كان قطار الفوضي يسرح ويمرح ويتحرك يمينا ويسارا وشمالا وجنوبا علي امتداد العالم العربي مستهدفا تفجير الاضطرابات وإثارة النعرات وتغذية التناقضات بدعوي استحقاقات التغيير الحتمية تحت لافتات الربيع العربي حتي قيض الله مصر بتلاحم شعبها وجيشها في 30 يونيو 2013 لكي توقف اندفاع هذا القطار المجنون. لافتة القطار اسمها «الفوضي الخلاقة» وبداية تحركه واكبت غزو أمريكا للعراق عام 2003 استنادا إلي أجندة بحثية أعدها مايكل ليدن كبير الخبراء والباحثين في معهد «أمريكا إنترابرايز» ولقيت استحسانا من الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن الذي كان يعاني من تداعيات الصدمة المذهلة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001. ومضمون النظرية كما صاغها ليدن وأدارها علي أرض الواقع بوش الابن وفريقه المعاون يحوي عناوين خادعة باسم ضرورات التغيير والإصلاح تمهيدا لرسم خريطة جديدة للشرق الأوسط ولكن التطبيق أعطي مبكرا ومن أرض العراق إشارات لهدم وتفكيك الدولة، وتوسيع رقعة الفقر والمجاعة والبطالة مع تغييب الشعور بالأمن والاستقرار من ناحية وتعطيل ماكينة الخدمات الأساسية للمواطنين حتي يزداد الحنق المجتمعي وتتوافر الأدوات الكفيلة باستمرار اشتعال ثورة الغضب والتمرد في النفوس. ولأن ما حدث في العراق من غزو وتدخل عسكري مباشر لم يكن من الممكن تكراره لاعتبارات إقليمية ودولية معاكسة - كان لابد من اللجوء للعمل السري الذي تقوده المخابرات المركزية الأمريكية وأفرعها المنتشرة في أوروبا والبلقان والمنطقة العربية وهو ما أدي إلي فارق زمني كبير امتد إلي 8 سنوات تفصل ما بين غزو العراق عام 2003 وإطلاق مسمي الربيع العربي عام 2011. وخلال هذه السنوات الثماني كان التحضير يسير في اتجاهين متوازيين أولهما تدريب الكوادر التي ستتولي مسئولية إشعال الشرارة الأولي للفوضي في البلد المستهدف، وثانيهما قاعدة التحريض الإعلامي التي تحملت قناة الجزيرة القطرية الدور الرئيسي فيها بخبث وذكاء . ولولا أن مصر 30 يونيو أوقفت حركة هذا القطار المجنون وأجهضت مخططه الخبيث لامتدت قضبانه إلي كل أرض عربية... وتحيا مصر! خير الكلام: كل زلزال لا يهزك معناه أن قوتك أكبر من قوته ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله