإعمار بشكل عاجل. وشددت الحركة فى بيان لها على ضرورة استكمال انسحاب قوات الاحتلال إلى المواقع المتفق عليها . ودعت إلى ضرورة الشروع الفوري في استكمال تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة
القطاع الزراعي
وكشف المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أن خسائر القطاع الزراعي في غزة تجاوزت 2.8 مليار دولار بسبب تعطّل أنشطة الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية، مما انعكس سلبا على الدورة الاقتصادية. وقال المكتب فى بيان له : جيش الاحتلال الصهيونى دمر أكثر من 94 % من الأراضي الزراعية في القطاع من أصل 178 ألف دونم، لتتراجع بذلك القدرة الإنتاجية من 405 آلاف طن سنويا إلى نحو 28 ألف طن. وأوضح أن عامين من الإبادة أديا إلى تقلص مساحة الأراضي المزروعة بالخضراوات من أكثر من 93 ألف دونم إلى 4 آلاف فقط. وأشار المكتب إلى أن جيش الاحتلال دمر على مدى عامي الإبادة ألفا و233 بئرا زراعية وأخرجها من الخدمة، وما يزيد على 85% من الدفيئات الزراعية .