العالم بلا أشجار: الكارثة التي ستغير الحياة على الأرض"    ذكرى الطوفان الثانية يتصدر "التواصل".. ومراقبون: السادس والسابع من أكتوبر يومان للكرامة    بولندا تدرج شركتين في قائمة عقوباتها بزعم ارتباطهما بروسيا    الزمالك يستقر على بقاء فيريرا رغم تراجع النتائج.. وشرط جزائي يعادل راتب موسم كامل    طولها 120 متر..حقيقة احتجاز طفل داخل ماسورة غاز بقرية ناهيا في الجيزة..تفاصيل    تعرف على حالة الطقس في أسيوط غدا الأربعاء 8102025    وزير الخارجية يشكر سامح شكري بمناسبة فوز مصر بمنصب مدير عام اليونسكو    احتفالا بذكرى نصر اكتوبر... عروض كورال وفنون شعبية وإنشاد بثقافة اسوان    بيومي فؤاد يعيش حالة من النشاط الفني بين السينما والدراما    باسم يوسف يكشف السر وراء عودته لشاشة التلفزيون المصري    مواقيت الصلاة فى أسيوط غدا الأربعاء 8102025    محافظ الغربية يستقبل نائب وزير الصحة ويؤكد القطاع الطبي يشهد طفرة غير مسبوقة    المستندات المطلوبة للترشح في انتخابات مجلس النواب 2025    إلى أين يتجه الصراع بين دمشق والأكراد؟ اشتباكات حلب تفتح الباب لسيناريوهات مقلقة    رئيس فنزويلا يطلب من بابا الفاتيكان المُساعدة في الحفاظ على السلام    الطلاب الممنوعون من تطعيمات المدارس بأمر الصحة    اكتشاف يجعل المستحيل ممكنًا «عباءة الإخفاء الكمومية» تمنح أمريكيًا وبريطانيًا وفرنسيًا نوبل الفيزياء    هؤلاء ممنوعون من السفر لحج القرعة لعام 2026 (انفوجراف)    السجن 3 سنوات لمتهم بسرقة هاتف من سائق فى مصر القديمة    سلة الزمالك يهزم ألعاب دمنهور في بطولة دوري المرتبط    لتطوير منظومة العمل الإداري .. الزمالك يعتمد تشكيل المكتب التنفيذي الجديد بخروج أحمد سليمان ودخول محمد طارق    عقوبات الجولة العاشرة من الدوري المصري    إنتر ميلان يدرس ضم أكانجي بشكل نهائي من مانشستر سيتي    محافظ المنوفية يحيل عدداً من المختصين بالزراعة والوحدة المحلية بالبرانية وجريس للنيابة    شحاته السيد عضواً بتحالف اليونسكو للدراية الإعلامية والمعلوماتية    مدبولي: استضافة مصر لقاءات بين حماس وإسرائيل دليل على قوتنا الإقليمية    قبل مغادرته.. البابا تواضروس يُدشّن كنيسة أُنشئت بأمرٍ ملكي في عهد الملك فاروق قبل أكثر من 80 عامًا    4 أبراج روحهم في مناخيرهم.. العصبية جزء من شخصيتهم    خاص.. كيشو ممنوع من تمثيل أي دولة أخرى غير مصر حتى يناير 2028    محافظ الغربية يفتتح الملعب القانوني الجديد بنادي السنطة بتكلفة 797 ألف جنيه    فتح باب التسجيل لقبول دفعة جديدة من الدارسين برواق العلوم الشرعية والعربية بالأزهر    وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يزور مدرسة WE للتكنولوجيا التطبيقية (صور)    لمناقشة عدد من الملفات المهمة.. بدء اجتماع الحكومة الأسبوعي برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي    توزيع جوائز مسابقة أفضل مقال أو دراسة نقدية حول الأفلام القصيرة جدًا بأكاديمية الفنون.. غدًا    أسماء جلال من كواليس «فيها إيه يعني؟»: «كل واحد يخليه في حاله»    سوق حضارى جديد ببنى مزار للقضاء على الأسواق العشوائية بالمنيا    «بصلي وبصوم وبسرق وعاوزة أكفر عن ذنبي».. أمين الفتوى يجيب    رمضان عبد المعز: الإيمان بأقدار الله يُريح الروح ويُهدي القلب    ما حكم سب الدين عند الغضب؟.. أمين الفتوى يُجيب    كشف غموض اقتحام 3 محال تجارية في قنا    مجلس جامعة حلوان يستهل جلسته بالوقوف دقيقة حداد على روح رئيس الجامعة الأسبق    تُدشّن مبادرة الكشف المبكر عن أمراض سوء التغذية لطلاب المدارس بالمنوفية..