هل اصبحنا أضحوكة العالم فالعالم يرانا نسخر من الكبير والصغير وهي الفوضي الخلاقة، هل نعرف نتيجة سخريتنا من رموزنا سواء الفريق أحمد شفيق او الدكتور محمد مرسي فالدول الكبيرة تتابعنا لحظة بلحظة ونحن لم نترك شيئا إلا وسخطنا وسخرنا منه فكيف يرانا العالم وفي مقدمتهم أمريكا وإسرائيل هل تعتقدون أننا بهذا الشكل سوف ننال إحترام العالم ونحن نهزأ بكل شئ سرا وعلنا ؟ هذا هو المخطط المنظم لنا فقد وصلت الإتهامات والسخرية المفتراة على صفحات الجرائد والقنوات التليفزيوينة العامة والخاصة فهل هذه نتائج الثورة العظيمة التي قام بها شعب مصر في 25 يناير وأطاحت بالمخلوع وراقب العالم محاكمته ؟ هل هذا جزاء المجلس العسكري الذي عمل على تنفيذ مطالب الثورة وجعل من كل رموز الفساد في عهد مبارك عظة وعبرة وأدخلهم السجون ووضعهم خلف القضبان ؟ لقد أضعنا قيمنا وأخلاقنا بسبب هذا الكم الأخلاقي الهابط بنا في مستنقع لا مستقر له، فقد اصبحنا نسير على مقالب أخلاقية وأيا من مؤيدي الفريق شفيق أو مرسي أو حملة المبطلون لأصواتهم فكلنا مصريين نشرب من نفس المياه ونأكل من نفس الطعام ونعيش في وطن واحد وكلنا نلتقي على هم واحد وهو الحياة الكريمة لكل المواطنين مسلمين ومسيحين ونتذكر دائما أن خريطة الشرق الأوسط تتغير عندما تتغير مصر وهذا هو ثقل مصر إقليميا فما بالنا بأهمية مصر دوليا وشتان ما بين النقد الهادف والقذف الهادم. حملت الأيام الماضية كثيرا من الأحداث بداية من المليونيات والمظاهرات بالميادين، فتارة البرلمان فينتقد القضاء ثم القضاء يهاجم مجلس الشعب، وعلى صعيد الإنتخابات الرئاسية الفريق شفيق يهاجم جماعة الإخوان وجماعة الإخوان تهاجم الفريق شفيق ويظهر علينا الإعلاميين فيشعلون المعارك اكثر مما هي مشتعلة والشارع محتقن ولم يعد هناك سبيل لحل هذه الأزمات إلا المصالحة الوطنية وأعجبتني مبادرة حزب النور السلفي للمصالحة بين أطياف الشعب والقوي السياسية في سبيل إنقاذ الدولة من منزلق خطير، وكفانا تعصبا وإنحيازا ولننحاز للوطن وتندمج وتنصهر كل القوي الوطنية لخدمة المجتمع والوطن وإختلاف التيارات أمر طبيعي فالأراء تختلف داخل البيت الواحد فما بالنا داخل دولة وبين أفراد شعب تعداده 85 مليون مشكلته الحقيقية 40% منه أميين وهو مرض قاتل وفتاك لأي أمة لأن الشعب المتعلم هو صاحب القرار وليس الحاكم، وقد جاءت بشائر الخير بالإتفاق على الإنتهاء من أسس تشكيل لجنة المائة لوضع دستور مصري 100% وهو نجاح حقيقي على الارض رغم الولادة المتعثرة وقد نجحت القوي السياسية بعد نقاشات لساعات طويلة في التوصل للمعايير ولاقي ضم فقهاء الدساتير في مصر قبولا واسعا ضمن لجنة المائة لوضع الدستور الذي يحكم البلاد وينظم العلاقة بين الحاكم والشعب ويكون الدستور الحاكم راعيا لحقوق وحريات الشعب وإستعادة الحقوق المسلوبة، فمن نافذة الدستور يري الحاكم أحوال الشعب قبل ان يري نفسه، ولننسي الفرقة وتنصهر كل الشخصيات المحترمة في المجتمع والعمل السياسي لخدمة مصالح الشعب والدولة داخليا وخارجيا وحماية حقوق المواطن في الداخل والخارج وعلى الإعلام في الفترة القادمة توعية الشعب بالدستور والواجبات والحقوق حتى لا يتعدي عليه أحد أيا من كانت سلطاته. ثورة 25 يناير أيقظت داخلنا مبادئ هامة وهي الإحترام بدون خوف ونجحت الثورة في نزع الخوف من صدور الشعب فلم يعد له مكانا بيننا أو مساحة تذكر وهي أهم نجاحات ثورة 25 يناير وقد تحررت كل الأقلام من قيود القهر والبطش وهي مبادئ يجب أن ينص عليها الدستور، وتحديد صلاحيات الرئيس القادم فلا تكون مطلقة كما كانت من قبل وحتى يوجه الرئيس القادم كل طاقاته لخدمة الشعب والدولة، والدستور قادر على فض أي إحتدام سياسي متوقع بعد إنتخابات الرئاسة بإعتبار أن كل مرشح من مرشحي الرئاسة له مؤيديه وفي حالة فوز أيا من المرشحان فنحن في غني عن المشكلات، وهنا يأتي دور الدستور الذي يحسم كل هذه الملابسات المعقدة وتجنب الصراعات بين أفراد الشعب وأيا كان الرئيس القادم سيضع أمام نصب عينه أن الشعب الذي قام بثورة عظيمة إذا تناسي حقوقه لفترة من الفترات الماضية فهو بعد الثورة لن يتنازل عن حقه في الكرامة والحرية والعدالة الإجتماعية ولن يرضي بالذل والهوان، وأيا كان الرئيس القادم فسوف يجاهد لتحقيق إنجازات خلال السنوات الأربع أو الثماني التي يحكم فيها مصر ويسعي لينعم الشعب في عهده بالأمان والحياة الكريمة ولا يقتص من حقه وسوف يسعي الرئيس القادم على بناء تاريخا له الأمر الذي يتطلب الإسراع بإعلان دستوري مكمل لتحديد صلاحيات الرئيس وذلك لحين الإنتهاء من وضع دستور ديمقراطي يضمن الحقوق والحريات ويؤكد على أن الدولة أهم من الرئيس وليس الرئيس أهم من الدولة. كلمات أخيرة يجب أن تعود الفضائيات لدورها كمنبرا للتنوير والتوجيه والإرشاد والتصويب وليس القذف والسب والتطاول وهيا نقف جميعا وراء الرئيس القادم وندفعه لحل جذري للمشكلات والأزمات المزمنة في الوطن وعلاج هموم المواطنين الموجعة فنحن لدينا هموم كبيرة ومهما كانت الفترة التي سيتولاها الرئيس القادم فلا تمثل شيئا من عمر الدول والشعوب وإنما إنجازاته هي التي تتكلم عنه في الوقت الذي يكون فيه صامتا ورغم الهواجس فإن الشعب المصري قادر على أن يغلب هواجسه حول المرشحان ويوجه الدفة بنفسه بحكمة وإقتدار بمعرفة قائدا متميزأ بمشيئة الله تعالي ؟ المزيد من مقالات أحمد مسعود