في ضوء التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا يقدم كتاب إسرائيل في افريقيا رؤية مستقبلية للعلاقات الإسرائيلية الأفريقية وتأثيراتها السلبية علي الامن القومي لمصر ومصالحها الحيوية واهمها نهر النيل, ونظرا للتطور المتصاعد للعلاقات بين مصر وإسرائيل. , بالإضافة إلي وزن مصر وثقلها السياسي, صارت مصر إحدي أهم بؤر التركيز الإسرائيلي في القارة الأفريقية, بما يفرض عليها إعادة النظر في حجم وكثافة العلاقة بينها وبين إسرائيل في ضوء مصالحها الحقيقية التي تتراجع في أفريقيا كلما تقدمت هذه العلاقة مع إسرائيل. شهدت العلاقات الإسرائيلية الأفريقية بعد مؤتمر مدريد للسلام عام1991 دفعة قوية فمنذ قيام دولة إسرائيل عام1948, بدأت تهتم تدريجيا بالقارة الأفريقية, ففي بداية الأمر, تركزت العلاقات الإسرائيلية بدرجة كبيرة علي ليبيريا وهي ثالث دولة في العالم تعترف بدولة إسرائيل وبدرجة أقل علي إثيوبيا, ثم أخذت العلاقات الإسرائيلية مع أفريقيا بعد منتصف الخمسينيات في أعقاب مؤتمر باندونج عام1955 م الذي كان ضربة مباشرة موجهة لإسرائيل وكذا بعد فشل عدوان1956, وما تبع ذلك من فتح مضيقي تيران والعقبة أمام الملاحة الإسرائيلية. و قد كثفت إسرائيل علاقاتها الدبلوماسية مع الدول الأفريقية حيث ارتفع عدد البعثات الإسرائيلية من9 بعثات عام1960 إلي22 بعثة في نهاية عام.1962 كما ازدهرت علاقات التعاون الإسرائيلي الأفريقي في الميادين الاقتصادية و العسكرية و الفنية, حتي وصل النشاط الإسرائيلي في القارة إلي أوجه عام1967 م, مما كان له أثر واضح علي المساندة الأفريقية لإسرائيل في مواجهة العرب إبان العدوان, فلم يتخذ الأفارقة موقفا حاسما مؤيدا للعرب في المحافل الدولية. ومنذ عدوان1967 وحتي عام1979 م, بدأ النشاط الإسرائيلي في أفريقيا يتراجع ببطء, ووصل الانحدار إلي مدي بعيد مع حرب أكتوبر عام1973 فقد بلغ عدد الدول الأفريقية التي قطعت علاقاتها بإسرائيل29 دولة, فيما عدا جنوب أفريقيا ومالاوي, وليسوتو, وسوازيلاند. والغريب ان الدول الأفريقية قاطعت إسرائيل سياسيا ودبلوماسيا, لكن هذا لم يؤثر سلبيا علي العلاقات التجارية بل ازدادت نموا في عقود السبعينيات والثمانينيات. وعقب معاهدة السلام مع إسرائيل بدأت مرحلة التنافس العربي الإسرائيلي في مجال العلاقات مع أفريقيا, وهيأت لإسرائيل ظروف أفضل للحركة في الممرات الدولية, خاصة البحر الأحمر, مما مكنها من كسر العزلة علي المستوي الأفريقي وظهور تيار بين الدول الأفريقية خلال تلك الفترة دعا إلي استئناف العلاقات مع إسرائيل. ومع رد الفعل العربي المتمثل في سحب السفراء العرب من كينشاسا عاصمة زائير, وإيقاف المصرف العربي للتنمية الاقتصادية كل معاملاته مع زائير, وتحذير ليبيريا من إمكانية عزلها إذا فتحت سفارة لها في القدس, وباستثناء بعض الدول التي استأنفت علاقاتها مثل كينيا عام1988, وأفريقيا الوسطي وإثيوبيا عام1989, ظلت الدول الأفريقية ملتزمة بالمقاطعة الدبلوماسية لإسرائيل علي الأقل علي المستوي الرسمي, حيث اعتبر الأفارقة أن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره مسألة أساسية لاستئناف العلاقات مع إسرائيل, وبذلك انتهي عقد الثمانينيات من القرن العشرين, وليس لإسرائيل تمثيل دبلوماسي إلا في12 دولة أفريقية. و لكن في نهاية عام2005 استئنافت إسرائيل علاقاتها مع45 دولة أفريقية اخرها جنوب السودان علي مستويات دبلوماسية مختلفة من سفارة, الي مكتب مصالح وهكذا نجحت إسرائيل بعد سنوات العزلة في استئناف العلاقات مع معظم دول القارة بما فيها دول حوض النيل وشرق أفريقيا, وبذلك يكون إجمالي عدد الدول التي لا تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية حتي عام2010, عشر دول. فقد تغيرت النظرة التقليدية للوجود الإسرائيلي في أفريقيا, بعدما كان ينظر إليه باعتباره تهديدا للعرب والأفارقة علي حد سواء, أما الآن فقد تغيرت النظرة لإسرائيل من قبل الأفارقة والعرب, وهو الأمر الذي ساعد إسرائيل علي التغلغل في أفريقيا وقد تنامت علاقات إسرائيل بالدول الأفريقية خاصة ميدان العلاقات الأمنية في أعقاب أحداث11 سبتمبر2001 وكان للوجود الإسرائيلي في أفريقيا تداعيات خطيرة رصدها الكتاب في جميع الميادين. العلاقات الإسرائيلية الأفريقية: نظرا لطبيعة تلك العلاقات القائمة علي محاولة تطويق مصر والدول العربية والإضرار بمصالحهما.فعلي المستوي الرسمي, شهدت العلاقات الإسرائيلية الأفريقية نشاط دبلوماسي إسرائيلي, حيث تزايدت زيارات وزير الخارجية الإسرائيلي- آنذاك- سيلفان شالوم, و مبعوثين رسميين إلي دول القارة الأفريقية, خاصة إثيوبيا, المغرب, تونس, مصر. وكان محور هذه الأنشطة توطيد العلاقات علي الصعيد السياسيي والاقتصادي والأمني, والمطالبة بتسريع وتيرة تهجير يهود الفلاشا مورا إلي إسرائيل, كما شهدت هذه الفترة تعاونا عسكريا بين إسرائيل ودولتي كينيا وإريتريا في مواجهة ما تصفه إسرائيل بالعمليات الإرهابية. أما علي صعيد التفاعلات غير الرسمية, فيلاحظ تزايد المشاعر الرافضة لتصاعد النفوذ الإسرائيلي في أفريقيا, وقد تجلت هذه المشاعر في صورة عمليات استهدفت بعض المصالح الإسرائيلية في دولتي كينيا والمغرب, ومظاهرات احتجاجية في مصر وليبيا وجنوب أفريقيا, وأنشطة أهلية لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين, وإحجام عدد كبير من يهود المغرب عن الهجرة لإسرائيل, ويرجع ذلك إلي شعور الرأي العام الافريقي بأن إسرائيل هي الرابح الأول من الغزو الأمريكي للعراق بالاضافة الي التعاطف الشعبي مع القضية الفلسطينية. و في ضوء كونها شريكا إستراتيجيا رئيسا للولايات المتحدة, مما وفر للدبلوماسية الإسرائيلية درجة كبيرة من حرية الحركة في تعاملها مع الدول الأفريقية, باعتبار اسرائيل جسر للافارقة للتقارب مع الولاياتالمتحدة القوة العظمي الوحيدة العلاقات الإسرائيلية المصرية شهدت بداية عام2003 م, توترا في العلاقات علي الصعيد السياسي الرسمي, بين مصر وإسرائيل حيث استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون الفرصة لتصعيد حالة التوتر مع مصر, مدعيا أنها تتدخل في الشئون الداخلية لإسرائيل, و رفض المشاركة في قمة السلام بشرم الشيخ مشترطا الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي عزام, وإعادة السفير المصري إلي إسرائيل كما أعلنت إسرائيل في منتصف عام2001 عن دراسة مشروع شق قناة هرتسل في صحراء النقب تكون بديلا لقناة السويس. وعلي الجانب المصري, بدا أن النظام السابق غير راضي عن السلوك العدواني الإسرائيلي و ملتزم بعدم إعادة السفير المصري إلي تل أبيب قبل أن تتخذ الحكومة الإسرائيلية موقفا جادا علي صعيد مفاوضات السلام مع الفلسطينيين, وكذلك تصريحات تفيد عدم جواز التدخل في أحكام القضاء المصري. وعلي هذا الأساس يؤكد الكتاب علي إن العلاقات الإسرائيلية المصرية علي الصعيد الرسمي خلال فترة الرصد قد تراوحت ما بين شد وجذب. أما علي مستوي التفاعلات غير الرسمية, فقد اتسم الموقف إجمالا, بالوقوف بحزم في مواجهة السياسات العدوانية الإسرائيلية, وبدا ذلك واضحا في مواقف النقابات والمثقفين المصريين الذين طالبوا بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة. اما