صور    «فوائد بالجملة».. ماذا يحدث لجسمك عند تناول كوب من الشاي الأخضر في الصباح؟    وزير الخارجية يلتقي رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري    سكرتير عام المنيا يتابع معدلات تنفيذ المشروعات التنموية    بسبب معاكسة فتاة.. إصابة شخصين في مشاجرة بالأسلحة البيضاء في أوسيم    بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم: أحمد عمر هاشم خدم كتاب الله وساند المسابقة    قطاع الأمن الاقتصادي يضبط 2691 قضية متنوعة خلال 24 ساعة    اليونيسيف: أطفال غزة يعيشون رعبا ينبغي ألا يواجهه أي طفل    مدبولي يوجه بتوفير التغذية الكهربائية للمشروعات الزراعية الكبرى    كيروش: مواجهة قطر صعبة.. ونطمح للانتصار في بداية مشوار التأهل    محافظ بورسعيد للطلاب: عليكم بالتمسك بالأخلاق الحميدة التي يرسخها الأزهر الشريف    جامعة القناة تنظم مهرجان سباق الطريق احتفالًا بذكرى انتصارات أكتوبر (صور)    أغلقوا المدرسة قبل موعدها، تحويل العاملين بابتدائية قومبانية لوقين بالبحيرة للتحقيق    الأهلي يحيل ملف ثلاثي الفريق إلى لجنة التخطيط لحسم مصيرهم    وكيل صحة بني سويف يشيد بدور التمريض: العمود الفقري للمنظومة الصحية    ضبط 99 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    وزير الخارجية: نثق في قدرة الرئيس ترامب على تنفيذ خطة غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدير "بيت الحكمة": بكين لا تضطهد الإسلام و"خليج السويس" سيتحول إلى منطقة صينية
نشر في محيط يوم 04 - 02 - 2017

الحضارة الصينية الوحيدة المحافظة على تقاليدها
الغرب يضغط على الصين من جانب الأقليات
الحرية في الصين تختلف عن العالم
يجب أن نحدد ماذا نريد من الصين
"اطلبو العلم ولو في الصين" بذلك الحديث الشريف حثنا النبي على طلب العلم أينما كان، وعملت الصين على تقديم العلم إلى العالم العربي، من خلال عدة وسائل منها مشروع "بيت الحكمة" الذي أسسه الباحث المصرى أحمد السعيد، فيقوم على إنشاء بنوك المعلومات الصينية العربية الرقمية، ومنصة ترجمة إلكترونية من الصينية إلى العربية والعكس.
في حواره مع شبكة الإعلام العربية "محيط" على هامش فعاليات بيت الحكمة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب ، سرد لنا أهداف بيت الحكمة، وأسرار عن الشعب الصيني وحضارتها، وكيف يري الصيني الشعب المصري وحضارته.
وإليكم الحوار:
كيف بدأ مشروع بيت الحكمة؟
بدأت فكرة انشاء بيت الحكمة ، بعدما تخرجت في قسم اللغة الصينية بجامعة الأزهر في عام 2005، وعملت مرشدا سياحيا باللغة الصينية، وشاركت في التحضير للدورة الأولى لمنتدى التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية، والذي شارك فيها 27 ناشر، فأردت أن أستفيد من كل هؤلاء الناشرين وقمت بتأسيس بيت الحكمة مع صديقي في 2011، وفي 2012 دخل معانا شريك ثاني.
وما سبب تسميته ببيت الحكمة؟
أردت أن يكون مثل بيت الحكمة الذي أنشأه الخليفة المأمون في بغداد قبل 1200 سنة، فالهدف من ذلك نشر الثقافة الصينية في العالم العربي ونشر ثقافة الدول العربية والعالم الإسلامي في الصين لتعريف الصينيين على العالم الإسلامي فهم لا يعرفون عن العرب إلا أنهم يتزوجون 4 ولا يأكلون لحوم الخنازير ويركبون الجمال.
وما هي الخدمات التي تقدمها؟
إنشاء بنوك المعلومات الصينية العربية الرقمية، حيث تم التعاقد مع دار الكتب والوثائق بإعطاء كتب منذ عام 1831 لوضعه على المكتبة الالكترونية، ومنصة ترجمة إلكترونية تعمل مباشرة بين الصينية العربية والعكس، وتبادل حقوق النشر، وتنظيم معارض، وتوزيع الكتب العربي، والأفلام الوثائقية.
كما أن هناك خطة في مجال الكتب الإلكترونية والأفلام والمسلسلات التلفزيونية لترجمة الكتب الإلكترونية والأفلام والمسلسلات التلفزيونية الصينية الممتازة للعربية وترويجها إلى العالم العربي، وأبرزها شخصية السندباد، وأصبح يعمل في بيت الحكمة الآن 72 موظفا و37 مترجما.
هل توجد توسعات لكم في الوطن العربي؟
لنا مكتب في القاهرة، ودبي والمغرب، كما أننا نحرص على المشاركة في كافة المعارض التي تقام بالوطن العربي، فنشارك كل سنة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في مصر ومعرض الشارقة الدولي للكتاب ومعرض أبو ظبي الدولي للكتاب في الإمارات ومعرض الدار البيضاء للكتاب في المغرب لترويج الأعمال الثقافية الممتازة الصينية إلى الدول العربية.
لكن المشروع ترجم أكثر من 500 كتاب من الصينية إلى العربي مقابل نحو 50 من العربية إلى الصينية.. لماذا هذا التفاوت؟
لأن الصين تعمل الآن على نشر ثقافتها في دول العالم، وخصصت ميزانية ضخمه لنشر ثقافتها، إلا أن العالم العربي وعلى وجه الخصوص مصر لم تقم بتوفير الميزانية اللازمة، وذلك لتدهور الحالة الاقتصادية، فأننا نقوم بترجمة الكتب العربية إلى صينية على استحياء.
ما هي أبرز الأعمال المصرية التي ترجمت إلى صينية؟
كتاب رد قلبي، وسيرة حياة ابن بطوطة، وإبراهيم عوض ، و"حياة محمد" الذي طبع لنحو 11 طبعة، وكتب إبراهيم الغيطاني، فأنا أحاول عمل توازن بين الثقافة العربية والصينية.
هل دراسة الثقافة وتعلم اللغة الصينية سهلة على الشباب العربي؟
صعبة في دراستها، وذلك لأن الحضارة الصينية الوحيدة المحافظة على تقاليدها منذ 5000 سنة، عكس الحضارة الفرعونية المصرية ، فليس لدينا الآن فراعنة، ولا يوجد في العراق الحضارة البابلية الآن .
وما تأثير حجب مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيس بوك" على الشعب الصيني؟
بالتأكيد أثر في تواصلهم مع العالم الخارجي، إلا أن الحكومة الصينية قامت بإنشاء بديل لكل موقع، كما أنه هناك ثقة متبادلة بين الشعب والحكومة، منذ عام 1949 فما فعلته الصين جعلها الأقوى حول العالم اقتصاديا.
هل يؤثر هذا على الحريات لدى الصينيين ؟
مفهوم الحرية في الصين يختلف عن العالم، فالحرية لديهم "أنت حر فيما لا تضر"، وليس لك دخل في الشؤون السياسية مادامت استطاعت تقديم لك المأكل والملبس وحياة آمنة، هي فكرة الثقة المتبادلة بين الحكومة والشعب، فالمواطن الصيني العادي لا يشعر أو يفهم معنى الحرية المغلقة وهو يعي أنه يعيش جيدا، فلديهم"كوميكس" والنكت للسخرية من الحكومة وبرامج للحديث عن المسئولين.
هل هذا لا يعرضهم لأي مساءلة؟
إطلاقا، فتعامل الشرطة نفسه مع المواطن الصيني جيد، فالشرطي يتعامل برقى مع المواطن بشكل يجعل الصينيين لا يعانون من مشاكل.
وماذا عن نسبة الجريمة داخل المجتمع الصيني؟
أحد الفلاسفة الصينيين له نظرية أنه إذا انقطعت الكهرباء عن طوكيو وشغنهاي ونيويورك وباريس في اللحظة نفسها فأقل معدل جريمة سيكون في شنغهاي، لأن التعاليم الكونفوشيوسية والبوذية أثرت بشكل كبير في ثقافتهم فهم لا يرتكبون الخطأ لأنه عيب وحرام بل لكونه مسيء لهم ولأسرهم.
