"وقت لأنسنة الذئاب" أحدث دواوين الشاعر الفلسطيني نمر سعدي ، صدر مؤخرا بالقاهرة، كتبت قصائده بين عامي 2011 و 2013. سعدي المولود في أكتوبر عام 1977 في قرية فلسطينية قرب حيفا يقول دائما إن نصف موهبته يرجع إلى الجمال الطبيعي الذي يتصف به شمال فلسطين والذي يتميّز بغناه وصفاء هوائه وروعته. ويتميز شعر سعدي بقدرة على التعبير اللغوي، والتصوير الفني على حد سواء، متكئًا، في هذا وذاك، على خيال جامح منفتح على الاتجاهات كافة، وموروثات ثقافية، وإشارات إيحائية، وأخرى رمزية وأسطورية، منها الخاصة: عربية وشرقية، ومنها العامة: أجنبية وغربية، تحيل إلى دلالات متعددة، قد تنأى عن كل ما هو نمطي أو متعارف عليه، أي وفق المنظور الحداثي. ويعد الشاعر نمر سعدي واحدًا من أصحاب الأصوات الجديدة في الساحة الشعرية الفلسطينية وله عدة إصدارات شعرية منها:موسيقى مرئية ، وكأني سواي ، ويوتوبيا أنثى ، وماء معذَّب .. وهذه قصيدة من أجواء ديوانه الجديد : سآوي إلى نخلها سآوي إلى ظلِّها يومَ لا ظلَّ يعصمني من سماءِ العصافيرِ في فلِّها المتأنِّقِ قلبي الغريبُ يدقُّ مرايا خطاها وبسمتَها الليلكيَّةَ في ليلها المتملِّقِ في منتهى قمَرٍ من خشَبْ سأوي إلى نخلها وأجيءُ يديها بشمسٍ خريفيَّةِ الانكسارِ وعشقٍ كذِبْ هل تركتُ على خصرها وردةَ الروحِ مأهولةً بالندى وعلى عنقها قُبلةً من لهَبْ؟ يا لعطرِ زليخةَ..يا مشيةَ الظبيِ.. والفرسِ العربيَّةِ لا أذكرُ الآنَ هل عطرها كانَ ليمونَ نارْ؟ أُغلقُ القلبَ عن وجهها فأرى قمَراً في النهارْ هيَ شفَّافةُ الروحِ بحريَّةٌ كصغارِ السنونو التي لم تعُدْ مرَّةً من سِفارْ ووحشيَّةٌ مثلُ ذئبِ القفارْ لا تُراودني بل تُطاردني علناً في جميعِ السمواتِ والأرضِ تحكمُ كلَّ الرجالِ بياقوتها الجُلَّنارْ وتحكمني باسمها المستَعارْ