علي صعيد العلاقات الثقافية فدأبت مختلف وسائل الإعلام الإسرائيلية علي مهاجمة بعض الشخصيات العامة ورجال الفكر والفن خلال عام2003 م بدعوي معاداتهم للسامية. ومن أبرز الحالات التي تم رصدها استعداء الإدارة الأمريكية ضد المسلسل المصري فارس بلا جواد- للفنان محمد صبحي عن الحركة الصهيونية والذي وصل حد مبالغة الولاياتالمتحدةالأمريكية في تأييدها السافر لإسرائيل إلي الاستناد استصدار قانون لمعاداة السامية من الكونجرس الأمريكي عام2004 وهو ما مهد وعزز الضغوط الأمريكية الإسرائيلية, لصدور قرار للأمم المتحدة في2006 بتجريم معاداة السامية. وبناء علي هذا النجاح غير المسبوق لاسرائيل برزت مواقع ومنظمات إسرائيلية عدة لرصد الإعلام المصري, بحثا عما يسمونه نصوص معادية للسامية مما تسبب في إرباك الأوساط الثقافية المصرية وطالب المؤلف بضرورة تحديد آلية واضحة لمواجهة قانون معاداة السامية, حتي لا يتحول إلي أداة لإرهاب المثقفين المصريين والعرب, ليتحول القانون إلي أداة لإرهاب المثقفين المصريين والعرب. ومن أهم التطورات التي ظهرت عام2003 علي الصعيد غير الرسمي- بروز مدخل جديد للعلاقات الإسرائيلية المصرية علي الصعيد القضائي, تمثل في عدد من الدعاوي القضائية التي رفعها مصريون ضد إسرائيل وقياداتها, لاسترداد حقوق مصرية في إطار ما تشهده المنطقة من تطورات, وذلك علي خلفية تداعيات أزمة لوكيربي, وما ترتب عليها من تعويضات لأسر الضحايا,, وهي سابقة قانونية قد تكون عاملا محفزا لمصريين لهم حقوق مغتصبة لدي إسرائيل. من ناحية اخري فأن ظاهرة زواج المصريين بإسرائيليات تعد من أبرز الظواهر الاجتماعية التي أثارت جدلا في العقد الأخير, وآخر تطوراتها حكم المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة الصادر في الخامس من يونيو2010 م, بتأييد الحكم الصادر عن محكمة القضاء الإداري أول درجة ب إسقاط الجنسية المصرية عن المصريين المتزوجين بإسرائيليات, ومن المفارقات المبكية أن هذه التفرقة ستنجم عنها إسقاط الجنسية عن المصري هشام محمد نسيم, نجل رجل المخابرات المصرية الشهير, الذي كان له الفضل في قضية البطل المصري رأفت الهجان, لزواجه من إسرائيلية يهودية. وقد شهدت العلاقات العسكرية والأمنية تفاعلات ملحوظة ذلك العام, وعلي الصعيد الأمني, فقد شهد العام2002 نشاطا إسرائيليا معاديا منذ بدايته, حيث اكتشفت أكثر من محاولة للتجسس, محاولات تخابر فاشلة مع السفارة الإسرائيلية بمصر وقد كان التوتر هو السمة الغالبة علي مسيرة العلاقات الإسرائيلية المصرية, سواء علي المستوي السياسي ومستوي التفاعلات غير الرسمية, و العلاقات الثقافية, والاجتماعية, والعسكرية, والأمنية, الأمر الذي أتاح- بلا شك- مساحة أكبر من حرية الحركة بالنسبة لمؤسسات المجتمع المدني, التي اتخذت مواقف مشرفة إزاء السلوك العدواني الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني, والدور الإقليمي المصري. إلا أن العلاقات الإسرائيلية المصرية علي الصعيد الرسمي قد شهدت تقاربا محلوظا منذ عام2008 م, عقب وصول الرئيس الأمريكي أوباما إلي سدة الحكم ولم تراعيا الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل المصالح المصرية بل أضرتا به والدليل علي ذلك: دراسة حديثة صادرة عن المركز القومي للبحوث, حثت الحكومة المصرية علي إعادة صياغة رؤيتها المستقبلية التي تعيدها لأفريقيا, وبخاصة دول حوض النيل, في ظل تنامي الوجود الإسرائيلي في القارة, والذي يتزايد في منطقة حوض النيل, وقالت الدراسة إن الوجود الإسرائيلي يهدد بشكل مباشر الأمن القومي المصري. اعتراف عاموس يادلين الرئيس السابق لجهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية أمان, بالدور الكبير الذي لعبه جهازه في إشعال الفتنة الطائفية في مصر خلال السنوات الماضية في تصعيد التوتر والاحتقان الطائفي في البلاد و نجاح الجهاز في نشر شبكات التجسس في كل مكان في ليبيا وتونس والمغرب,, لكي يعجز أي نظام يأتي بعد مبارك في معالجة الانقسام في مصر. و قال في فخر: أنجزنا في السودان عملا عظيما, لقد نظمنا خط إيصال السلاح للقوي الانفصالية في جنوبه, ودربنا العديد منهم,, و نشرنا هناك في الجنوب ودارفور شبكات قادرة علي الاستمرار بالعمل إلي ما لا نهاية. وما يؤكد هذا تصريحات د. حسن مكي, مدير جامعة أفريقيا العالمية بأن سلفاكير, رئيس حكومة الجنوب لديه زوجة يهودية, وأن في ذلك الخطر الحقيقي, مؤكدا أن كل ما يحدث من مظاهر الزفة الانفصالية هو ضد مصر في المقام الأول, وأن مصر هي التي ستتأثر أكثر من الخرطوم بعد انفصال الجنوب المدعوم بالبترول, في وقت ينخفض فيه الدعم المصري والعربي, وأنه كان علي مصر أن تكمل البناء في قناتي جونجلي و مشار, وكان عليها أن تبني الفنادق بالجنوب, فهو استثمار مربح, فكل فنادق الجنوب تقريبا يهودية,, فالجنوب يبيض ذهبا لإسرائيل يوميا. مشروع الأخدود الأفريقي العظيم تقدمت إسرائيل عام2002 بمشروع الأخدود الأفريقي العظيم لليونسكو لإضفاء صبغة جديدة علي موضوعات سياسية وصراعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. إلا أن الجهود المصرية بمساندة عربية قد نجحت في وأد هذه الفكرة الخبيثة عام.2004 المدخل الرياضي: كان مشروع معسكرات حبقوق الإسرائيلي لاستغلال الموارد البشرية الأفريقية, من خلال إقامة معسكرات ومدارس كرة قدم لاجتذاب صغار الناشئين الأفارقة ويهدف المشروع لاكتساب تأييد أفريقي للقضايا الإسرائيلية, من خلال مساعدة الشباب الأفريقي المعدم في الاحتراف في دول أوروبا و يتلقي اللاعبون فيها دروسا في الديانة اليهودية, ويقومون بتحية العلم الإسرائيلي, وأداء قسم الولاء لإسرائيل مدي الحياة, وقد آتت هذه السياسة أكلها يوم أن قام لاعب المنتخب الغاني لكرة القدم في مباراة بلده مع منتخب التشيك في كأس العالم عام2006 برفع علم إسرائيل عقب تسجيله هدفا. دلالات تصويت الأفارقة لصالح إسرائيل في الأممالمتحدة أوضح تحليل السلوك التصويتي خلال الأعوام2003-2005, أن نسبة الدول الأفريقية التي تغيبت عن حضور جلسات التصويت علي القرارات أو تلك التي امتنعت فيها عن التصويت أو صوتت لصالح إسرائيل, قد تزايدت بصورة ملحوظة, وعلي ذلك, فإن تفعيل الدور الأفريقي في هيئة الأممالمتحدة التي أصبحت بمثابة مكتب عقاري أمريكي إسرائيلي منوطا به إعادة تقسيم المنطقة لصالحها. العلاقات الاقتصادية الإسرائيلية الأفريقية: تحاول إسرائيل بكل الوسائل تنمية إمكاناتها الاقتصادية, بإقامة علاقات اقتصادية مع الدول الأفريقية, وذلك عن طريق توسيع تجارتها الخارجية, وتنويع أسواقها بالإضافة إلي إقامة مشروعات منخفضة التكاليف ذات عوائد سريعة. للخروج من عزلتها سعت إسرائيل للخروج من عزلتها, والحصول علي المزيد من الشرعية الدولية, بإقامة علاقات دبلوماسية مع أكبر عدد ممكن من الدول الأفريقية وقد اتضح أن الوجود الإسرائيلي في القارة يتركز في المواطن الإستراتيجية المهمة والحساسة في القارة مثل: منطقة القرن الأفريقي وهي المفتاح الجنوبي للبحر الأحمر, ومضيق باب المندب, ومنطقة حوض نهر النيل يتركز التعاون الإسرائيلي مع دول هذه المنطقة في إقامة السدود علي روافد نهر النيل, بالرغم من عدم الجدوي الفنية والاقتصادية لهذه السدود, وبذلك تستهدف إسرائيل حصة مصر المائية, وبالتالي تهديد أمنها الوطني, وتقليص مجالها الحيوي في القارة الأفريقية.