لكن ظواهر الاغتصاب أو التحرش موجودة كأي مجتمع لكنها غير ظاهرة والدولة قوية وهذا يجعل المواطن يعي أنه له حقوق وعليه واجبات.
ما هو الوضع داخل إقليم شينجيانج ذو الأغلبية المسلمة؟
الصراع به عرقي، فأقلية الاويغور يقولون أن حقهم عمل دولة تركمنستان الشرقية والمنطقة التي يعيشون بها تمثل 19% من مساحة الصين و80% من بترولها وحدودها مع 13 دولة برية من أصل 15 دولة تقع على الحدود البرية الصينية لأنها أكبر دولة بالعالم لها حدود، فمن الصعب أن ينفصل الإقليم فأعطتهم الحكومة منذ خمسين عاما حكما ذاتيا، لكنهم يصرون على الانفصال بأجندات أجنبية من وجهة نظر الحكومة الصينية.
وفي نفس المنطقة تعيش 32 أقلية ليس لديهم مشاكل مع الحكومة، فالأزمة ليست دينية فهناك قومية الهوي في منطقة نينشيا لها حكم ذاتي ومسلمين وكل شارع به مسجد تقريبا، فهذا صراع سياسي يستغل فيه الدين والصين ترى أنهم ممولين من الغرب لأن مركزهم الرئيس في تركيا وألمانيا ويتلقون دعم من الدول الأوروبية.
والصين بدأت تستشعر خطورتهم بعد انضمام ألف فرد منهم لتنظيم "داعش" وبدأوا يعودون للصين مع التهديد بعمليات إرهابية وخريطة داعش العالمية ضمت إقليم شينجيانج لدولتها.
هل استطاعت الصين السيطرة على ذلك؟
استطاعت السيطرة بالقبضة الأمنية وهذا ساعدها في مرحلة ما لكنها الآن ضارة، والصين بدأت تستشعر خطورة هذا فيجب أن تعرفهم بالإسلام الوسطي لأنهم يأتون بأفكار خارجية ويحاولون إحداث مشاكل داخل الدولة.
وهل هذا يعني أن نسبة الإرهاب داخل الصين كبيرة؟
ليست كبيرة لكن هناك عمليات تنفذ فوقعت عام 2013 عملية إرهابية داخل ميدان السلام السماوي أكبر ميدان بالعالم والأعلى تأمينا، والصين دائما ما تعطي سياسات تفضيلية لهذا الأقلية لتصمت وفكرة الانفصال غير مطروحة لكنهم يصرون على الاستقلال وهذا لا يخلق نقطة مشتركة للحوار فالعنف يولد عنف من كلا الجانبين.
وهذه القضية تشبه كثيرا قضية النوبة داخل مصر، فهل نقبل أن تستقل النوبة عن مصر؟ لا فهي جزء منها لكن لا بد من إرضاء النوبيين وإعطاءهم بعض الحقوق، والحكومة الصينية بدأت تتخذ ذلك وجعلت التعليم لهذه الأقلية باللغتين اليغورية والصينية في كل مراحل التعليم وأنشأت لهم جامعات خاصة للحفاظ على ثقافتهم ولهم دعم شهري من الحكومة ولهم الحق في إنجاب أكثر من ثلاثة أطفال.
الصين ليست في صراع مع الدين، فهي تمتلك 55 أقلية بينهم عشرة مسلمين منهم أقلية الايغور محل المشكلة لكن التسع أقليات الباقية تعيش في سلام.
يعني أن الصراع سياسي لا يركز عن كونهم مسلمين أو غير مسلمين؟
نعم، فالصين أيضا لديها مشكلة مشابهة مع البوذيين في التبت، فزعيم التبت دالاي لاما هرب من الصين إلى فرنسا والآن ينادي بالاستقلال، والتبتيون يعاملون أسوأ من معاملة المسلمين في حالات العنف، فالفكرة قوة الدولة أو الحفاظ على أمن الدولة بغض النظر عن الطرف الآخر وديانته فمفهوم الدولة هو الأساس.
وهناك مسئولين بالصين مسلمين منهم نائب رئيس الوزراء في الدورة السابقة، ووزير الأديان، وحاكم مقاطعة نينسيا وحاكم مقاطعة تشينجيانج جمعيهم مسلمين، فالأمر ليس دفاعا عن الصين لكن النظر بمنظور مختلف لأنهم لا يضطهدون الإسلام، فالحادثة التي وقعت العام الماضي بإجبار الطلبة المسلمين على تناول البطيخ بالإكراه حدثت بالفعل لكن تمت إقالة رئيس الجامعة ومسئول الحزب بها في اليوم نفسه.
