شهدت قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة على مدار يومين، مؤتمر جامعة القاهرة الدولي للذكاء الاصطناعي، بعقد جلسة رفيعة المستوى بعنوان "الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم العالي: منظور قيادي". شارك في الجلسة نخبة من رؤساء الجامعات المصرية والدولية، ومسؤولي التعليم العالي، وعدد من عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس والطلاب. قيادة جامعية مستشرفة للمستقبل أكد الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، أن القيادة داخل المؤسسات التعليمية تمثل حجر الزاوية في تطوير منظومة التعليم العالي، موضحًا أن القائد الأكاديمي الناجح هو من يمتلك رؤية مستقبلية تدفع نحو الابتكار واستخدام الذكاء الاصطناعي في التطوير الأكاديمي والبحثي. وأشار إلى أن أبرز التحديات تكمن في البنية التحتية، والكوادر البشرية المؤهلة، وأخلاقيات الاستخدام، إلى جانب الحاجة لتأمين تمويل مستدام لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل الجامعات. الذكاء الاصطناعي وإعادة تعريف التعليم الأكاديمي من جانبه، شدد الدكتور أحمد دلال، رئيس الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، على أن التحول الرقمي الذي يفرضه الذكاء الاصطناعي يتطلب إعادة تعريف مفاهيم النزاهة الأكاديمية وآليات تقييم الطلاب، مؤكدًا أن أساليب التقييم التقليدية لم تعد كافية في عصر التكنولوجيا المتقدمة. وأضاف أن الجامعات مطالبة بتطوير مناهجها وبنيتها الرقمية لمواكبة التحولات العالمية في التعليم والتعلّم. سياسات وطنية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي وأوضح الدكتور مصطفى رفعت، الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات، أن المجلس يعمل على وضع سياسات وطنية متكاملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي، مشيرًا إلى إطلاق الإطار الاسترشادي الوطني للذكاء الاصطناعي الذي يضم عشرة محاور رئيسية تشمل أنماط التدريس، وأخلاقيات الاستخدام، وجودة العملية التعليمية. وأكد أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلًا عن عضو هيئة التدريس، بل أداة داعمة تعزز من جودة الأداء الأكاديمي. الجامعات المصرية تتحرك نحو التحول الذكي استعرض الدكتور محمد ضياء، رئيس جامعة عين شمس، تجربة الجامعة في تطبيق استراتيجيات الذكاء الاصطناعي، موضحًا تدريب 1600 عضو هيئة تدريس على استخدام التقنيات الحديثة، بينما دعا الدكتور محمد لطفي، رئيس الجامعة البريطانية بالقاهرة، إلى استحداث منصب "نائب رئيس الجامعة للذكاء الاصطناعي" لمواكبة الجامعات العالمية. توصيات المؤتمر لتعزيز التحول الذكي في التعليم اختُتمت الجلسة بعدد من التوصيات أبرزها: بناء قدرات القيادات الأكاديمية والطلاب في مجال الذكاء الاصطناعي، دمج التفكير النقدي داخل المناهج، تطوير سياسات حوكمة البيانات، وضمان خصوصية الاستخدام، إضافة إلى تعزيز التعاون الدولي في مجالات التعليم الذكي والبحث العلمي.