هذا الذى يجرى مخيفا ومرعبا فى الموصل العراقية وحلب السورية هو العنوان الكاشف لحالة العجز والتردى التى تسود العالم العربى منذ 6 سنوات باسم الربيع العربى المزعوم الذى أدخل الأمة فى واقع الاقتتال الأهلى وبدء التدحرج نحو طريق التجزئة والتفكك. إن ما يجرى فى الموصل وحلب لابد أن يدفعنا إلى الاعتراف بأن الأمة العربية لم تواجه حالة من العجز بمثل ما هى عليه الآن بعد أن أصبحت الأرض العربية ساحة مفتوحة للقوى الدولية والقوى الإقليمية. ما يجرى فى الموصل والعراق ليس مجرد اقتتال أهلى أو حرب ضد الإرهاب وإنما هو واقع العجز الذى تعيشه أمتنا تحت رايات الربيع العربى المزعوم والذى أدى إلى إفرازات وتداعيات مخيفة بسبب الغيبوبة السياسية والفكرية الناجمة عن غياب صوت العقل وعدم القدرة على قراءة الواقع. ولم يكن للأمور أن تصل إلى ما وصلت إليه فى الموصل وحلب لولا تلك الأصوات القبيحة التى عملت طوال السنوات الأخيرة على إشاعة الإحساس بأن العجز العربى يمثل أمرا قدريا لا مجال للخروج منه تحت زعم الادعاء بأنه ليس بمقدورنا أن نتصدى لمؤامرة دولية بهذا الحجم. ومع أننى أسلم بصحة وجود مخططات أجنبية ولكن من الذى يسمح لهذه المخططات بأن تصبح واقعا يأخذ منا ليعطى الآخرين... أليس البعض منا هم الذين جندوا أنفسهم لخدمة هذه المخططات ووفروا لها التربة الملائمة لإنبات بذور الاحتجاج والعنف والفوضي. وإذا كان صحيحا بأننا لا نستطيع أن نغير مفاهيم القوى التى تتآمر علينا وتحرك أصابع الفتنة داخل بلادنا فإننا - فى ذات الوقت - نملك القدرة على عزل الأذرع والذيول من بين صفوفنا التى ليس لها من مهمة سوى إشعال الحرائق وتعميق التناحر والتشاجر فيما بيننا لكى نتعامى عن رؤية الخطر الذى يهددنا جميعا... والموصل وحلب مجرد مثال لما يمكن أن تتعرض له حواضر عربية أخرى إذا استمر العجز العربي! خير الكلام: من قلب المصاعب تتحقق المعجزات ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;