في حي نيوجيه في العاصمة الصينية بكين لاتخطئ العين مظاهر إسلامية وإن كانت بنكهة صينية فهناك مطاعم إسلامية ونساء محجبات وهناك المسجد الذي يرجع عمره إلي ألف سنة. في مقر الجمعية الإسلامية وهي منظمة تمثل الحقوق الشرعية لمسلمي الصين من مختلف القوميات وتهدف إلي تطوير المسلمين الصينيين وبناء الصين وفقا لمبدأ حب الوطن وحب الدين كان اللقاء مع عدد من مسئولي الجمعية ومن بينهم برهان كبير الأمين العام المساعد ونائبي الرئيس مصطفي يانجوبور وعماد الدين بانجين. يقول برهان كبير أن الجمعية تأسست سنة1953 لحماية مسلمي الصين الذين يبلغ عددهم20 مليون نسمة بينهم300 ألف في العاصمة بكين. ويضيف أن الصين بها35 ألف مسجد نصيب العاصمة منها80 مسجدا بينها مساجد كبيرة تتسع ل8 آلاف مصل, وهناك أيضا10 معاهد إسلامية و500 منظمة لرعاية مصالح المسلمين و40 ألف إمام. ويشير إلي أن حكومة الصين تتبني سياسة حرية الأديان ويتمتع المسلمون بحماية الحكومة التي تصدر ترجمات للقران الكريم والأحاديث النبوية باللغة الصينية ومن بين التسهيلات منح أراض لاقامة مدافن وهو أمر استثنائي في الصين, حيث تحرق أغلبية السكان البوذيون جثث موتاهم. ويضيف أن المسلمين الصينيين من أهل السنة, وينتمون للمذهب الحنفي ويصفهم بأنهم مثل راكبي مركب في محيط كبير لذا يتحتم عليهم النظر للأمام, حيث يبلغ عدد سكان الصين مليار و400 مليون نسمة أي أن نسبتهم1.4% من السكان ولامجال للدعوة بين الآخرين بل التركيز علي التعايش. تقول المصادر التاريخية أن بداية دخول الإسلام إلي الصين كانت في خلافة عثمان بن عفان( رضي الله عنه) علي يد الصحابي الجليل الحكم بن عمرو الغفاري, ولكن مرحلة الفتح الحقيقية كانت في عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان. وقد عرفت تركستان الشرقية التي أصبح اسمها شينجيانج, الإسلام قبل1300 سنة عن طريق التجار المسلمين الذين كانوا يحملون بضائعهم ومعها الإسلام إلي أي مكان يسافرون إليه وكان طريق الحرير المشهور يمر بها ويربط الصين ببلاد العالم القديم والدولة البيزنطية. وتركستان: مصطلح تاريخي يتكون من مقطعين, ترك وستان, ويعني أرض الترك, وتنقسم إلي تركستان الغربية أو آسيا الوسطي التي تشغل الثلث الشمالي من قارة آسيا وتركستان الشرقية التي تبلغ مساحتها(1.8) مليون كم2, أي خمس مساحة الصين, وهي تعد أكبر أقاليم الصين, ويزيد عدد سكانها علي(25) مليون نسمة, ويتكون سكانها المسلمون من أجناس مختلفة مثل اليوغور وهم يشكلون غالبية الإقليم, والتركمان, والقازاق, والأوزبك, والتتار, والطاجيك, ونسبة المسلمين بها نحو95%, والإقليم غني بثرواته الطبيعية من البترول والفحم واليورانيوم. إقليم شينجيانج تركستان الشرقية سابقا الذي يتمتع بالحكم الذاتي ويوجد به24 ألف مسجد وعاصمته أورومتشي كان مسرحا لأحداث دامية في يوليو2009 اعتبرتها السلطات الصينية أعمالا إرهابية من تدبير الانفصاليين وزعيمتهم في المنفي ربيعة قدير. في مقابل تلك الرؤية فإن زعيمة اليوغور تعتبر الاضطرابات العرقية إبادة عنصرية من قبل ماوصفته ب الاحتلال الصيني لشعب الإقليم المسلم في مقابل توطين عرق الهان الصيني في المنطقة وإبعاد المسلمين داخل الأراضي الصينية بحجة توفير فرص العمل. وفي مواجهة الدعوات الانفصالية يعتبر المسئولون الصينيون أن الحضارة الإسلامية في الصين جزء من الحضارة التقليدية الصينية وأن الثقافة الإسلامية اندمجت في الثقافة الصينية لتشكل تقافة إسلامية ذات خصوصية صينية.