لم يعد يساورنى أدنى شك فى أن ما يعرف باسم تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش» هو أكبر خدعة سياسية واستخباراتية فى العصر الحديث وأننا كالعادة نبلع الطعم ونتعايش مع الأكذوبة كأنها حقيقة مسلم بها دون البحث عن الجذور والنبش فى التفاصيل. أى داعش هذه التى لا هدف لها ولا مقصد سوى تشويه صورة الإسلام والمسلمين وتوفير الذرائع لأعداء هذه الأمة من أجل تغذية حملات التحريض الممنهجة باسم «الإسلامو فوبيا» وتهيئة المناخ الدولى لقبول العودة لزمن فرض الوصاية ونشر الهيمنة على دول المنطقة. وأين كانت القوى العظمى ذات الأجهزة الاستخبارية الرهيبة التى ترصد دبة النملة وتصور بأدق آلات التصوير حركة الذباب والبعوض داخل منازلنا عندما جرت مراحل إنشاء هذا التنظيم حتى اكتمل بناؤه بعشرات الألوف من المقاتلين من كل بقاع الأرض وبأحدث أجهزة الاتصالات والشوشرة الإلكترونية مع أفضل أسلحة القتال الخفيفة والمتوسطة ذات الكفاءة والتقنية العالية! وماذا عن التمويل الذى يتدفق على هؤلاء الخوارج من كل حدب وصوب وعبر بنوك ومصارف دولية ومن خلال أوسع نشاط فى زراعة وتجارة المخدرات كالحشيش والأفيون والبانجو.. وتلك قدرات تتجاوز قدرات وإمكانيات دول كثيرة فى القيام بكل هذه الأنشطة السرية والمحرمة قانونيا وأخلاقيا! ثم أليس مثيرا للشك والريبة ذلك العجز الفاضح لما يسمى بقوات التحالف الدولى فى التعامل مع هذا التنظيم ووقف تمدده وانتشاره رغم مشاركة ما يزيد على سبعين دولة فى الهجمات والغارات باستخدام أحدث ما فى الترسانة العسكرية من طائرات وصواريخ وقذائف موجهة بالليزر. ويزداد العجب عندما يقال إن «داعش» المزعومة تنظيم يرفع رايات أهل السنة والجماعة بينما كل هجماتهم خصوصا فى العراق والشام لا تستهدف سوى المناطق السنية ولا تجرؤ على الاقتراب من إيران كدولة أو من إيران عبر مصالحها الحيوية الموجودة بكثرة فى العراق وسوريا! المسألة باختصار أكبر وأعمق وأخبث من مسمى «داعش» ودلالاته المريبة إقليميا ودوليا! خير الكلام: لاتوجد ممحاة بوسعها أن تمسح الحقيقة بشكل كامل ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله