استضافت أمس العاصمة الصينيةبكين قمة منتدى التعاون الاقتصادى لدول آسيا والمحيط الهادئ «أبيك» بحضور قادة الدول ال 21 الأعضاء فى المنتدى.وتتركز القمة التى تستمر يومين على قضايا التجارة وتعزيز التبادل الحر فى المنطقة، فضلا عن مناقشة العديد من القضايا الإقليمية والدولية بين الشركاء فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ. ومن جانبه، دعا الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى خطابه لدى افتتاح القمة، الصين إلى تحرير أسواقها وسعر صرف عملتها، مؤكدا أنه من مصلحة الولاياتالمتحدة أن تزدهر الصين. وقال أوباما إن الولاياتالمتحدة تؤيد قيام صين مزدهرة ومسالمة ومستقرة، داعيا إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين واشنطنوبكين، كما دعا الصين إلى احترام حقوق الانسان وحرية الصحافة. وأعلن أوباما أيضا عن اتفاق لتمديد تأشيرات الدخول الممنوحة للصينيين المسافرين إلى الولاياتالمتحدة بهدف العمل أو الدراسة، وأوضح أن نحو 1.8 مليون صينى توجهوا العام الماضى إلى الولاياتالمتحدة ما يوازى مساهمة بقيمة 21 مليار دولار فى الاقتصاد الأمريكى ودعما بأكثر من 100 ألف وظيفة محلية. وحول الوضع فى هونج كونج، طالب أوباما على هامش القمة بضرورة تجنب استخدام العنف فى التعامل مع المحتجين المطالبين الديمقراطية فى هونج كونج. كما حث الرئيس الأمريكى قادة الدول المعنية باتفاق التجارة الحرة فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ على رفع آخر العقبات فى وجه إبرام اتفاق التبادل الحر الذى سيضم اليابان بدون الصين. وقال أوباما، خلال اجتماع فى السفارة الأمريكية فى بكين بحضور الدول المعنية، إن «علاقة المشاركة عبر المحيط الهادئ هى أولوية لبلداننا وللمنطقة». وأبدت الدول المشاركة فى قمة أبيك دعما كبيرا للتوصل إلى اتفاق بشأن اتفاقية التجارة الحرة فى أسرع وقت ممكن. ويصطدم اتفاق التبادل الحر، الذى سيضم 12 دولة، بتمنع شديد من طوكيو على فتح سوقها الزراعية التى تحميها حواجز جمركية شديدة. وفى تطور آخر، عقد رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى اجتماعا طال انتظاره مع الرئيس الصينى تشى جين بينج قيبل انطلاق القمة، وذلك فى أول محادثات رسمية بين الزعيمين منذ تولى منصبيهما فى انفراجة لمساعى تحسين العلاقات بين البلدين، التى تشهد توترا منذ عامين بسبب خلافات حدودية فى منطقة بحر الصين الشرقى. واتفق الرئيسان على تحسين العلاقات الثنائية بينهما وبدء التحضير لإنشاء آلية للأزمات البحرية الناجمة عن النزاع على سيادة مجموعة من الجزر الصغيرة. وقال آبى للصحفيين عقب الاجتماع، الذى استمر 25 دقيقة قبل انعقاد القمة :»إن هذه هى الخطوة الأولى باتجاه تحسين العلاقات والعودة إلى صميم العلاقات القائمة على المنفعة المتبادلة والمستندة إلى مصالح استراتيجية مشتركة». ومن جانبه، توقع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فى تصريحات صحفية من بكين، حيث يشارك فى القمة، أن يستقر سعر العملة الروسية «الروبل» قريبا بعد أن خسر ربع قيمته منذ مطلع العام بسبب الأزمة الأوكرانية، معربا عن ثقته فى التدابير التى اتخذها البنك المركزى الروسى. وفى سياق متصل، حث آبى بوتين على القيام بدور بناء فى ضمان تماسك اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الحكومية فى أوكرانيا، وذلك فى محادثات بين الرئيسين على هامش القمة. وفى سياق متصل، اتفقت كوريا الجنوبيةوالصين على توقيع اتفاقية للتجارة الحرة فى تتويج لمفاوضات استمرت 30 شهرا بين الجانبين. وتتضمن الاتفاقية 22 بندا وتشمل 17 مجالا من بينها التجارة الإلكترونية والمشتروات الحكومية. وجاء هذا الإعلان أثناء محادثات قمة بين الرئيسة الكورية الجنوبية بارك كون هيه والرئيس الصينى على هامش القمة. وأكد تشى خلال لقائه بارك أن الصين تأمل فى أن تتمكن كل الأطراف من إظهار الصدق والمرونة لاستئناف المحادثات السداسية بشأن البرنامج النووى لكوريا الشمالية.