ومسلمو قومية خوي لا يشتكون من الاضطهاد أو منعهم من الصيام، على عكس الايغور الذين يشتكون من منعهم من الصيام وهذه حالات فردية موجودة، ويفسرها الصينيون وفقا لنص الدستور بأنهم دولة لا دينية فبالتالي ممنوع ممارسة أية شعيرة دينية أثناء العمل، منها الصيام فهو هنا يملك مبرر دستوري بمنع ممارسة العمل أثناء الصيام ومن يرغب في الصيام فليحصل على إجازة.
والغرب له مشاكل اقتصادية مع الصين ويحاول أن يضغط من جانب الأقليات وحقوق الإنسان ليحقق بعض المصالح الاقتصادية.
تقصد أن تصدير فكرة اضطهاد الصين للإسلام مستهدفة؟
الفكرة غربية بالأساس وهي نفس فكرة أن الإسلام دين الإرهاب ، فالرئيس الصيني زار أحد المساجد منذ شهرين وقال للمسلمين داخله انه يجب أن نحافظ على صينية الإسلام وأنه متفق مع الإسلام في العالم كله في الإيمانات الست والأركان الخمس ولكن في ثقافته مرتبط بالثقافة الكونفوشيوسية والبوذية التي هي سلمية بذاتها وله ثقافة خاصة بالصين فيجب أن يحافظوا على الشعائر، فهو طرح فكرة صيننة الإسلام أي إبراز هوية الإسلام الثقافية الصينية وهي سابقة لم يقم بها أحد.
وكيف يمكن علاج تلك الأزمة؟
الغائب عن الأزمة هو الحوار، فالصين تحتاج إجراء حوار داخلي مع الأقليات وتحديدا مع الايغور، ونحن نحتاج لحوار مباشر مع الصين لكي نتعرف على هذه المشاكل مباشرة وهم دعوا لذلك أكثر من مرة للتحاور مع الأزهر وتفعيل دوره داخل الصين فهم يريدون الحفاظ على الإسلام الوسطي لأنهم قلقون من فكرة التشيع والوهابية.
وماذا عن البعثات الصينية التي تأتي للدراسة في الأزهر؟
منذ عام 1932 والوفود الصينية للأزهر لم تنقطع إلى الآن، والأزهري الذي يعود للصين يعامل هناك معاملة الإمام وينادونه بذلك، فالأزهر هناك له كل الاحترام والتقدير، واللغة العربية عند مسلمي الصين تسمى اللغة المقدسة.
ننتقل إلى الجانب الاقتصادي وتواجد الاستثمارات داخل مصر كيف سيكون شكلها خلال الفترة المقبلة؟
يجب أن نتعرف على الصين لكي نعرف ماذا نحتاج منهم؟ وهم يتعرفوا علينا لكي يعرفوا احتياجاتنا ويساندوننا، والصين تتجه الآن لفكرة الحلفاء وترى أن حليفها الأكبر في المنطقة العربية والشرق الأوسط هو مصر، لكنهم ينتظرون حتى استقرار الأوضاع في جميع النواحي ويبدأون في ضخ استثماراتهم، فبالنظر إلى استثماراتهم في المغرب والجزائر مهولة، فينفذون أكبر ميناء في العالم في طنجة وأكبر مشورعات تكرير غاز في العالم في الجزائر.
وماذا عن مشروعاتهم داخل مصر؟
منطقة خليج السويس كلها ستتحول إلى منطقة صينية وهذا يرتبط بنسبة الاستقرار في مصر.
وهل استبعدت الصين ، مصر من مشروع الحزام والطريق؟
إطلاقا، هم يعتبرون أن قناة السويس هي نهاية الخط الواصل على طريق الحرير البحري، وتعتبر الإسكندرية هي محطة رئيسية على طريق الحرير البري، وأن مصر من الدول ال68 المعلن عنهم في مشروع الحزام والطريق فهي الدولة الأفريقية الوحيدة الموجودة في المشروع.
