لست أعفى أمتنا العربية والإسلامية من مسئولية الأحوال المتردية التى بلغت حد تهديد الوجود وتغيير الحدود فى أكثر من قطر عربى وإسلامى . ولكن من الصعب أن نتجاهل أن القوى الدولية الكبرى وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية تتحمل النصيب الأكبر من المسئولية فهى تتحدث فى العلن عن الحوار والوئام والأمن والاستقرار والسلام بينما هى فى الخفاء ترسل مز،يدا من أعواد الثقاب لإشعال حرائق الكراهية على أرض المنطقة. أتحدث عن استراتيجية أمريكية غبية ومتعصبة يتصور القائمون عليها أنها بمثابة الروشتة الضرورية للقضاء على الثقافة التى صنعت أحداث الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 والتى ترتكز - حسب المفهوم الأمريكى - إلى ربط ديمقراطية العالم الإسلامى باستحقاقات الأمن الأمريكي. إنهم كانوا يعتقدون أن هذه الروشتة الأمريكية بما تتضمنه من انفتاح اقتصادى وثقافى وسياسى يوفر الفرصة لتداول السلطة فى العالمين العربى والإسلامى سوف تؤدى إلى تنشئة أجيال جديدة يمكنها اعتلاء الحكم بثقافة وسطية معتدلة تخلو من التطرف والغلو الدينى فإذا بالأمور تنقلب رأسا على عقب بإعادة إطلاق المارد الطائفى والمذهبى والعرقى وانتشار حمامات الدم والأشلاء وغياب كل عوامل الاستقرار لصالح فوضى مدمرة تنتصر للعصبيات والعشائر لكى تلغى مفهوم الوطن الواحد فى ظل أجواء غضب واحتقان تغذى الأفكار الأصولية بشحنات الانتقام! وللأسف الشديد فإنهم استطاعوا أن يخدعوا غالبية الفصائل والتيارات والمذاهب والطوائف والأعراق على طول وعرض المنطقة بوجوبية الصراع والاقتتال من أجل إخلاء المنطقة من كل مظاهر الاستبداد بتفجير طاقات اليأس والغضب الكامنة فى النفوس.. ولولا أن قيض الله لمصر ولهذه الأمة رجلا انتصر لثورة المصريين فى 30 يونيو وترجمها بقرارات 3 يوليو 2013 لكانت هذه الأمة قد أصبحت فى خبر كان! ومن هنا نقول إن الشكر واجب للمصريين ولقواتهم المسلحة الذين تحركوا فى الوقت المناسب وأفشلوا مخطط «خلخلة الدومينو» الذى كان يستهدف بناء ما يسمى بشرق أوسط جديد وفق نظرية «انسف حمامك القديم» ولكن الله سلمّ! خير الكلام : نحن أبرياء من قوم يرون الوقاحة شجاعة ويحسبون اللين جبنا ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله