فى عام 2003 قررت إدارة الرئيس الأمريكى جورج بوش «الابن» غزو العراق بذرائع وهمية حول امتلاك أسلحة دمار شامل وهو ما ثبت فيما بعد عدم صحته بل اتضح تورط واشنطن فى تلفيق هذا الاتهام الجائر... كانت رغبة الانتقام من نظام صدام حسين تجب أية حسابات أخرى ولم يعر الأمريكيون أى اهتمام بما يمكن أن يؤول إليه حال العراق والعراقيين بعد الغزو. فقد كان لسان حال المحافظين الجدد المسيطرين على البيت الأبيض «آنذاك» أن بقاء نظام صدام حسين هو أسوأ من أية نتيجة تترتب على الغزو بما فى ذلك تفكيك الدولة وتفتيت الوطن وبقاء العراق فى حالة فراغ وارتباك سياسى لعقود طويلة مقبلة. وفى عام 2011 رأت إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن تشجيع وتأييد ما يسمى بثورات الربيع العربى سيؤدى إلى تهيئة البيئة المناسبة لإطلاق الفوضى الخلاقة تحت رايات خادعة باسم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان وأنه مهما تكن تداعيات حدوث الفوضى إلى حد الاقتتال الأهلى فى العديد من الأقطار العربية فإن واقعا جديدا سيسود العالم العربى يؤدى إلى انكفاء كل دولة عربية على نفسها لمداواة جروحها وبما يهييء الفرصة لمزيد من العربدة الأمريكية والإسرائيلية على طول وعرض المنطقة بسبب غياب الحد الأدنى من قدرة الردع أو الغضب العربى، وقد ظهر ذلك بوضوح فى تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية واكتفاء الجماهير العربية فى كافة العواصم بمصمصة الشفاه تجاه جرائم العدوان الإسرائيلى الأخير على غزة. والحقيقة أنه لا لوم على أمريكا ولا لوم على إسرائيل، وإنما اللوم على الذين يتجرعون الآن سم الخطيئة فى بغداد عندما تصوروا قبل 10 سنوات أن النعيم قادم بقدومهم على أسطح الدبابات الأمريكية لإزاحة نظام صدام حسين، وهو ذات السم الذى يتجرعه الآن قادة حماس الذين سيروا مظاهرات المباركة والتأييد فى شوارع غزة ابتهاجا باحتراق القاهرة واقتحام أقسام الشرطة والسجون المصرية وخلق حالة فوضوية تمكن الجماعة التى ينتمون إليها من اعتلاء سدة الحكم فى مصر لتبدأ رحلة الانطلاق للسيطرة على العواصم العربية الأخرى تدريجيا ولم يكن فى حسبانهم للحظة أن مصر عصية على الجماعة ومن هم وراءها متناسين أن مصر لم تكن يوما سوى السند لفلسطين وقضيتها المشروعة وموقفها الراهن لوقف العدوان على غزة هو خير شاهد يزيد من مرارة سم الخطيئة فى حلوق بعض الغافلين! خير الكلام: أنبل ما فى الحياة الوفاء.. وأسوأ ما فيها الغدر ! http://[email protected]