رغم ان التاريخ يؤكد أن التحول الديمقراطي ليس سهلا.. وغالبا ما تعترضه عقبات كثيرة وعثرات أكثر إلا أننا كشعب مسالم، عاني طويلا من الظلم، كنا نتمني أن نصل إلي الديمقراطية بأقل خسائر ممكنة. من الصعب أن نفهم سبب الهجوم علي كل من المرشحين الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسي، بعد أن حصلا علي ملايين من الأصوات الصحيحة في الجولة الأولي من الانتخابات . كثير من المواطنين يرفضون الاثنين ، معتبرين أن عليهم أن يختاروا بين الفاشية الدينية والديكتاتورية العسكرية، وهذا حقهم ورأيهم. لكن ليس من حقهم حرق البلد أو استعمال العنف لفرض رأيهم علي الآخرين. هل معقول أن يتم تجاهل نتائج الانتخابات وتفصيل ديمقراطية علي مزاج كل واحد منهم! يجب أن نتقبل حكم الصندوق مادامت الانتخابات الرئاسية نزيهة وشفافة، حتي لو لم يعبر عن أملنا. هذه هي الديمقراطية. بعد ثورة يناير انتهت إلي الأبد أسطورة الحاكم الفرد، ولن يستطيع الحاكم القادم أيا كان أن يتكبر أو يتجبر علي الشعب، طالما القوة الثورية والوطنية تراقبه وتحاسبه. فالشعب الذي ثار علي الحاكم السابق سوف يرصد أداء الرئيس المقبل بكل يقظة ووعي، ويتابع كل ما يقدم عليه من اجراءات وقرارات، ويخلعه إذا حاول أن ينفرد بالسلطة أو يصادر الديمقراطية والحرية. لا نريد اختزال مصر في شخصية الرئيس. فليكن اهتمامنا وتركيزنا علي الدستور الذي سوف يحمينا من أي رئيس. واجبنا أن نصر علي عدم هيمنة البرلمان علي الدستور، بحيث يوضع علي أسس صحيحة تحفظ مدينة الدولة وحقوق المواطنين.