ما أبشع الحرب وما أبهظ تكاليفها خصوصا ما يتعلق بالجانب الإنسانى الذى يصعب ترميم ما تهدم منه بمثل ما يمكن ترميمه وإعادة بنائه من منشآت ومعدات وطرق وجسور وشبكات للكهرباء والمياه والصرف الصحى. حقا ما أبشع الحرب خصوصا تلك التى تدور بغير دوافع ملحة تتعلق برد العدوان الأجنبى أو طرد المحتل وطلب الاستقلال مثل الحروب الأهلية التى تدهم منطقتنا العربية حاليا فى العراقوسوريا واليمن وليبيا وهى حروب أهلكت الحرث والنسل على مدى يناهز 5 سنوات متصلة أدت إلى خسائر لا تحصى ليس لهذه الدول وحدها وإنما لدول المنطقة بأسرها! إن العراق الذى عرفناه غنيا وفتيا لم يعد له وجود فلم يعد بلدا غنيا وقادرا وإنما صار بلدا فقيرا ومعدما وكذلك لم تعد سوريا هى البلد الآمن المستقر وإنما أصبح الوطن السورى مسرحا للاقتتال العشوائى والخراب البنيوى ناهيك عن ليبيا البترولية التى أصبحت بلا ماء ولا كهرباء وكذلك الحال فى اليمن الذى كان يسمى باليمن السعيد فبات من أتعس الدول فى عصرنا الحديث. لمصلحة من هذا الذى يجرى تحت رايات خادعة ومضللة باسم الديمقراطية والبحث عن الحرية وطلب العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية... بئس هذا الربيع العربى المدمر الذى أكد أننا فى هذه الأمة نعانى من مشكلة كبيرة تتعلق بعقولنا وفهمنا لما يجرى فى العالم من تقدم وتطور واستقرار بينما نحن نتسابق لإشعال تلك الحروب الأهلية التى لا تستهدف تدمير بنية الدولة الوطنية فحسب وإنما تستهدف تدمير الدولة الوطنية ذاتها طبقا لأجندة الفوضى الهدامة التى زعمت كونداليزا رايس أنها الفوضى الخلاقة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد. ماذا يقول الذين شايعوا هذا الربيع البائس - عن حسن أو سوء نية - لمن شردتهم هذه الحروب الأهلية وهم بالملايين فقدوا الصلة بأوطانهم وأسرهم بعد أن فروا من هذا الجحيم باتجاه المجهول المخيف بعد أن أحسوا أن أوطانهم أصبحت خارج التاريخ... ليتهم يعتذرون وإن كان الاعتذار لا يكفى لرد الاعتبار لمن قتلوا أو أسروا أو شردوا بسبب أكذوبة الربيع العربى التى تحولت إلى حروب ملعونة! خير الكلام: علم بلا أدب مثل زكيبة على ظهر جمل ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله