أسعد الحضور بحديثه باللغة العربية فى أولى جلسات المؤتمر السنوى الثالث لمواجهة التطرف، ووصفه السياسى المحنك والكاتب والمفكر الدكتورمصطفى الفقى بأنه يدرك الكثير من التفاصيل حتى بات يبدو كأحد فقهاء المسلمين، ونبه إلى الفكرة الجديدة التى قدمها وتتعلق بتوجه فى الصين نحو ما عرفه ب«صيننة الإسلام» وقصد بها الطابع الصينى للإسلام.. إنه الدكتور دينج لونج أستاذ بجامعة الإقتصاد والتجارة الدولية ببكين ونائب العميد والمتخصص فى دراسة الإسلام السياسى والحركات الإسلامية والفكر السلفى والعضو البارز فى العديد من الجمعيات المعنية باللغة العربية والشرق الأوسط. وفيما يلى نص الحوار : ◄ جذبتم إنتباه المشاركين بإثارة مصطلح «صيننة الإسلام» فما هو تعريفكم للمصطلح؟ «صيننة الإسلام» ليس المقصود بها «صيننة» دين الإسلام كعقيدة أو كعبادة، فأركان الإسلام الخمس ثابتة كما هى، إنما المقصود بها صيننة الإسلام كثقافة. فالإسلام كثقافة والمسلمين فى الصين كمواطنين يجب أن يتعايشوا مع المجتمع الصينى لأن المسلمين أقلية فى بلد تعداده السكانى مليار وثلثمائة مليون نسمة. وتهدف «صيننة» الإسلام إلى بناء جسم إسلامى صينى يمكن أن يقى من مخاطر الفكر المتطرف القادم من الخارج مثل الفكر السلفى الجهادى وما شابه. ◄ أعتقد أنك تتحدث هنا عن مواجهة للتطرف على المستوى الفكرى؟ نعم، هذا سليم. ◄ وكيف نبعت مبادرة «صيننة الإسلام» فى الصين؟ تهدف المبادرة إلى إضفاء الخصائص الصينية على المسلم الصينى وما يقوم به. فيجب أن يكون هناك «فارق» بين المسلم الصينى والمسلم فى أى بلد آخر. وقد طرح الرئيس الصينى تلك المبادرة فى المؤتمر الوطنى حول الأديان فى الصيف الماضى. وأعتقد أن المسلم الصينى يجب أن يكون مختلفا ولكن ليس من حيث العقيدة. ولكن يكون اختلافه من حيث الثقافة والعادات والتقاليد. فالهوية الوطنية يجب أن تأتى فى المقام الأول. فليس بالضرورة أن يكون المسلم الصينى فى ملبسه وهيئته مماثلا لملابس وهيئة المسلم فى دولة أخرى. وكذلك يجب أن يكون للمساجد طابعها المعمارى الصينى. فهناك جهات أجنبية تحاول فرض فهمها وما تعتقد أنه الأصح بالنسبة للإسلام. ونحن فى الصين نرفض ذلك. ◄ وما هى تلك الجهات التى تحاول فرض رؤيتها وفهمها للإسلام على المسلمين الصينيين؟ إنها الجهات المتطرفة ولا تستبعد أن هناك جهودا من بعض الدول، ولكن معظم تلك الجهود تكون من أفراد وجماعات تعمل تحت مسميات خيرية ودعوية ولكنها فى الحقيقة لديها أجندات سياسية. ◄ فى رمضان الماضى أثارت بعض وسائل الإعلام الأجنبية أن هناك قرارات حكومية صينية للتضييق على المسلمين، فما صحة ذلك؟ هذه أمور لا أساس لها من الصحة. فهناك حرية دينية مضمونة فى الصين. فالمسلم الصينى له الحق فى الصلاة والصوم ويمكنه أن يؤدى فرائضه الدينية بكل حرية. ◄ هل أفهم من ذلك أن تلك الأنباء كانت تحركا دعائيا ضد بلادكم؟ نعم هناك جهات تحاول تضخيم بعض الأحداث الصغيرة وإختلاق بعض الأحداث والتقارير التى لا أساس لها من الصحة على الإطلاق.