وخلال زيارة الرئيس الصيني الماضية في يناير العام المنصرم كانت أكبر تأكيد على ذلك بعد انقطاع 12 عام، جاء الرئيس وطرح أكثر من مشروع، لكن يجب أن نحدد ماذا نريد نحن فلا يجب أن نقترح عليهم عمل مدينة ترفيهية في العاصمة الإدارية الجديدة في حين إننا نستطيع أن نقترح عليهم مشروعات سكك حديدية وبنية تحتية واستصلاح أراضي فهم يمتلكون الخبرات كما أنها الآن هي أكبر دولة مانحة للاستثمار في العالم.
هناك فكرة سائدة عن المنتجات الصينية أنها غير جيدة بشكل كبير فما رأيك؟
صحيح لكن ذلك يعود للمستورد المصري، فالصين ممنوع بها بيع المنتجات المقلدة وعقوبة ذلك حبس ثلاث سنوات، وشركة "أبل" أغلقت هناك 21 مصنع كانوا يقلدون منتجاتها والأسعار داخل الصين ثلاثة أضعاف الأسعار المصرية، لكن المستورد المصري يلجأ للصيني صاحب مصنع "بير السلم" ويطلب منه منتج ما بسعر قليل، فالصيني ينتج بمادة خام سيئة جدا ليبيع له لأنه تاجر، والذي يحدد الجودة هو المستورد أو المستثمر المصري.
ونحن لا نمتلك آلية للرقابة على الواردات، لكن المنتج الصيني هو الأكثر مبيعا في أمريكا وأوروبا لكن بالمواصفات العالية، فالحكومة الصينية بعد أن بدأت تغزو العالم بمنتجاتها عملت سياسة المرتجع الضريبي فتصدر للخارج، والضريبة التي يدفعها المصدر بنسبة 17 أو 18% ستعيدها إليه بنسبة أعلى لأن المصدر يساهم في الاقتصاد فبدأ المستثمر للبيع بأسعار أقل من السوق المحلي، والمنتج الواحد له عشر دراجات للجوة.
وهل من الوارد أن يتحول اليوان الصيني إلى عملة رئيسية للتعامل في مصر والعالم؟
هذا سيتوقف على خطط الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، فإذا ضغط في تلك النقطة فالصين يمكن أن تتنازل لأنها لا تزال تحتاج التعاون مع أمريكا ولديها 60% من الاستثمارات الخارجية في أمريكا، لكن اليوان لن يصل لمرحلة أن يكون عملة رئيسية في سلة العملات في العالم قبل عشر سنوات.
وفي 2017 يمكن لمصر أن تستخدم اليوان في تعاملاتنا المباشرة مع الصين، فالصراع الدولي حاليا أصبح بين أمريكا والصين وروسيا واليابان أصبحوا في المرتبة الثالثة والرابعة.
كيف ترى مستقبل العلاقات الأمريكية الصينية بعد تولي ترامب؟
هناك سيناريوهان، ترامب يريد أن يبني دولة اقتصادية كبرى فقد يسحب كل قواته خارج أمريكا تدريجيا ويعيدهم إلى داخل الدولة لأنها تتسبب في تكلفة عالية أو قد ينفذ ما قال عنه في برنامجه الانتخابي أن تدفع الدول التي تتواجد بها قوات تكلفة ذلك وهذه تكلفة اقتصادية مرتفعة فقد يضطر للتعاون مع الصين، وبدأت بوادر ذلك بعد أن التقى جاك ما صاحب شركة علي بابا وقال إنه سيدخل ألف شركة أمريكية للسوق الصيني للبيع داخل الصين مباشرة بالدولار.
السيناريو الثاني أن يحدث تلاقي في بعض النقاط بأن تستغني أمريكا عن الضغط على الصين في فكرة حقوق الإنسان والأقليات، واعتقد أن ترامب سيتنازل عما وعد به في برنامجه الانتخابي تحت واقعية الإدارة في البيت الأبيض لأن المصالح الأمريكية ستتأثر والصين غير مستعدة للتنازل فهي الآن تقدم نفسه على أنه قوة وليست دولة ضعيفة تقبل الردود، وهذا لصالحنا ولصالح العالم.
كيف يكون ذلك لصالحنا؟
نحن نحتاج أن نقدم إثباتات أننا غير مؤثر علينا من الغرب وأننا نمتلك استقلالية القرار، والرئيس السيسي اعتقد أنه ذكي في هذه المسألة فهو زار الصين ثلاثة مرات في عام ونصف وسيذهب إليها قريبا، كما أن مصر ضيف شرف الصين في معرض الدول العربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.