اما منطقة غرب القارة يتركز التعاون الإسرائيلي مع دول هذه المنطقة في الاستثمارات النفطية بمساعدة واشنطن. العلاقات العسكرية والأمنية لقد أبرز التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا وما يمثله من تهديدات علي الأمن الوطني المصري, مدي أهمية الإعداد المبكر لإستراتيجية مصرية تراعي متطلبات الحفاظ علي مناخ السلام, وتطوع الانعكاسات السلبية التي تطرحها المتغيرات الدولية لخدمة هذه الإستراتيجية.و تحرك فعال يستهدف توفير قدر مناسب من التعاون العسكري مع الدول الأفريقية, وفقا لأهميتها الإستراتيجية, وأولويات تحقيق الأهداف المصرية. الإستراتيجية الإسرائيلية تجاه مصر بتحليل رؤية الخبير الإستراتيجي الإسرائيلي إفرايم سنيه, تجاه مصر أن ناقوس الخطر سيدق بشدة إذا ما حصل من يسميهم رسل العداوة الذين يعادون إسرائيل, علي مناصب مهمة في الحكومة المصرية. المصالح الإسرائيلية في أفريقيا يظهر قرار واشنطن بإنشاء قيادة عسكرية جديدة في أفريقيا في2007, باسم أفريكوم, أن الأداة العسكرية باتت هي الأداة الأكثر بروزا من بين مجمل أدوات السياسة الخارجية الأمريكية تجاه أفريقيا, وبخاصة في منطقة القرن الأفريقي الكبير, ولعل ما قامت به القوات الإثيوبية خلال عام2007 بغزو الصومال عسكريا بإيعاز أمريكي, في ظل حالة من العجز العربي والأفريقي العام- يظهر التوافق بل التوحد في المصالح الإستراتيجية الإسرائيلية الأمريكية في أفريقيا. الرؤية المستقبلية يخرج الكتاب بثلاثة تصورات مستقبلية للعلاقات الإسرائيلية الأفريقية: التصور الأول: إذا استمر التغلغل الإسرائيلي في القارة,, فسنكون علي مشارف مرحلة جديدة من مراحل تطور العلاقات الإسرائيلية الأفريقية, وهي مرحلة الهيمنة الإسرائيلية علي أغلبية دول القارة, ومن ثم سقوط النظام العربي الإقليمي, مقابل صعود النظام الإقليمي الجديد في الشرق الأوسط الكبير والقرن الأفريقي الكبير تحت الهيمنة الإسرائيلية الكاملة المدعومة أمريكيا في ظل النظام الدولي الحالي التصور الثاني: في حالة تخلي واشنطن عن مساندتها المطلقة للسياسة الإسرائيلية, واستفادة الأفارقة من تناقض المصالح, وتشابك العلاقات الدولية بين القوي الكبري يمكن تحقيق نوع من التوازن والتكافؤ مع إسرائيل المدعومة أمريكيا. وفي هذه الحالة ستخف وتيرة تنامي العلاقات الإسرائيلية, وستعتمد إسرائيل علي أدوات القوي المستترة في تغلغلها في القارة الأفريقية, وتكون الأوضاع وفق قاعدة لا غالب ولا مغلوب. التصور الثالث: لو تنبهت الدول الأفريقية والعربية إلي مخاطر التغلغل الإسرائيلي في القارة علي أمنها القومي لقامت بتنشيط التعاون العربي الأفريقي في جميع المجالات والعمل العربي الأفريقي المشترك علي وقف الهرولة, والاستسلام للهيمنة الإسرائيلية, استغلالا لحاجة إسرائيل الماسة إلي السلام المتعجل, وحينئذ ستنحسر العلاقات الإسرائيلية الأفريقية نسبيا, وهو تصور مستبعد في المدي المنظور. و هذا التصور بعيدا وفق معطيات الأوضاع المتدهورة علي الصعيدين العربي والأفريقي مما يجعل التصور الأول قريبا وفقا لنفس المعطيات, ويظل التصور الثاني هو الأقرب لمنطق المصالح الوطنية والقومية في المستقبل القريب, لو غلبت المصلحة القومية. ويشير المؤلف علي أن نوايا إسرائيل خبيثة, وهدفها الاساسي تهديد المصالح الحيوية لمصر, والأمن القومي العربي. رئيس بعثة الشرطة المصرية لحفظ السلام بدارفور2006